عقدت مجموعة من الناشطين والإعلاميين والمثقفين والأكاديميين الفلسطينيين اجتماعاً تحضيرياً، للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، وذلك في قاعة بيت أطفال الصمود بمخيم مار الياس في بيروت، وضم اللقاء مجموعة بارزة من الشخصيات الفلسطينية، ناقشت آليات انعقاد المؤتمر وسبل المشاركة فيه وأهدافه وأهميته، مؤكدين على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية شاملة لكافة فئات الشعب الفلسطيني.
افتتح الكاتب صقر أبو فخر اللقاء، مسلطاً الضوء على الأهداف الرئيسية للمؤتمر وغاياته وأهمية انعقاده في هذا الوقت. وأشار إلى اللقاءات التحضيرية التي تنظمها اللجنة التحضيرية في مختلف أماكن وُجود الشعب الفلسطيني، سواء داخل فلسطين، أو في الشتات، لتعزيز التواصل وتوحيد الجهود.
كما قدم عضو اللجنة التحضيرية، معين الطاهر، تعريفاً بمبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني، موضحاً الدوافع المباشرة التي جعلت هذه الفكرة حيوية وضرورية لتراكم نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرر ومواجهة التحديات المتصاعدة، خصوصاً بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وشدد على أهمية عقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل، يتضمن في أولوياته تشكيل قوة ضغط فلسطينية لمواجهة التحديات المقبلة، وضرورة وجود جهة فلسطينية ترفض مخططات "اليوم التالي" الإسرائيلية.
وأكد الطاهر على المهمة العاجلة أمام الشعب الفلسطيني، وهي إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس برنامج سياسي تحرري، وانتخاب قيادة تكون قادرة على تشكيل مرجعية سياسية لحكومة فلسطينية موحدة والسير قدماً في تنفيذ البرنامج السياسي. زيادة على ذلك، دعا إلى تقديم إغاثة فورية لسكان قطاع غزة في مجالات الصحة والتعليم والإيواء واحتياجات الحياة اليومية. واختتم بالتأكيد على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال.
من الجدير بالذكر أن أكثر من 1420 شخصية فلسطينية وقعوا على النداء الداعي إلى قيادة فلسطينية موحدة وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية. يشمل الموقعون شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، مثل الناشطين، المهنيين، الأطباء، الباحثين، الأكاديميين، الفنانين، الكتاب، الصحافيين، الشخصيات القانونية، نشطاء الحراك الطلابي، بالإضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متنوعة بصفتهم الشخصية.
وسبق ان عقدت شخصيات فلسطينية لقاءات مماثلة في ذات السياق، في الولايات المتحدة وهولندا بعد عدة اجتماعات تحضيرية في فلسطين المحتلة، بريطانيا، لبنان، قطر، الكويت، إسبانيا، بلجيكا، فرنسا، والولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الاجتماعات في الأسابيع المقبلة في دول عربية وغربية أخرى.
اقرأ/ي أيضا: اجتماع تحضيري في إسبانيا وبلجيكا تمهيداً لعقد "المؤتمر الوطني الفلسطيني"
وواجهت هذه المبادرة الشهر الماضي، انتقاداً من قبل حركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذين أصدرا بيانين متطابقين، يهاجم الاجتماعات التحضيرية لعقد المؤتمر، فيما ردت اللجنة التحضيرية في بيان لها: بأن البيانين اتهما المبادرين بمحاولة خلق بديل لمنظمة التحرير، في حين أن المبادرة برمتها تدعو إلى عكس ذلك تماماً، أي إلى إحياء مؤسسات المنظمة، ووقف عملية تهميشها المتواصلة، وتحويلها إلى إطار جامع فعلًا للشعب الفلسطيني، بمن فيهم فصائل المقاومة والقوى السياسية والمدنية المختلفة، بحسب بيان لها.