أعربت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الجمعة 28 حزيران/ يونيو، عن قلقها البالغ إزاء توقف 18 مركبة إسعاف عن العمل في قطاع غزة بسبب نفاد الوقود، مما يمثل 36% من إجمالي قدرة أسطول الإسعاف الخاص بالجمعية.
وأوضحت الجمعية أن هذه الأزمة تفاقمت نتيجة عدم استلامها لحصتها اليومية من الوقود عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" منذ حوالي ثمانية أيام. وكانت هذه الحصة تغطي بالكاد 6% من الاحتياج التشغيلي لمركبات الإسعاف، لكن قبل انقطاع التوريد تراجعت الكمية المستلمة إلى 3% فقط من الاحتياج اليومي.
وحملت الجمعية، الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية عن الكارثة الإنسانية جراء توقف عمل فرق الإسعاف في القطاع، جراء القيود المفروضة من قبله على دخول الوقود إلى القطاع.
وأكدت الجمعية أن قدرتها على الاستجابة الطارئة وتقديم خدمات الإسعاف والطوارئ مهددة بالانخفاض الشديد في الأيام القادمة إذا لم يتم حل هذه الأزمة، حيث يستمر إغلاق معبر رفح البري لليوم 52 على التوالي.
وأشارت الجمعية إلى أن كميات الوقود التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم غير كافية لتلبية الاحتياجات الحيوية للقطاعين الطبي والإغاثي.
وناشدت الجمعية المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإعادة فتح معبر رفح البري والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية، وخاصة الوقود، لتجنب انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة.
وشددت على أنّ هذا الانهيار، قد يؤدي إلى توقف مولدات الكهرباء في المستشفيات وتعطيل مزيد من مركبات الإسعاف، بالإضافة إلى توقف محطات تحلية المياه وشبكات الصرف الصحي بشكل تام.
من جهتها، حذّرت مستشفى كمال عدوان شمال مدينة غزّة، من توقف المستشفى عن العمل، خاصة أقسام العناية المشددة، وأقسام الأطفال جراء نفاد الوقود.
وشدد مدير المستشفى في تصريحات لقناة " الجزيرة" أن المستشفى سيتوقف خلال ساعات قليلة، مؤكداً أنّ المستشفى مليء بالأطفال المرضى والجرحى، وسيخرج عن الخدمة خلال ساعات قليلة بسبب نفاد الوقود، لافتاً إلى أنّ المناشدات التي أطلقتها المؤسسات الطبية باءت بالفشل.
تأتي هذه التطورات، لتهدد القطاع الصحي في قطاع غزّة بالانهيار الشامل والتام، بعد 266 يوماً من حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة، والمترافقة مع حصار مشدد، بلغ ذروته منذ 7 أيار/ مايو الفائت، جراء احتلال الجيش "الإسرائيلي" معبر رفح وتوقف تدفق المساعدات الشحيحة إلى القطاع.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، نقل عن وزارة الصحة الفلسطينية أن القطاع الصحي في غزة قد فقد 70% من سعته السريرية، ويواجه مجموعة من التحديات، فيما يهدد نفاد الوقود وإغلاق المعابر ما تبقى من قدرة خدمية للقطاع الصحي في غزة.