قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": إن حكومة "إسرائيل" قامت بشراء الإعلانات على محرك البحث (GOOGLE) لمنع المستخدمين من تقديم التبرعات للوكالة وللقيام بحملة تشهير، كجزء من حملتها لتقويض وتشويه سمعة "أونروا"
وأضاف في منشور له على منصة (X) اليوم السبت: إن استخدام المعلومات الخاطئة والمضللة يستخدم كسلاح في الحرب بقطاع غزة، موضحاً أن "أونروا" هي أكبر منظمة إنسانية تستجيب للأزمة في غزة وما تقوم به سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" لا يضر بسمعة الوكالة فحسب، بل يعرض حياة موظفيها للخطر.
The spread of misinformation & disinformation continues to be used as a weapon in the war in #Gaza.
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) August 31, 2024
As part of its campaign to undermine & discredit @UNRWA, the Government of Israel has been buying ads on @Google to block users from giving donations to the Agency + undertake a…
وطالب "لازاريني" بوجود مزيد من اللوائح لمكافحة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية وبأن "تتوقف هذه الجهود المتعمدة لنشر المعلومات الخاطئة وأن يتم التحقيق فيها".
واستند "لازاريني" في تصريحاته على تقرير نشرته مجلة (WIRED) الأمريكية بعنوان "إسرائيل تشتري إعلانات جوجل لتشويه سمعة وكالة الأمم المتحدة الأعلى لمساعدة غزة"، أشارت فيه إلى أن الأمر بدأ حينما اتهمت سلطات الاحتلال 12 من موظفي وكالة "أونروا" بالمشاركة في "هجوم" 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ويوضح التقرير أنه في منتصف شهر كانون الثاني/ يناير، كانت إحدى موظفات "أونروا" "مارا كروننفيلد" تبحث عبر (GOOGLE) عن اسم المنظمة غير الربحية التي تديرها "أونروا"، والتي تجمع الأموال في الولايات المتحدة نيابة عن مقدم المساعدات الإنسانية الرائد في غزة.
وفي أعلى نتائج البحث عن منظمتها "أونروا" - الولايات المتحدة الأمريكية، الشريكة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا" شاهدت إعلانًا مفاجئًا بدا وكأنه إعلان ترويجي من وكالة الأمم المتحدة، لكن الرابط وُجه إلى موقع ويب للحكومة "الإسرائيلية".
وتقول "كروننفيلد": إنها وجدت بدايات حملة إعلانية عبر الإنترنت استمرت لعدة أشهر من قبل "إسرائيل" لتشويه سمعة "أونروا" وتجميد تمويلها، وحينذاك علمت أن "إسرائيل" تريد أيضًا تشويه وقطع التبرعات المقدمة للوكالة في الولايات المتحدة.
حيث يرجع ذلك جزئيًا إلى إعلانات محرك البحث جوجل الخاصة بالأونروا في الولايات المتحدة الأمريكية، وتضيف كروننفيلد: إن "أونروا" جمعت أكثر من 32 مليون دولار من حوالي 73000 مانح في عام 2023، مسجلة ارتفاعاً من حوالي 5 ملايين دولار مقدمة من 5700 مانح في العام السابق.
الاحتلال يجذب مانحي "أونروا" عبر صفحات ويب مليئة بالادعاءات
ويشرح التقرير بمزيد من التفصيل أن حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" تهدف عبر شراء إعلانات للبحث عن "أونروا" و"أونروا" الولايات المتحدة الأمريكية"، إلى جذب المانحين المحتملين إلى صفحة ويب مليئة بالادعاءات حول "سبب عدم الثقة في أونروا"
وبين التقرير أن ما حدث منذ ذلك الحين يوضح العلاقة الدقيقة التي حافظت عليها شركة (GOOGLE) مع عميلها الإعلاني "إسرائيل" وحدود مراقبة الشركة للمعلومات الخاطئة المزعومة في الإعلانات.
وأخبر العديد من موظفي (GOOGLE) الحاليين والسابقين مجلة (WIRED) أن الحملة المناهضة لـ"أونروا" هي مجرد مجموعة واحدة من الإعلانات التي نظمتها "إسرائيل" في الأشهر الأخيرة والتي أثارت شكاوى داخل الشركة وخارجها.
