دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ "إسرائيل" وعضو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" (BDS)، اليوم الأحد 17 آب/ أغسطس إلى مقاطعة قناة (I24) "الإسرائيلية" كسائر وسائل إعلام الاحتلال "العنصرية التي تمجد نظام الاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) وما يمارسه تجاه الشعب الفلسطيني من الانتهاكات وحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة"، ودعت الناشطين والمثقفين الفلسطينيين والعرب إلى عدم إجراء أي مقابلات معها.
وعبّرت الحملة أن التفاعل العربي بما فيه الفلسطيني مع وسائل إعلام الاحتلال هو تطبيع بعينه، مؤكدة على أن التطبيع الإعلامي يشكل خطراً على النضال الفلسطيني من أجل حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في ظل حرب الإبادة المستمرة والتي كان من أبرزها اغتيال الصحفيين بأعداد غير مسبوقة.
كما عد البيان التعاطي مع وسائل إعلام الاحتلال تجاوزاً لجميع الخطوط الوطنية والأخلاقية ومشاركةً في التغطية على اغتيال الاحتلال لأكثر من 160 شهيداً صحفياً.
وإثر ذلك دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة كافة شرائح الشعب الفلسطيني من المثقفين والأكاديميين والسياسيين والناشطين العرب إلى عدم النشر في أو إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام "الإسرائيلية" المتواطئة، بما فيها الصفحات الرسمية "الإسرائيلية" في وسائل التواصل الاجتماعي أبرزها: "المنسق".
وأوضحت الحملة أن الادعاء القائل بأن قناة i24 هي قناة "دولية وليست اسرائيلية" أو أنها "لا تتبنى السردية الاسرائيلية"، هو ادّعاء باطل وكاذب، مشيرة إلى أن القناة تعرف عن نفسها بأنّها شركة إعلامية "إسرائيلية" دولية، تأسست عام 2013 في مدينة يافا المحتلة، ولها مكاتب في الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول العربية التي تقودها أنظمة استبدادية غارقة في التطبيع.
ولفتت الحملة إلى أن هذه القناة "الإسرائيلية" تعتزّ بدورها في تصدير الرواية الصهيونية والدفاع عنها، وتصف نفسها على أنها "القبة الحديدية في وجه الصحافة العالمية".
وسلط بيان الحملة الفلسطينية الضوء على شروحات الكاتب والباحث الفلسطيني في الشؤون "الإسرائيلية"، أنطون شلحت، حول دور قناة (I24) قائلاً: "إن مساهمة هذه القناة في الحرب العدوانية الإسرائيلية الحالية تجاوزت حتى المساهمة المعطوبة لمعظم وسائل الإعلام الإسرائيلية".
وأضاف: "إذا ما كانت مساهمة هذه الأخيرة تكاد تكون منحصرة- وإن باستثناءات قليلة- في زيادة الضبابية والغموض أكثر من المساهمة في الكشف والإيضاح، فإن قناة أي 24 نيوز تعدّت ذلك إلى تبرير وسائل القوة المفرطة التي استعملتها آلة القتل والعدوان الإسرائيلية خلال الحرب وما تزال".
وذكرت الحملة الفلسطينية أنه لا يمكن فصل الصّحافة "الإسرائيلية" عن المزاج العام في الشارع "الإسرائيلي"، فهي تتأثر به وتؤثر فيه، وتتحول في الأزمات والحروب الى ناطق عسكري باسم الجيش والأمن، وتبدأ بالنفخ في أبواق الحرب، وتكرّس نفسها لخدمتها.
وأضافت أن الإعلام يعمل تبعاً للأهداف التي تريدها المؤسسة الأمنية-العسكرية الاستعمارية كما يعمل جزءاً من الإعلامين "الإسرائيليين" البارزين في هذه المؤسسة أو تربطهم صلات مباشرة مع ضباط المخابرات.
ولفتت إلى أن الإعلام "الإسرائيلي" "إعلام أمني مجنّد" مرتبط بالأجهزة الأمنية "الإسرائيلية"، حيث تعمل تغطيته على هندسة الوعي من خلال علاقتهم بالمؤسسة الأمنية-الاستخباراتية أو عبر انتمائهم إلى تيارات دينية قومية لا تخفي فاشيّتها تجاه الفلسطينيين.
واختتمت الحملة البيان بالتأكيد على أن الصراع مع الاحتلال يمتد إلى كل المساحات بما فيها الإعلام مشددة على ضرورة تحصين البيت العربي من محاولات تطبيع العدو وجرائمه وحرب الإبادة التي يخوضها.