أصدرت رئاسة السلطة الفلسطينية وفصائل فلسطينية بيانات، الأربعاء 28 آب/ أغسطس، أدانت فيها العدوان "الإسرائيلي" المتواصل، على مناطق ومخيمات شمال الضفة الغربية المحتلّة، وحذرت من مخططات الاحتلال في توسيع الحرب وضم الضفة الغربية.
وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة: إن الهجوم "الإسرائيلي" على شمال الضفة الغربية يأتي كجزء من سياسة عدوانية شاملة تستهدف المدنيين وتدمر البنية التحتية.
ووصف أبو ردينة العملية العسكرية "الإسرائيلية" بأنها تصعيد غير مبرر من شأنه أن يؤدي إلى "نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع"، مضيفاً في تصريحات صحفية: أن الهجوم، الذي أسفر حتى الآن عن استشهاد تسعة فلسطينيين وإصابة العشرات، يأتي ضمن سياق حملة شاملة تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
أبو ردينة أشار إلى أن العدوان "الإسرائيلي" على الضفة الغربية هو استمرارية لسياسة القمع والتهجير، محملاً سلطات الاحتلال والجانب الأميركي المسؤولية عن هذا التصعيد.
وندد بالصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات، داعياً الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل الفوري وإجبار سلطات الاحتلال على وقف عدوانها الشامل.
من جهته، أوعز رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد مصطفى إلى جميع جهات الاختصاص بتعزيز التدخلات الطارئة لمواجهة عدوان الاحتلال على محافظات شمال الضفة الغربية.
وأكد مصطفى أنه "تلقى تقارير مقلقة من محافظي جنين وطوباس وطولكرم حول تطورات الوضع، ووجه تعليمات بتوفير الاحتياجات الطارئة لتعزيز صمود المواطنين في المناطق المتأثرة".
كما شدد مصطفى على ضرورة تعزيز عمل الطواقم الطبية، خصوصاً في ضوء تدمير البنية التحتية الصحية نتيجة العدوان. وأشار إلى أن الحكومة الفلسطينية، عبر وزارتي الصحة والخارجية، تتواصل مع المنظمات الدولية مثل الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية لتوفير الحماية للمؤسسات الطبية وضمان استمرار عملها.
وأكد رئيس الوزراء على ضرورة الضغط الدولي لوقف العدوان وتخفيف معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي بيان لها، عبّرت حركة حماس أن العملية العسكرية "الإسرائيلية" في شمال الضفة الغربية محاولة لتوسيع نطاق الحرب التي تشنها حكومة الاحتلال على قطاع غزة.
وقالت الحركة" إن التصعيد في الضفة هو جزء من المخطط الهادف إلى تنفيذ الأجندة السياسية لحكومة "المتطرفين في تل أبيب"، مؤكدة أن استمرار العدوان في الضفة هو نتيجة لصمت المجتمع الدولي عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، داعيةً إلى موقف دولي قوي لوقف هذا التصعيد.
وحثت الحركة، الجماهير الفلسطينية والمقاومين في الضفة على النفير العام وتصعيد كافة أشكال المقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه، مشددة على أن التصعيد "الإسرائيلي" لا يمكن مواجهته إلا بالوحدة الوطنية والتمسك بخيارات المقاومة، وحذّرت من أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الجرائم سيمكن الاحتلال من الاستمرار في عدوانه دون رادع.
اقرأ/ي أيضاً: شبكة المنظمات الأهلية: اجتياح شمال الضفة يهدف لتنفيذ مخطط للتهجير القسري
بدورها، أكدت الجبهة الشعبية أن العملية العسكرية التي ينفذها الاحتلال في الضفة الغربية هي امتداد لسياسة التهجير والإبادة التي يشهدها قطاع غزة.
وفي بيان لها، أدانت الجبهة التواطؤ الدولي والعربي مع السياسات "الإسرائيلية"، مشيرة إلى أن العملية العسكرية في الضفة تأتي في ظل تجاهل المجتمع الدولي وغياب التدخل الفعّال لوقف العدوان.
ودعت الجبهة إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة لمواجهة العدوان، ووصفت المقاومة الشعبية بأنها السبيل الوحيد لحماية الشعب الفلسطيني من الهجمات "الإسرائيلية" مشيرةً إلى أن الظروف الحالية تتطلب من السلطة الفلسطينية أن تتوقف عن التنسيق الأمني وأن تركز على الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد الاعتداءات المتزايدة.
كما دعت الجبهة إلى تشكيل لجان طوارئ وطنية على المستوى المحلي والوطني لتعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود في وجه العدوان.
ويواصل الاحتلال عدوانه على مخيمات ومناطق شمال الضفة، منذ منتصف ليل أمس الثلاثاء/ فجر الأربعاء، وعزز عدوانه باستخدام الطائرات المسيّرة، واغتال نحو 7 فلسطينيين بالقصف الجوي في طولكرم والفارعة، فيما ارتقى اثنان بالرصاص في جنين.
صحيفة "إسرائيل هيوم" نقلت أن الحملة العسكرية على الضفة الغربية قد تستمر لعدة أيام، مع التركيز على المناطق التي شهدت عمليات ضد أهداف "إسرائيلية".
ووفقا لما نقلته الصحيفة عمن مصادر، فإن هدف الهجوم الرئيسي هو التعامل مع ما يُعتبر "تهديداً" من العبوات الناسفة، وضمان معالجة المناطق التي انطلقت منها العمليات ضد أهداف "إسرائيلية" بحسب مزاعم جيش الاحتلال.
كما نقلت إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية بأن جيش الاحتلال يعمل على توسيع العملية العسكرية لتشمل عدة مناطق في وقت واحد، بدلاً من التركيز على موقع واحد، وأضافت الإذاعة أن هناك احتمالية لإخلاء سكان بعض المناطق التي يشملها العدوان، مع تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة في الوقت ذاته.