أدانت الفصائل الفلسطينية بشدة دعوة ما يسمى بوزير الخارجية "الإسرائيلي"، "يسرائيل كاتس"، لإخلاء مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، والتعامل معه بالطريقة نفسها التي يتم بها التعامل مع قطاع غزة.
زجاءت هذه الإدانة في بيانات منفصلة أصدرها كل من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، وحركتي "فتح" و "ماس" والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ونقلت هيئة البث "الإسرائيلية" عن "كاتس"، خلال اجتماع مع قادة المستوطنات أمس الأحد 11 آب/ أغسطس، دعوته إلى إخلاء مخيم جنين من المدنيين بحجة أنه "بؤرة للشر" تحت سيطرة إيران، وليس تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وفق مزاعمه.
وحرّض " كاتس" على تدمير مخيم جنين وتهجير أهاليه، معتبراً أنّه يجب التعامل مع المخيم كما يتم التعامل مع قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة وتهجير " إسرائيلية" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت.
في بيان صادر عنه، وصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح تصريحات "كاتس" بأنها "دعوة صريحة لإبادة مخيم جنين وتفريغه من سكانه"، معتبراً أنها تكشف عن "البرنامج الاستعماري الفاشي" الذي يسعى لتنفيذه اليمين المتطرف "الإسرائيلي" عبر حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف فتوح أن "الحرب الصامتة" التي يمارسها الاحتلال في الضفة الغربية يومياً، هي مقدمة لما دعا إليه وزير خارجية الكيان " الإسرائيلي."
من جهتها، اعتبرت حركة "فتح" تصريحات "كاتس" بأنها "إعلان سافر عن مخططات حكومة الاحتلال الفاشية"، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تحمل مضامين تطهير عرقي وتهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني.
ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى "التعامل الجاد مع هذه التصريحات الفاشية"، واعتبارها دليلاً دامغًا على نوايا الاحتلال الإبادية تجاه الشعب الفلسطيني.
وفي السياق نفسه، وصفت حركة حماس دعوة "كاتس" لإخلاء مخيم جنين بأنها "انعكاس لعقلية الإبادة والإجرام" لدى قادة الاحتلال.
وحذرت الحركة من "المخططات الإجرامية" التي تحيكها الحكومة "الإسرائيلية" تجاه الضفة الغربية، مشددة على أن جرائم الاحتلال لن تثني الشعب الفلسطيني عن الثبات على أرضه ومقاومته الباسلة.
كما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تصريحات "كاتس" حول مخيم جنين تمثل محاولة لتبرير جرائم الاحتلال وتصعيد العدوان ضده.
وأوضحت الجبهة أن هذه التصريحات تكشف عن نوايا "إسرائيلية" مبيتة لتصعيد العدوان على المخيمات الفلسطينية في الضفة، على غرار ما يحدث في قطاع غزة.
ودعت الفصائل الفلسطينية المختلفة، بما فيها حركة حماس والجبهة الشعبية، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والوقوف في وجه هذه التصريحات الخطيرة.
كما طالبت المؤسسات القضائية الدولية بمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وحذرت من العواقب الوخيمة لاستمرار العدوان "الإسرائيلي" على الضفة الغربية ومخيماتها.
وتشهد الضفة الغربية ومخيماتها، تصعيداً "إسرائيليا" كبيراً وكثيفاً ضد مدنها ومخيماتها بالتوازي مع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزّة منذ 310 أيام، فيما تنال مدينة جنين ومخيمها، النصيب الأكبر من الاعتداءات، وآخرها صباح أمس الأحد، حيث اندلعت اشتباكات مسلّحة بين مقاومين فلسطينيين وجيش الاحتلال.
واستشهد في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نحو 622 شهيداً، أكثر من 180 منهم في مدينة جنين ومخيمها بحسب تقديرات فلسطينية، إضافة إلى اعتقال أكثر من 10 الاف فلسطيني في حملات يومية تطال كافة المدن والبلدات والمخيمات، فضلاً عن عمليات التخريب والتدمير الواسعة للبنى التحتية في مناطق الضفة المحتلّة.