أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم الثلاثاء 30 تموز/ يوليو، عن تسجيل ما يقرب من 40 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) منذ بداية حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، مع الإبلاغ عن 800 إلى ألف حالة جديدة أسبوعياً من مراكزها الصحية والملاجئ في جميع أنحاء قطاع غزة.
يأتي هذا التزايد الكبير نتيجة النزوح الجماعي للسكان، واكتظاظ الملاجئ، ونقص المياه النظيفة ومستلزمات النظافة، حسبما أوضحت وكالة "أونروا" في تقرير لها.
800 to 1,000 new hepatitis cases are reported weekly from @UNRWA health centres & shelters across #Gaza - a total of nearly 40,000 since the war began
— UNRWA (@UNRWA) July 30, 2024
Desperate sanitary conditions facilitate the spread of diseases including Hepatitis A #WorldHepatitisDayhttps://t.co/TaZNph52iz pic.twitter.com/TvFwMvVpor
وحذّرت "أونروا" من أنّ المزيد من الأطفال في غزة معرضون لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) بسبب الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، وشددت الوكالة على مسؤولية القيود الشديدة الصحية وعلى الوصول الإنساني إلى القطاع، بعد عشرة أشهر من حرب الإبادة "الإسرائيلية".
وأضافت، أنّ تلك القيود أدّت إلى الافتقار إلى الرعاية الطبية الكافية وتدابير الوقاية، ما أدّى إلى خلق بيئة مثالية لانتشار الأمراض، خاصة بين الأطفال في الملاجئ المكتظة.
وعرضت "أونروا" حالة الطفل محمود (12 عاماً) الذي اضطرّ إلى الفرار من منزله في شمال غزة، وهو يعيش الآن في ملجأ تابع للوكالة في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، ويشارك محمود في استخدام المراحيض مع مئات الآخرين، ويقول: "لقد سئمت من هذه الحياة. إذا أردت استخدام المرحاض، فعليّ الانتظار في طابور طويل. وينطبق نفس الشيء على الحصول على المياه".
وبحسب بيانات قسم الصحة التابع لوكالة "أونروا" فقد ارتفعت حالات التهاب الكبد الوبائي (أ) من 85 حالة فقط تم الإبلاغ عنها قبل الحرب إلى ما يقرب من 40 ألف حالة منذ بدء الحرب.
وأشارت الوكالة إلى انها استجابت في وقت مبكر، بالتشخيص والتوعية والاستشارة، لكن منذ بدء العملية العسكرية للجيش "الإسرائيلي" في رفح في 6 أيار/ مايو، أصبح من الصعب بشكل متزايد جلب الإمدادات الأساسية، وفي الوقت نفسه، يستمر التهاب الكبد الوبائي (أ) في الانتشار، بما في ذلك في ملاجئ الوكالة.
ونقلت الوكالة عن رئيسة برنامج الصحة التابع لها في قطاع غزة الدكتورة غادة الجدبة: "إن انتشار التهاب الكبد الوبائي (أ) في غزة أثناء الحرب يعود إلى الظروف القاسية التي تعيش فيها الأسر النازحة في المخيمات والملاجئ المكتظة، ويفتقرون إلى المياه النظيفة، ومستلزمات النظافة، وإدارة النفايات والصرف الصحي بشكل صحيح. وتستمر هذه الأزمة في جعل من الصعب للغاية على برنامج الصحة التابع لأونروا الاستجابة لاحتياجات المرضى"
الأمراض تفتك بالقطاع... إعلان غزة منطقة لوباء "شلل الأطفال"
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء 30 تموز/ يوليو، أن قطاع غزة منطقة وباء لمرض شلل الأطفال ما يلقي بظلاله الكارثية على صحة سكان أهالي القطاع كما عدّ انتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالمياً ويأتي ذلك كنتيجة لاستمرار العدوان "الإسرائيلي" الذي يواصل تدمير شبكات الصرف الصحي والبنى التحتية.
وبينت وزارة الصحة أن الاحتلال تسبب في حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي وتكدس آلاف أطنان القمامة وانعدام الأمن الغذائي وتكدس السكان في أماكن النزوح القهري في سياسة "إسرائيلية" ممنهجة لتعذيب الفلسطينيين ضمن حرب تجويع وتعطيش.
ولفتت الوزارة إلى اكتشاف الفيروس المسبب لشلل الأطفال من نوع (CVPV2) في عينات من مياه الصرف في محافظتي خان يونس والوسطى، محذرة من أن برنامج مكافحة هذا الوباء الذي أطلقته بالشراكة مع المؤسسات الدولية المعنية وخاصة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية لن يكون كافياً.
وشددت على عدم إنهاء العدوان "الإسرائيلي" لن تجد الحلول نفعاً فضلاً عن ضرورة إيجاد حلول جذرية لمشكلة انعدام المياه الصالحة للشرب ووسائل النظافة الشخصية من منظفات ومطهرات وإصلاح شبكات مياه الصرف الصحي وترحيل أطنان القمامة والنفايات الصلبة.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، أكد سابقاً أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الفيروس، وخصوصاً الرضع دون سن الثانية بسبب تعطل حملات التطعيم العادية نتيجة الحرب المستمرة منذ 9 شهور.