مع ارتفاع لهجة التهديد "الإسرائيلية" بشن حرب على لبنان، وتصاعد التوتر الأمني والعسكري على الحدود اللبنانية – الفلسطينية مع تكثيف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على قرى وبلدات الجنوب اللبناني، تسود حالة من القلق والاستنفار في البلاد، بما فيها المخيمات الفلسطينية.
وشهدت الأسابيع الأخيرة حالة استنفار واستعدادات داخل مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين من قبل الهلال الأحمر والدفاع المدني الفلسطينيين، تحسباً لأي سيناريو حرب محتمل.
ووسط تأكيد على الافتقار للإمكانيات المطلوبة، إلا أن معنيين فلسطينيين أعلنوا بدأهم في وضع خطة طوارئ وتجهيزات وتدريبات ومناورات على صعيد تقديم الخدمات الطبية والإسعافية وطرق الإنقاذ، حال اندلاع حرب.
رفع الجهوزية وفتح باب التطوع
وقال مسؤول وحدة الاسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني زياد أبو العينين: إن الجمعية وضعت خطة طوارئ جاهزة للتنفيذ، وأقامت دورات تدريب على الإسعافات الأولية، ورفعت الجهوزية لكافة فرقها في مناطق عملها. .
وأوضح أبو العينيين أنه بناء على خطة الطوارئ، تم تقسيم لبنان إلى مناطق (GREEN ZONE) و(RED ZONE) أي المناطق الأكثر الخطورة والمناطق الأقل خطورة، بحيث تكون المناطق القريبة من الجنوب والعاصمة بيروت هي مناطق خطيرة
وأكد أن فرق الإسعاف والطوارئ في الجمعية تلقوا تدريبات تحاكي أي حدث ممكن يشهده لبنان، وأخذت الفرق في تدريباتها بعين الاعتبار ما يحصل في قطاع غزة "وتخيلت السيناريو الذي من الممكن أن يحدث في لبنان".
وتابع: بأن طواقم الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني تلقت تدريبات على كيفية إدارة الأزمات، وأن الجمعية فتحت باب التطوع لأي شخص يملك خبرة في التمريض أو الإسعاف أو الإنقاذ، موضحاً الحاجة إلى الكوادر البشرية.
وأشار إلى أنه تم التنسيق مع وكالة "أونروا" بتحديد مراكز الإيواء التي سيتوجه إليها النازحون، في حال حصول حرب، وان وحدة الإسعاف حصلت على أسماء وعناوين والطرق إلى جميع مراكز الإيواء المحتملة، وهي تعمل على مراقبتها وزيارتها.
نقص في المعدات
بدوره، أشار مدير عمليات جهاز الدفاع المدني الفلسطيني - فوج مخيم برج البراجنة- باسم نصّار إلى أن الجهاز وضع خطة طوارئ منذ عام 2016، إن كان للتعامل مع الحروب أو الكوارث الطبيعية، قائلاً: إن الدفاع المدني الفلسطيني في مخيم برج البراجنة جنوب بيروت، جاهز لأي سيناريو إن كان داخل المخيم أوخارجه.
ولكنه نبّه إلى نقص كبير في الإمكانيات لدى الفرق العاملة، موضحاً أن المعدات التي بحوزة الفريق قديمة ولا ترقى لمستوى التعامل مع حرب مثل تلك التي يتعرض لها قطاع غزة، بل هو بحاجة إلى معدات متطورة وحديثة من أجل تنفيذ عمليات الإنقاذ بالسرعة المطلوبة والوصول إلى "ضحايا محتملين تحت الأنقاض". كما قال: إن الفريق بحاجة إلى سيارة إسعاف جديدة وجرافة صغيرات ومعدات بحث وإنقاذ متطورة لفتح الطريق بأسرع وقت أمام طواقم الإسعاف، حال حدوث قصف على المدنيين.
وشرح لموقعنا: بأن جهاز الدفاع المدني في مخيم برج البراجنة، قسم المخيم إلى أربعة أقسام في كل قسم سيكون هناك مسعفون بشكل دائم للتدخل الأولي عند وقوع أي غارة جوية أو قصف إلى حين وصول فريق الدفاع المدني.
ولفت الى أن "المشهد في قطاع غزة قد يتكرر في لبنان" منبهاً اللاجئين الفلسطينيين إلى ضرورة ضبط النفس وعدم التوجه إلى مكان وقوع أي قصف وفسح الطريق أمام فرق الإنقاذ كي تتقدم.
أيضاً، قال مدير جمعية الشفاء الطبية في بيروت: إن الجمعية أعدّت خطة طوارئ للتعامل مع أي حرب محتملة، وقسمت مناطق عملها إلى نقاط داخل المخيمات الفلسطينية في بيروت وخارجها، وكذلك قسمت فرقها وفق مهام محددة.
وأوضح أن عمل الجمعية يغطي مخيمات برج البراجنة وشاتيلا ومار الياس وتجمع الأوزاعي، فيما لا تملك الجمعية سوى سيارتي إسعاف لن تتمكنا من تغطية العمل في هذه المناطق كلها، مطالباً بضرورة حصول الجمعية على سيارة إسعاف أخرى أو أكثر.
وتحدث عن التدريبات التي يتلقاها فريق جمعية الشفاء والدورات الإسعافية التي يقدمها للاجئين الفلسطينيين بكثافة خلال الأسابيع الأخيرة، "كي يتمكن اللاجئون الفلسطينيون بأنفسهم من تقديم الإسعاف المبدئي لأي حالة محتملة حال تعذر أو تأخر وصول فرق الإسعاف".
شاهد/ي التقرير:
وأصدرت لجنة إدارة الكوارث بوحدة الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، هذا الأسبوع إرشادات للاجئين الفلسطينيين "عند حدوث أي استهداف صهيوني على المخيمات والتجمعات الفلسطينية" منبهة اللاجئين "بضرورة الابتعاد الفوري عن مكان الاستهداف وإفساح المجال للفرق المختصة واحترام خصوصية المصاب وعدم التصوير، والاستماع لتعليمات الجهات الرسمية عدم سلوك الطرقات المؤدية لمكان الاستهداف او المؤدية للمستشفيات لتسهيل وصول فرق الإسعاف والاطفاء".
من جهتها وكالة "أونروا" أعلنت سابقاً عن تجهيزها مراكز إيواء في أماكن مختلفة من لبنان لاستضافة النازحين في حالة الطوارئ. وقد تم تحديد مواقع هذه المراكز بناءً على انخفاض مخاطر تأثرها بالنزاع وقدرتها على استيعاب أعداد كبيرة من الناس، وتم تجهيزها الآن بمرافق مناسبة للصرف الصحي والنظافة.