يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه الأكبر على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة الغربية لليوم الثاني على التوالي، بالتزامن مع الحصار المستمر لمخيمي طولكرم وجنين وطوباس، وسط عمليات تدمير موسعة وممنهجة للطرقات والبنى التحتية بغطاء جوي من طائرات الاحتلال المسيرة.
وأعلنت مصادر طبية، اليوم الخميس 20 آب/ أغسطس، عن ارتفاع حصيلة شهداء العدوان على مخيمات شمال الضفة إلى 17 شهيدا حتى اللحظة بينهم 8 في جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، وإصابة أكثر من 30 آخرين جراء غارات شنها الاحتلال عن طريق طائراته المسيرة على منازل ومباني للفلسطينيين، زعم خلالها استهدف مقاومين.
يأتي ذلك في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال، حيث تستهدف آليات الاحتلال وجرافاته بالعبوات الناسفة محلية الصنع، إلى جانب إطلاق النار والاشتباك مع جنود الاحتلال.
في مدينة طولكرم، استشهد خمسة مقاومين، من بينهم قائد كتيبة طولكرم محمد جابر المعروف بلقب "أبو شجاع"، أثناء اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال الذين حاصروا المبنى الذي كانوا يتواجدون فيه. واستهدف الاحتلال المبنى بصاروخ موجه قبل الإعلان عن اغتيال المقاومين، إضافة لاعتقال المقاوم محمد قصاص "البيرح"، أحد مؤسسي كتيبة طولكرم في سرايا القدس خلال العملية.
ونعت فصائل العمل الوطني في بيان لها شهداء مخيمي طولكرم ونور شمس وأعلنت الإضراب الشامل والحداد على أرواح الشهداء.
ويواصل الاحتلال حصاره لمخيمي طولكرم ونور شمس وإغلاق كافة المداخل بالترافق مع عمليات التحقيق والاعتقال للفلسطينيين علاوة على عمليات التدمير الواسعة التي ينفذها في المخيمات من تجريف للبنى التحتية وتدمير لممتلكات الفلسطينيين.
ونقلت مصادر محلية، ان جيش الاحتلال أجبر عائلة فلسطينية مكونة من 6 أطفال و 4 نساء على إخلاء منزلها بواسطة مركبة الإسعاف في الوقت الذي يستمر الاحتلال فيه بعرقلة مرور مركبات الإسعاف وعمل الطواقم الطبية.
وفي مخيم جنين، تواصلت الاشتباكات بين المقاومين وجنود الاحتلال التي اقتحمت المخيم وسط حصار مشدد، فيما أعلنت وسائل إعلام عبرية عن إصابة جندي "إسرائيلي" برصاص المقاومين بعد استهدافهم منزلا تحصن بداخله جنود الاحتلال في الحي الشرقي لمدينة جنين.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال قطعت الاتصالات والإنترنت بشكل تام في مخيم جنين، وذلك تزامنًا مع تصاعد عدوانها على المخيم.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن الاتصالات قطعت بالكامل سواء الخليوية أو شبكات الإنترنت بمركز إسعاف جنين وطواقمه بالكامل تزامناً حصار الاحتلال مستشفى جنين الحكومي ومنع طواقم الإسعاف من التنقل في مناطق تواجد جنود الاحتلال.
ومن جانبه، قال محافظ جنين كمال أبو الرب لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا": إن الوضع في جنين صعب، ولا تزال قوات الاحتلال تحاصر المدينة ومخيمها، وتغلق الطرق الواصلة إليها.
وأضاف: "أن قوات الاحتلال تواصل تدمير مركبات المواطنين وممتلكاتهم، وتجريف الشوارع والبنية التحتية، ومداهمة المنازل والتنقل من منزل إلى الآخر في المدينة والمخيم".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أجبرت عددا من الفلسطينيين على إخلاء منازلهم وأخبرتهم بعدم العودة إليها قبل أربعة أيام، وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وفي طوباس، انسحبت قوات الاحتلال من مخيم الفارعة، بعد عدوان استمر أكثر من 30 ساعة، وخلّف أربعة شهداء، وعددا من المعتقلين، ودمارا واسعاً في المنازل والبنية التحتية.
وأظهرت صور حجم الخسائر الكبير الذي أحدثه جنود الاحتلال في منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم والطرقات التي شهدت تجريفاً وتدميراً للبنية التحتية.
وتعرضت الشوارع داخل المخيم لأعمال تخريب وتجريف كبيرة، ما ألحق أضرارا جسيمة في شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، والمباني والمرافق العامة، كما فجرت قوات الاحتلال ملحقا لمسجد أبو بكر الصديق في المخيم، وألحقت أضرارا كبيرة فيه بحسب إفادات رئيس لجنة خدمات مخيم الفارعة.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الخميس (25) فلسطينيا على الأقل من الضّفة، بينهم أسرى سابقون، وفق بيان مشترك صادر هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني.
وأكدت مؤسسات الأسرى ارتفاع عدد المعتقلين منذ بدء العملية العسكرية التي أعلن عنها الاحتلال في الضّفة يوم أمس لـ(45)، وأشارت إلى أن هذا المعطى يشمل الحالات التي تم التأكد منها مع استمرار عمليات الاقتحام في مختلف أنحاء الضّفة.
وأشار بيان مؤسسات الأسرى لاعتقال أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني من الضّفة بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة في 7 أكتوبر الفائت.
علما أن حصيلة شهداء اعتداءات الاحتلال على الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 669 شهيداً ونحو 5600 إصابة، بعد ارتقاء الشهداء 17 خلال العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة.