يسود مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين اليوم الثلاثاء 25 حزيران/ يونيو هدوء حذر، في ظل استمرار الاستنفار العسكري والاحتقان، بعد اغتيال الشاب ياسين عقل، العنصر في الأمن الوطني الفلسطيني وحركة "فتح"، يوم أمس الاثنين.

ويتواصل اغلاق كافة مداخل المخيم، وتعطيل الحركة التجارية، بما في ذلك إغلاق سوق الخضار وإيقاف الأنشطة التجارية، فيما قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إغلاق مراكزها في المخيم، بما في ذلك العيادتان الأولى والثانية، وفقاً لتعميم أصدره مدير المخيم ليلة أمس، حرصاً على سلامة العاملين والمستفيدين من خدماتها.

3.1.jpg

يأتي ذلك، في ظل حالة من الترقب لما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية، على وقع جهود سياسية فلسطينية لتسليم الجاني الى الدولة اللبنانية، حسبما اكدت القيادة السياسية الفلسطينية في صيدا عقب اجتماع لها مساء أمس الاثنين.

وأصدرت القيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا بياناً مشتركاً دعت فيه إلى تسليم قاتل الشاب عقل. وجاء في البيان: "على أثر الجريمة النكراء التي أدت إلى استشهاد الشاب المظلوم ياسين عقل، العنصر في الأمن الوطني، على يد القاتل محمد جمال حمد، عقدت القيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا اجتماعاً طارئاً في قاعة مسجد النور. وبعد اتصالات حثيثة مع أهل المغدور وأهل القاتل وبعض الجهات المعنية، تم اتخاذ قرار بتسليم القاتل إلى الجهات اللبنانية المختصة في فترة محددة. وستبقى اجتماعات القيادة السياسية مفتوحة حتى تنفيذ القرار."

من جانبه، أصدر "مجلس شورى بلدة صفورية" في حي صفوري الذي ينتمي اليه الشاب المغدور، بياناً أدان فيه الجريمة، وطالب بتسليم الجاني كمدخل للتهدئة، مؤكداً أن توقيت الجريمة مشبوه ويخدم الأهداف الصهيونية لتدمير وتهجير المخيمات وخلق الفتن بين أبناء الشعب الفلسطيني.

وجاء في البيان: "في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار إلى ما يحصل من تطورات في غزة والضفة والقدس وجنوب لبنان، والتصدي البطولي للعدوان الصهيوني الهمجي على شعبنا، يقدم المدعو محمد جمال حمد على ارتكاب جريمة بشعة في مخيم عين الحلوة، حيث قام باغتيال ابننا الشهيد المظلوم ياسين محمد عقل."

وتابع:" ندين هذه الجريمة النكراء ونطالب كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية وعائلة القاتل بالعمل الفوري على تسليمه للقضاء اللبناني مما يشكل مدخلاً لتهدئة الأوضاع."

وكان مسلحون قد اغتالوا الشاب عقل بإطلاق النار عليه في منطقة الرأس الأحمر داخل المخيم، يوم أمس الاثنين، أمام أحد مقار حركة "فتح"، شهد على إثرها المخيم حالة استنفار عسكرية، وسط انتشار عناصر حركة "فتح" والأمن الوطني في حي الطيرة والرأس الأحمر، وانتشار مسلّح في حي صفوري، في ظل مخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية واتهامات موجهة لعناصر "إسلامية" في حي الصفصاف بالوقوف خلف عملية الاغتيال.

ويتخوف أهالي المخيم، من انفجار الأوضاع الأمنية، فيما شهدت بعض المناطق حالات نزوح طفيفة لعائلات إلى منازل اقاربها خارج المخيم يوم أمس، حسبما اكدت مصادر محليّة، خوفاً من تكرار سيناريو الاشكال الذي اندلع في أيلول/ سبتمبر العام الفائت، بين عناصر " إسلاميين" في حي الصفصاف، وحركة "فتح" وأدت الى وقوع ضحايا وتدمير العديد من الممتلكات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد