أطلقت وكالات في الأمم المتحدة تحذيراً جديداً من تفاقم الوضع الصحي في قطاع غزة، ولا سيما مخاطر تفشي شلل الأطفال، في ظل استمرار الاحتلال في منع تسليم اللقاحات، والحاجة الماسة لإطلاق حملة تلقيح جماعية.
ونبهت الوكالات من بينها " أونروا" و "يونيسف" أنّه لم يتم تطعيم أحد حتى الآن بلقاح شلل الأطفال، فيما تتزايد مخاطر تفشي الأمراض وخصوصاً شلل الأطفال، في ظل انتشار برك المياه العادمة التي تهدد الصحة العامة، واكتشاف المرض فيها منذ أكثر من شهرين، فيما تفاقم مخاطر النزوح المتواصل انتشار الأمراض.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أفادت اليوم الثلاثاء، أن النزوح في قطاع غزة لم يتوقف منذ بدء الحرب، حيث أصدر الجيش "الإسرائيلي" أوامر بإخلاء ما يقرب من 84% من مساحة القطاع، أي ما يعادل حوالي 305 كيلومتر مربع.
وأوضحت في تغريدة على منصة (X) ، أن السكان يفرون من منازلهم حفاظاً على حياتهم، مجبرين على ترك ممتلكاتهم خلفهم، وهم يعانون من الإرهاق الشديد ويفتقرون إلى مكان آمن يلجؤون إليه.
Displacement never ends in #Gaza. Nearly 84% of the Gaza Strip - about 305 km² - has been placed under evacuation orders by the Israeli military
— UNRWA (@UNRWA) August 13, 2024
People run for their lives, grabbing what they can and leaving everything else behind. They are exhausted and have nowhere safe to go. pic.twitter.com/ojt2yzoFL2
وفي بيان صدر من دير البلح في المنطقة الوسطى بغزة، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن شبكة المياه والصرف الصحي في قطاع غزة تعرضت لدمار كبير منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وأوضح المتحدث باسم "يونيسف" سليم عويس، أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة تغمر الشوارع، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض المعدية بين السكان.
وأكدت "يونيسف" أن الإسهال والطفح الجلدي أصبحا أمرين شائعين بين سكان غزة الذين اضطروا للانتقال من منازلهم عدة مرات، وفي ظل هذه الظروف، تتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار للسماح بتسليم لقاحات شلل الأطفال، خاصة بعد اكتشاف آثار المرض في مياه الصرف الصحي في حزيران/ يونيو وتأكيدها في تموز/ يوليو.
شاهد/ي أيضاً: فلسطينيون نازحون في قطاع غزة يعيشون الرعب من مرض شلل الأطفال والأوبئة
وفي سياق متصل، أصدر الجيش "الإسرائيلي" أوامر إخلاء جديدة لأجزاء من مدينة خان يونس الجنوبية، زاعماً وجود "نشاط إرهابي كبير" في المنطقة التي أعلنها كـ "منطقة إنسانية".
وذكرت "أونروا" أن هذه الأوامر تسببت في زيادة معاناة حوالي 75,000 شخص نزحوا من منازلهم في خان يونس.
مسؤولة الاتصالات في "أونروا"، "لويز واتريدج" وصفت في حديث "بودكاست" لها نشرته منصة "أخبار الأمم المتحدة" مشهداً مؤلماً لرجل مسن يحاول دفع سكوتر التنقل الخاص به، الذي ظل عالقاً في الرمال، وقالت: "كان لديه القليل من المتعلقات، بينما كان بعض الشباب يساعدونه في حفر الرمال لإخراج السكوتر. كانت علامات الإرهاق واضحة عليه".
وأشارت الوكالات الأممية، إلى أنّه بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب، تظل الاحتياجات الإنسانية في غزة ماسة، مع استمرار نقص المياه النظيفة والغذاء والمساعدات الطبية، في ظل درجات حرارة مرتفعة تزيد من تعقيد الأوضاع.
وأشارت "واتريدج" إلى أن العائلات تواصل البحث عن مأوى في مناطق مثل دير البلح وغرب خان يونس، حيث يعاني السكان من الاكتظاظ ونقص الخدمات.
وقبل أيّام، حذرت منظمة الصحة العالمية من التأثيرات الخطيرة للنزوح الجماعي في قطاع غزة على الصحة العامة، وأشارت إلى أن الاكتظاظ، ونقص المأوى المناسب، وتدهور حالة المياه والصرف الصحي والنظافة، يزيد مخاطر انتشار الأمراض المعدية بشكل كبير.
وأكدت المنظمة أن الاكتظاظ يزيد أيضاً من خطر وقوع إصابات جماعية في الهجمات التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان، كما توقعت المنظمة ازدياد عدد المرضى المحتاجين إلى الإجلاء الطبي إلى خارج قطاع غزة، وذلك مع استمرار القتال وتدهور النظام الصحي في القطاع.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى إنشاء ممرات إجلاء طبي متعددة تتيح المرور الآمن للمرضى عبر كافة الطرق الممكنة، بما فيها معبرا رفح وكرم أبو سالم، وتهدف هذه الممرات إلى ضمان وصول المرضى إلى الرعاية الطبية الضرورية خارج غزة.
اقرأ/ي أيضاً: "أونروا" تحذر من تدهور مرافق الصرف الصحي وانتشار الأمراض