تصاعدت وتيرة التحذيرات من الأطراف الدولية والفلسطينية، على حياة الأطفال والنساء في قطاع غزة جراء سوء التغذية وشح مياه الشرب إثر استمرار عرقلة الاحتلال "الإسرائيلي" دخول المساعدات الإنسانية في إطار حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة منذ 283 يوماً ويحكم خلالها إغلاق المعابر الحيوية.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم الاثنين 15 تموز/ يوليو: في كل صباح يصطف سكان قطاع غزة لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة لملء الأوعية بمياه الشرب، ثم يمشون مسافات طويلة حاملين أوزانًا ثقيلة.
وأضافت في منشور على حسابها عبر منصة (X): "بعد تعبئة مياه الشرب، يضطر الكثير من سكان غزة إلى المشي لمسافات طويلة حاملين أوزانًا ثقيلة في حرارة الصيف".
وشددت الوكالة على أن هذا الروتين المرهق يعاد مراراً وتكراراً في قطاع غزة.
Every morning, people in the #GazaStrip queue for hours under the burning sun to fill bottles and jerrycans with drinking water.
— UNRWA (@UNRWA) July 14, 2024
Then many of them have to walk long distances carrying heavy weights in the summer heat.
This exhausting routine repeats again and again in #Gaza pic.twitter.com/3vNirtv4mO
وفي تصريحات أخرى أكدت وكالة "أونروا" أن الأمهات والأطفال هم الذين يتحملون أعباء الحرب بشكل أكبر.
ونقلت "أونروا" عن منظمة "كير" الدولية تأكيدها حول تعرض النساء الحوامل في غزة بعد 9 أشهر من الحرب إلى مخاطر الإجهاض والوفاة أثناء الولادة بنسبة ثلاثة أضعاف، مع الإشارة إلى وجود أكثر من 50 ألف امرأة حامل حالياً في غزة، وسط تقديرات بولادة حوالي 180 امرأة يومياً.
الأمهات والأطفال هم الذين يتحملون أعباء الحرب في #غزة بشكل أكبر.
— الأونروا (@UNRWAarabic) July 15, 2024
وفقاً لمنظمة كير الدولية، يتعرض النساء الحوامل في #غزة بعد تسعة أشهر من الحرب إلى مخاطر الإجهاض والوفاة أثناء الولادة بنسبة ثلاثة أضعاف . ويوجد حالياً أكثر من 50,000 امرأة حامل في غزة، مع توقع ولادة حوالي 180 امرأة… pic.twitter.com/W3kizz0U5h
وفي غضون ذلك، أكد رئيس قسم الحضانة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس حاتم الهور، أن حالات كثيرة في قطاع غزة تعاني من سوء التغذية فاقت قدرة المستشفيات على الاستيعاب، مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية والأدوية فضلاً عن منع سفر المرضى والجرحى.
وأوضح الهور أن مجمع ناصر والمستشفيات الميدانية العاملة في جنوبي قطاع غزة تعاني من ارتفاع أعداد الفلسطينيين المصابين بسوء التغذية.
وقال الطبيب الفلسطيني: "سوء التغذية انتشر بشكل كبير في قطاع غزة، وهذه الحالات لم نرها بتاتاً قبل الحرب، لكننا شاهدناها بكثرة فقط في الحرب، فضلاً عن حالات سوء التغذية الحاد، خصوصًا بين الأطفال دون سن الخامسة".
ومن جهته، حذر المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة تيسير محيسن، من خروج المنظومة الصحية عن الخدمة، حيث لم يتبق إلا الحد الأدنى من الخدمة، في ظل صعوبة بالغة نظرًا لكثرة عدد الجرحى.
ولفت محيسن في تصريحات لـ "التلفزيون العربي" إلى صعوبة الوضع داخل المستشفى المعمداني، إذ استقبل لوحده ضحايا المجازر على مدار الأسبوع الماضي في شمالي قطاع غزة.
كما دعا المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، المجتمع الدولي إلى اتخاذ "موقف قيمي" تجاه تسليح الولايات المتحدة لـ "إسرائيل"، ما أدى إلى استشهاد عشرات آلاف الفلسطينيين، متوجهاً لدول العالم من أجل إدانة السلوك الأميركي الوحشي تجاه الشعب الفلسطيني.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن ما يصل إلى 1,9 مليون شخص (أو تسعة من بين كل عشرة أشخاص) في قطاع غزة هم نازحون، ويشمل ذلك أشخاصاً نزحوا لما يصل إلى عشر مرات، لافتة إلى أن 524 نازحاً قتلتهم غارات "إسرائيلية" أثناء احتمائهم في مراكز اللجوء التابعة لوكالة "أونروا".
آخر تحديثاتنا عن الوضع في📍قطاع #غزة والضفة الغربية.
— الأونروا (@UNRWAarabic) July 14, 2024
🔷وفقا للأمم المتحدة، فإن ما يصل إلى 1,9 مليون شخص (أو تسعة من بين كل عشرة أشخاص) في #غزة هم نازحون، ويشمل ذلك أشخاصا نزحوا لما يصل إلى عشر مرات.
🔷كانت 86 نقطة طبية وتسعة مراكز صحية تابعة للأونروا (من أصل 26 ) تعمل.
🔷وفقا… pic.twitter.com/biqJn9uHJB
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" بواسطة الدعم الأمريكي حربه المدمرة على قطاع غزة، ما أسفر عن حصيلة من الضحايا قدرت بنحو 127 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.