أكد مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"، أن 9 من كل 10 أشخاص في غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل وفي بعض الحالات بلغت 10 مرات خلال حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، "أندريا دي دومينيكو": إن المجتمع الإنساني يقدر إجمالي عدد السكان في غزة في الوقت الراهن بنحو 2.1 مليون نسمة مع الوضع في الاعتبار "مقتل" أكثر من 37 ألف شخص ومغادرة 110ألف القطاع منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي مؤتمر صحفي تحدث فيه "دي دومينيكو" إلى الصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من القدس، أضاف: إنهم قدروا بقاء ما بين 300 إلى 350 ألف شخص في شمالي قطاع غزة، وهؤلاء لا يمكنهم الانتقال إلى الجنوب، مشيراً إلى وصول عدد النازحين نتيجة أوامر الإخلاء "الإسرائيلية" الأخيرة إلى 25 ألف نازح.
Just weeks after people were forced to return to a devastated Khan Younis, Israeli authorities have issued new evacuation orders for the area.
— UNRWA (@UNRWA) July 2, 2024
Yet again, families face forced displacement. We estimate 250,000 people will have to flee. Even though nowhere is safe in #Gaza. pic.twitter.com/OReO4D5E0d
وأشار إلى إنه "وراء تلك الأرقام يوجد بالطبع أشخاص، رجال ونساء وفتيان وفتيات وأطباء وطلاب وطهاة وفنانون وصحفيون ومعلمون وأمهات وآباء وأشخاص لديهم مخاوف ومظالم، وكانت لديهم أحلام وآمال لكنها أصبحت أقل اليوم مع الأسف".
ويحتاج قرابة 96% من السكان في غزة إلى مساعدات إنسانية طارئة، أو يعانون من نقص في الأمن الغذائي أو النقص الحاد، وفقاً لـ "دي دومينيك"و الذي وصف ذلك بغير المقبول والكارثي. ولا يتعلق هذا بإدخال الغذاء فحسب، بل بإدخال المياه والوقود ومشاكل الصرف الصحي والقمامة وغيرها.
غزة المكان الوحيد في العالم غير الآمن
ومن جهة أخرى لفت المسؤول الأممي في تصريحاته رداً على تساؤلات الصحفيين، إلى أن الوضع في غزة فريد من نوعه، فهي المكان الوحيد في العالم الذي لا يستطيع الناس فيه العثور على ملاذ آمن ومغادرة خطوط أو جبهة القتال، موضحاً أنه "في أي حرب أخرى نتخذ إجراءات تسمح لنا بالذهاب إلى جبهات القتال، لكن في غزة كل مكان هو خط قتال أمامي ولا توجد أي مساحة آمنة فيه".
الأمم المتحدة: 9 بين كل 10 أشخاص في #غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل، وفي بعض الحالات 10 مرات
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) July 3, 2024
"أحدث التقديرات تشير إلى نزوح 1.9 مليون شخص مرات عدة وجميع السكان تقريبا بحاجة إلى المساعدة.
الحرب في غزة تستمر في خلق مزيد من الألم والمعاناة".https://t.co/9Hq8ShpZCB
وأشار إلى أن الناس ينظرون إلى العاملين في المجال الإنساني على أنهم مقياس لما يحدث، "فعندما يرون أننا نغادر تلك المناطق، فيخشون أن شيئا ما سيحدث... ينظر إلينا آخرون ويرون ما إذا كنا لا نزال هناك (في تلك المناطق) مما يعني أنهم قد يكونون آمنين بالبقاء هناك".
صراع إيصال المساعدات الإنسانية
وعبّر المسؤول الدولي بأن العمليات الإنسانية في قطاع غزة تحتاج إلى ضبط مستمر، حيث توصف عملية إيصال المساعدات للنازحين بأنها "صراع يومي لذا فهو أمر يحتاج إلى تضافر الجهود الهائلة للحفاظ على شريان الحياة الذي يضمن بقاء الناس على قيد الحياة".
وقال: إن "المساعدة الإنسانية هي التزام يجب على جميع الأطراف احترامه، بمن فيهم الإسرائيليون والمجموعات الأخرى، ونحن نستمر في دعوتهم جميعا لمساعدتنا في توصيل المساعدة التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة".
وحذر من أن نقص التمويل يزيد من التحديات الموجودة على أرض الواقع، ما سيؤثر على مستوى تقديم المساعدات، لا سيما أن صندوق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الذي يحتاج إلى 3.4 مليارات دولار للعالم الحالي لتقديم المساعدات الإنسانية، لم يحصل حتى الآن إلا على 35% من التمويل.