كشف جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، اليوم الجمعة 19 تموز / يوليو، عن استخدام الاحتلال "الإسرائيلي" أسلحة وصواريخ تعمل على تشويه المصابين وتسبب جروحاً غريبة وتسحق جثامين الشهداء.
وفي بيان له، قال الدفاع المدني: إن الأحداث في قطاع غزة تشير إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" يستخدم في حربه على القطاع أسلحة وصواريخ تحدث جروحاً غريبة ومتعددة لدى المصابين، وتسبب تشوهات وبتراً قطعياً في الأطراف.
جثامين الكثيرين محقت ولم يبق منها أي أثر
وأوضح الدفاع المدني أن مئات جثامين الشهداء ما تزال مفقودة لعدم تمكن طواقمه من العثور عليها بفعل تأثير هذه القنابل والصواريخ، التي وصفها بأنها "محقت جثامين الكثير من المواطنين ولم يبقَ منها أي أثر".
وارتكبت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" في الساعات الماضية مزيداً من المجازر بحق النازحين الفلسطينيين، حيث واصلت نسف المباني السكنية في مدينة رفح جنوبي القطاع وأغارت المدفعية "الإسرائيلية" على مناطق عدة وسط وغرب المدينة فيما يتواصل استهداف المدنيين وسط قطاع غزة، وخاصة المخيمات وشمالي القطاع.
#صور ا من عمل طواقم الدفاع مدني بالمحافظة الوسطى في استهداف منزل لعائلة "أبو شكيان" بمخيم النصيرات، تم انتشال 5 شهداء و8 إصابات، ونقلهم إلى مستشفى العودة. pic.twitter.com/Qnk5dJtdHH
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) July 19, 2024
وارتقى اليوم الجمعة، عشرات الشهداء معظمهم نساء وأطفال جراء تصاعد القصف "الإسرائيلي" على مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة، ومدينة رفح جنوبه، وأيضاً مناطق في مدينة غزة والشمال.
الصحفي الفلسطيني محمود اللوح يودع شقيقته وطفلتها الرضيعة اللتين ارتقيتا في قصف "إسرائيلي" على #مخيم_النصيرات وسط قطاع #غزة#غزة_الآن#Gaza #GazaGenocide pic.twitter.com/3IIkLAw05L
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) July 19, 2024
ولم توثق وزارة الصحة بعد ارتفاع العدد الكلي لشهداء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة منذ 287 يوماً، فيما بلغ عدد الشهداء وفق الوزارة حتى ظهر يوم أمس الخميس، 38 ألفاً و848 شهيداً، في حين بلغ إجمالي عدد المصابين 98 ألفا و459 جريحاً.
الاحتلال يفرض قيوداً على دخول الأغذية في مقدمة المساعدات
بالتزامن مع تصاعد المجازر، أطلقت شبكة المنظمات الأهلية تحذيرات من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاحتلال "الإسرائيلي" عرقلة دخول المساعدات الإنسانية المختلفة إلى قطاع غزة خاصة مدينة غزة والشمال.
وفي بيان أصدرته الشبكة، أوضحت أن الاحتلال يفرض قيوداً على دخول الأغذية في مقدمة المساعدات متمثلة بالخضار والبروتينات وحليب الأطفال، ما عدا كميات قليلة من بعض أصناف المواد الغذائية المعلبة إلى غزة والشمال.
وهو الأمر الذي يفاقم الأوضاع الصحية لسكان القطاع وأطفالهم خاصة، ما تسبب بإصابة العشرات منهم بسوء التعذية مترافقاً مع قرب انهيار المنظومة الصحية مع خروج عشرات المستشفيات عن الخدمة.
وتلقت شبكة المنظمات الأهلية عشرات المناشدات حول تفاقم حالة المجاعة في غزة والشمال، في ظل نفاد ونقص الكثير من أصناف المواد الغذائية بسبب منع الاحتلال دخول هذه المساعدات، حيث بات طعامهم الأساسي رغيف الخبز.
وشددت على أن ممارسات الاحتلال هذه التي يجبر عبرها الفلسطينيون على النزوح القسري المتكرر ومنع الغذاء والماء عنهم وعرقلة دخول الوقود لتشغيل المستشفيات والآبار محطات التحلية، يندرج في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يقوم بها بحق الفلسطينيين وأطفالهم.
ولفتت الشبكة إلى الصمت الدولي وضعف التحركات الدولية تجاه هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، والتي يستغلها الاحتلال لاستهداف حياة أبناء الشعب الفلسطيني وتعميق الأزمة الإنسانية.
وطالبت الشبكة كافة الجهات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بالعمل الجاد من أجل الضغط لوقف العدوان وإدخال المساعدات بأشكالها المختلفة لكافة مناطق قطاع غزة.
غياب إنفاذ القانون مرتبط بتفكيك إسرائيل للقدرة المحلية على الحفاظ على النظام العام والأمن في غزة
بدورها حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم من ظاهرة "الفوضى" التي تنتشر في غزة مع تفشي أعمال النهب والقتل خارج نطاق القانون وإطلاق النار، تزامناً مع الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها الأهالي.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "أجيث سونغاي": "إن القتل خارج نطاق القانون والنهب في غياب إنفاذ القانون مرتبطان بتفكيك إسرائيل للقدرة المحلية على الحفاظ على النظام العام والأمن في غزة".
وأضاف سونغاي: "وثق مكتبنا ما يتردد عن عمليات قتل خارج نطاق القانون لأفراد من الشرطة المحلية والعاملين في المجال الإنساني وعن منع الإمدادات التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة. الفوضى تنتشر".
و يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة الجماعية على سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، مخلفاً أكثر من 100 ألف شهيد وجريح غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، وسط كارثة إنسانية ومجاعة تفتك بمئات آلاف النازحين داخل القطاع.