يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزّة لليوم 272 على التوالي، متسبباً في سقوط المزيد من الشهداء والجرحى وزيادة معاناة المدنيين، مع استمرار النزوح وانهيار مؤشرات الأمن الغذائي.
وأفادت مصادر طبية وصحفية، بوصول جثمان شهيد إلى مستشفى المعمداني بعد استهداف قوات الاحتلال لمنزل في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
كما استشهد فلسطيني وأصيب ثلاثة آخرون إثر قصف مدفعية الاحتلال شارع الشعف شرق المدينة.
وقصفت الطائرات "الإسرائيلية" شقة سكنية في حي التفاح، أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 8 آخرين، كما انتشلت طواقم الإسعاف 3 شهداء و13 جريحاً من منزل تعود ملكيته لعائلة زينو، بعد استهدافه من قبل طائرات الاحتلال، في حي الدرح.
وتعرضت المنطقة الشمالية الغربية من مخيم النصيرات وسط القطاع، والمناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوب القطاع، ومخيم يبنا ومحيط دوار العودة وسط مدينة رفح، لقصف مدفعي، كما شهدت مدينة دير البلح تحليقاً مكثفاً لطائرات الاحتلال "الكواد كابتر".
في خانيونس، استهدفت قوات الاحتلال المناطق الشرقية بالمدفعية، ما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من مناطق شرقي المدينة إلى منطقة المواصي غربيها، استجابة لأوامر الإخلاء الصادرة عن قوات الاحتلال.
واكتظت الطرقات بالسيارات والمارة الذين حملوا ما استطاعوا من متاع إلى جانب العربات التي تجرها الدواب هرباً من نيران الاحتلال، حسبما أفادت مصادر صحفية.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل منذ بدء الحرب. وأفاد مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، أن حوالي 1.9 مليون شخص نزحوا في غزة، وأن تسعة أعشارهم نزحوا داخلياً مرة واحدة على الأقل، إن لم يكن ما يصل إلى 10 مرات منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال دومينيكو: "خلف هذه الأرقام، هناك أناس لديهم مخاوف وشكاوى. وربما كانت لديهم أحلام وآمال، أخشى اليوم للأسف أنها تتناقص شيئاً فشيئاً". كما أضاف أن ما يقدر بنحو 110 آلاف شخص تمكنوا من مغادرة قطاع غزة إلى مصر قبل إغلاق معبر رفح في أوائل مايو/أيار، حيث بقوا البعض في مصر وانتقل آخرون إلى دول أخرى.
وفي السياق الإنساني، أشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن 96% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وأوضح أن العدوان المستمر على القطاع أدى إلى خروج غالبية المستشفيات عن الخدمة، ونزوح ما يقرب من مليوني فلسطيني من مناطقهم مما أدى إلى تزايد الأوضاع المأساوية.
وذكر أن 250 ألف شخص يقيمون في مناطق مهددة بالإخلاء في خان يونس ورفح، والنازحين مهددون بالإصابة بوباء الكوليرا نتيجة تلوث مياه الشرب.