أقدمت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" معززة بالآليات والجرافات، صباح اليوم الخميس 29 آب/ أغسطس، على هدم خيام ومساكن قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب المحتل بالداخل الفلسطيني للمرة الـ229 على التوالي، بحماية قوات الشرطة "الإسرائيلية".

وتعتبر هذه المرة السابعة منذ بداية العام الحالي التي يتم فيها هدم خيام ومساكن قرية العراقيب من قبل الاحتلال، وتأتي هذه الإجراءات في سياق محاولاته لتهجير سكانها الأصليين وإزالة القرية من منطقة النقب المحتل، حيث بدأت هذه المحاولات منذ عام 2010 عندما هُدِمَت القرية لأول مرة على يد سلطات الاحتلال "الإسرائيلية".

وقامت قوات الاحتلال بهدم قرية العراقيب 11 مرة خلال عام 2023، و15 مرة في عام 2022، و14 مرة في عام 2021، في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.

ويتمسك أهالي العراقيب بأرضهم، ويصرون على البقاء فيها، حيث يعيدون نصب خيامهم وبناء مساكنهم كل مرة باستخدام الأخشاب وغطاء النايلون والصفيح عقب عمليات الهدم المتكررة التي تنفذها وحدة "يوآف" الشرطية التابعة لما تسمى "سلطة تطوير النقب" المسؤولة عن تنفيذ عمليات هدم المنازل في البلدات العربية بالنقب، وما تسمى "سلطة أراضي إسرائيل".

اقرأ/ي أيضًا: العراقيب.. نموذج لنضال العودة وإمكانياته

والعراقيب هي قرية مسلوبة الاعتراف تقطن فيها 22 عائلة يبلغ عددهم حوالي 800 نسمة، يعيشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، إذ تمكّن السكّان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط سلطات الاحتلال من إثبات حقهم بملكية 1250 دونماً من أصل آلاف الدونمات من الأرض.

رئيس اللجنة الشعبية لقرية العراقيب علق على هدم القرية بالقول: توقعنا هذا الهدم عاجلا أم آجلا فسلطات الاحتلال لن تترك هذه القرية ولا منطقة النقب، وستستمر حكومة الاحتلال في ممارسة المضايقات ضد السكان من أجل تهجيرهم، والذين يعانون افتقارهم لأبسط حقوق الإنسان.

وكانت المنسقة الإداريّة لمنظمة "بدو بلا حدود" هند هاجر سلمان من النقب المحتل قد قالت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين في وقتٍ سابق: إنّ سياسات الاحتلال ضد أهل النقب ليست بجديدة، بل تأتي في سياق السياسات المرتكبة بحق كل السكّان في فلسطين، لكنّ قرى النقب تتعرّض للهدم بمعدّل يومين في الأسبوع "اثنين وأربعاء" ويتم هدم البيوت ومصادرة الأراضي وتدمير المحاصيل الزراعيّة للسكّان بشكلٍ دوري.

وتقع قرية العراقيب في شمال مدينة بئر السبع ضمن صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، حيث تبلغ مساحتها أكثر من 200 ألف متر مربع، وتعتبر واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف "إسرائيل" بها، وترى وجودها "غير شرعي"، وهي ممنوعة من المياه والكهرباء والمواصلات، وغيرها من الخدمات.

الجدير ذكره، أنّ الوزير الصهيوني المتطرف "عميحاي شيكلي" قد وضع عدّة خطط لمحو قرى النقب، الوزير المتطرف "عميحاي شيكلي" قد وضع مجموعة من الخطط لاستئصال قرى النقب، بدءًا من فرض قيود قانونية والحصول على أحكام قضائية لهدم القرى والبلدات العربية تحت ذرائع متنوعة.

وكانت لجنة وزارية مكلّفة من الحكومة "الإسرائيلية" قد ناقشت  خطّة العام الفائت، تهدف إلى "منع تكاثر" البدو الفلسطينيين في منطقة النقب واتباع عدّة خطوات لعزلهم وتفكيك مجتمعهم القائم منذ آلاف السنين.

الخطة التي قدمها ما يسمى بـ "وزير شؤون الشتات اليهودي" عميحاي شيكلي، يوم 29 من حزيران/ يونيو 2023، تنص على "خلق مسار سيمنع تكاثر بدو النقب لمنع سيطرتهم ديمغرافياً على النقب في غضون الـ 25 عاماً المقبلة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد