تعيش مدينة غزة أوضاعاً بيئية وصحية كارثية بسبب تراكم نحو 150 ألف طن من النفايات في شوارعها وأحيائها، بعد أن منع الاحتلال "الإسرائيلي" طواقم البلدية من الوصول إلى المكب الرئيس شرق المدينة، فيما يتفاقم هذا الوضع مع نقص الوقود اللازم لجمع وترحيل النفايات، وتدمير الاحتلال معظم معدات البلديات، مما يهدد صحة وسلامة السكان، ويزيد انتشار الأمراض والأوبئة، حسبما حذّرت بلدية مدينة غزة الأربعاء 14 آب/ أغسطس.
وأكدت بلدية غزة أن الأوضاع تزداد سوءاً مع تكدس كميات هائلة من النفايات، التي تصل إلى أكثر من 150 طناً يومياً، في الشوارع والمكبات المؤقتة.
وتنتشر الروائح الكريهة والقوارض والحشرات الضارة بفعل تراكم النفايات، وتندلع الحرائق في مواقع التكدس، ما يزيد خطر تفشي الأمراض، خاصة بين الأطفال، وأعربت البلدية عن قلقها من انتشار الأوبئة إذا لم يتم التدخل العاجل.
كما تعمد الاحتلال خلال العمليات العسكرية، تدمير معظم آليات ومرافق البلدية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة في تقديم الخدمات الأساسية مثل جمع النفايات وتوفير المياه.
وطالبت بلدية غزة الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية بالتدخل السريع لتوفير الوقود والمعدات الثقيلة لإعادة جمع النفايات وإمدادات الكهرباء.
في هذا السياق، أكدت المتحدثة باسم "أونروا"، "لويز ووتريدج"، في وقت سابق، أن الاحتلال يمنع موظفي الوكالة من الوصول إلى مكبات النفايات في القطاع، مما يعمق من حجم الكارثة الصحية.
وأضافت "ووتريدج" أن درجات الحرارة المرتفعة تزيد من تفاقم المشكلة، مع انتشار الآفات مثل الفئران والبعوض، ما يعرض سكان القطاع لأمراض خطيرة.
وكان تقرير من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، أشار إلى معاناة النازحين الذين اضطرتهم الظروف القاسية للنزوح والعيش بالقرب من مكبات النفايات المؤقتة.
وعبّر عماد القنفد، نازح من حي الشجاعية، عن معاناته قائلاً: "نعيش في مكب النفايات، لا نستطيع النوم أو تناول الطعام بسبب الذباب، مشيراً إلى أنّه لدي ابنتان معاقتان، ولا تستطيعان تحمل هذه الأوضاع"، فيما وأضاف نازح آخر: "إذا لم نمرض من هذه الظروف، فسنموت من القصف".
كما عبّرت "أونروا" في تصريحات سابقة عن قلقها من احتمال انتشار الكوليرا نتيجة التلوث وتراكم القمامة، مشيرةً إلى أن إزالة الأنقاض والنفايات في غزة ستستغرق سنوات في ظل الظروف الحالية.