استشهد تسعة فلسطينيين على الأقل في الضفة الغربية المحتلة برصاص جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يشن اعتداء منذ مساء أمس على مدينة ومخيم جنين شمالي الضفة، واقتحم بلدة عقابا في طوباس إلى الجنوب الشرقي من جنين.
واستشهد 5 شبان وأُصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، جرّاء قصف جيش الاحتلال مركبة في مدينة جنين، وموقعاً في الحيّ الشرقي للمدينة، خلال العدوان الذي لا يزال متواصلاً على المدينة ومخيمها.
وكانت مسيرتان "إسرائيليتان" قد شنتا منذ الصباح قصفاً على مركبات للفلسطينيين في الحي الشرقي لمدينة جنين ما أسفر عن ارتقاء الشهداء وإصابة آخرين، فيما منع الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول عبر إطلاق الرصاص الحي.
وأعلنت وزارة الصحة في رام الله عن استشهاد 4 فلسطينيين عرف منهم الشاب أحمد حسام الدين كامل السعدي (18 عاما) والشاب أيهم الجبر بينما لم تعرف هويات الشهداء الآخرين إضافة إلى إصابة شاب بجروح حرجة برصاص الاحتلال.
ولاحقاً أعلنت مصادر محلية عن استشهاد الشاب خطاب بدوية جراء القصف "الإسرائيلي" على جنين.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن القصف أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين، مضيفاً أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف لمنعها من الوصول إلى الضحايا.
وفي غضون ذلك، اقتحمت آليات الاحتلال مخيمات جنين معززة بالجرافات العسكرية، ورافقها تحليق لطائرات الاستطلاع في أجواء المدينة وشرعت في تدمير البنية التحتية وسط تصدي الشبان الفلسطينيين ما أسفر عن اندلاع مواجهات.
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن تصديها لاقتحامات الاحتلال وعدوانه على مخيم جنين، وذكرت كتائب القسام في بيان لها أن مقاتليها وآخرين من فصائل المقاومة يتصدون لقوات الاحتلال المتوغلة في مدينة جنين ومخيمها.
من جهتها، أكدت كتيبة جنين في سرايا القدس أنها فجرت عبوة ناسفة معدة مسبقا في آلية عسكرية "إسرائيلية" بجنين وحققت إصابات مباشرة وسط اشتباكات عنيفة تخوضها مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة.
وبدأت اقتحامات الاحتلال لمدينة جنين والمخيم مساء أمس، وخلف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أضراراً مادية جسيمة في البنية التحتية وفي ممتلكات الفلسطينيين، خاصة في شارع جنين – حيفا، مدخل المدينة الغربي بالقرب من صيدلية الظاهر ودوار الأحمدين، وفي شارع الناصرة، وداخل أسواق جنين، وفي حيي الجابريات وخلة الصوحة، وفي دوار الحمامة.
وفي مخيم جنين ألحقت جرافات الاحتلال دماراً واسعاً وكبيراً في البنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من المدينة والمخيم جراء استهداف قوات الاحتلال للمحولات الكهربائية، وسط اندلاع مواجهات.
ودمرت جرافات الاحتلال منازل في شارع مهيوب في المخيم، ومنع الإسعاف والدفاع المدني من إخلاء المنازل في الشارع، فيما لا تزال تتواصل المواجهات العنيفة.
4 شهداء في مدينة طوباس
وفي مدينة طوباس، استشهد فجر اليوم الثلاثاء 4 فلسطينيين وأصيب 8 آخرون برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام جيش الاحتلال بلدة عقابا شمالي مدينة طوباس بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وزارة الصحة باستشهاد الشاب نور محمد ياسين الياسين (19 عاماً)، والشاب عميد ياسين غنام (19 عاماً)، متأثران بإصاباتهما برصاص الاحتلال، وكلاهما من بلدة عقابا.
وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية الى محيط المستشفى التركي الحكومي في طوباس، وأطلقت النار صوب الفلسطينيين ما أدى الى استشهاد الطفل بلال عز الدين صوافطة (14 عاماً)، من مدينة طوباس.
وكان مصدر طبي في المستشفى التركي الحكومي في طوباس أفاد في وقت سابق، باستشهاد الشاب أيسر أبو عرة (37 عاما) متأثرا بإصابته الحرجة في الرأس.
وكانت قوات "إسرائيلية" خاصة قد داهمت البلدة وحاصرت منزل أحد الفلسطينيين رافقها قناصة اعتلت أسطح البنايات المحيطة بالمنزل، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال.
ومن جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع إصابة 7 مواطنين بالرصاص الحي، اثنان منهم وصفت إصاباتهما بالخطيرة أحدهم بالرأس والآخر بالصدر والثالث بالظهر، وشاب بشظية رصاص حي في العين، وجرى نقلهم إلى المستشفى التركي الحكومي في طوباس.
وشيّع مئات الفلسطينيين ظهر اليوم جثامين الشهداء الأربعة في بلدة عقابا بطوباس ومن بينهم الطفل الشهيد الذي نقل لعائلته لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وأعلنت بلدة عقابا عن إضراب عام حداداً على أرواح الشهداء.
شهيد برصاص الاحتلال في بيت لحم
وفي مدينة بيت لحم استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال، عند حاجز الأنفاق شمال غرب بيت جالا، غرب بيت لحم، بزعم تنفيذه عملية طعن قرب الحاجز.
وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال أغلقت المدخل الجنوبي لبلدة الخضر "النشاش" بالبوابة الحديدية ومنعت حركة التنقل ما بين مدينتي الخليل وبيت لحم.