وتؤكد موظفة "أونروا" "كروننفيلد" أنه من الصعب قياس تأثير الحملة "الإسرائيلية" وقد أنفقت مؤسستها غير الربحية عشرات الآلاف من الدولارات، بالإضافة إلى وقت الموظفين، في محاولة للمزايدة على "إسرائيل" للحصول على الشرائح الإعلانية على بحث (GOOGLE).
ومع ذلك، فقد جمعت "أونروا" في الولايات المتحدة الأمريكية قدرًا كبيرًا من الأموال في النصف الأول من هذا العام كما فعلت في عام 2023 بأكمله، على حد قولها، ويعد عدد المتبرعين البالغ عددهم 78 ألف هذا العام رقماً قياسياً للمنظمة التي تأسست عام 2005.
محاولات "إسرائيلية" لتشويه "أونروا" في الولايات المتحدة الأمريكية
وتعبر "كروننفيلد" عن قلقها للمجلة من أن الأمريكيين يتعرضون للدعاية "الإسرائيلية" أثناء محاولتهم فهم دور "أونروا" في الأزمة المستمرة.
وإلى جانب الإعلانات على شبكة البحث، بثت "إسرائيل" إعلانات فيديو في الولايات المتحدة من خلال (GOOGLE) بعناوين مختلفة مثل "الأونروا لا يمكن فصلها عن حماس" وأنها "تستمر في توظيف الإرهابيين"، الأمر الذي يعرض الدعم الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة للخطر، والتي كانت حتى حدوث الحرب أكبر جهة مانحة لـ"أونروا".
وتقول "كروننفيلد": "هناك حملة قوية بشكل لا يصدق لتفكيك الأونروا. . أريد أن يعرف الجمهور ما يحدث والطبيعة الخبيثة له، خاصة في الوقت الذي تتعرض فيه حياة المدنيين للهجوم في غزة".
وأورد تقرير المجلة أن وزارة خارجية الاحتلال في "نيويورك" اعترفت بتلقيها طلبات متعددة للتعليق على هذه القصة خلال الأشهر الأربعة الماضية، لكنها لم تستجب.
و بحلول شهر أيار/ مايو، بينت لقطات الشاشة اطلعت عليها مجلة (WIRED)، أن سلطات الاحتلال عادت إلى الترويج لنفس المحتوى ولكن مع تعديل المضمون - "انتهاك حياد الأونروا"، و"إسرائيل تكشف عن قضايا الأونروا"، و"إسرائيل تدعو إلى ممارسات إنسانية أكثر أمانًا وشفافية".
وتوضح "كروننفيلد" أن الإعلانات المنقحة، التي ارتبطت بما تعتبره وكالة "أونروا" في الولايات المتحدة الأمريكية تشويهات غير شريفة للغاية، تم نشرها في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا وتستمر في الظهور على(GOOGLE) اعتبارًا من هذا الشهر على الرغم من الشكاوى الإضافية لـ"أونروا" في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتؤكد أن هذه الإعلانات تنتهك سياسات (GOOGLE) ضد "تقديم ادعاءات كاذبة بشكل واضح ويمكن أن تقوض بشكل كبير المشاركة أو الثقة في العملية الانتخابية أو الديمقراطية"، وتعتقد أيضًا أن الإعلانات تتعارض مع سياسة (GOOGLE) التي تحظر استخدام العلامات التجارية لشخص آخر "بطريقة مربكة أو خادعة أو مضللة".
ونفت شركة (GOOGLE) شكوى العلامة التجارية التي تقدمت بها "أونروا" في شهر أيار/مايو، على أساس أنها لم تحصل على علامة تجارية في الأردن، حيث تم تسجيل حسابها الإعلاني، بحسب الوكالة.
(GOOGLE) سمحت بترويج إعلانات الاحتلال بشأن تشويه "أونروا"
وحول ذلك يبين التقرير أن شركة (GOOGLE) تمنع ظهور إعلانات معينة في موضوعات البحث التي تعتبرها "حساسة"، وهو التصنيف الذي استخدمته خلال الانتخابات الأمريكية لعام 2020، ووباء (كوفيد)، والحرب المستمرة في غزة، وفقًا للشركة.
أحد موظفي(GOOGLE) غير المخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام كشف أن الشركة اختارت عدم اتخاذ أي إجراء بشأن عمليات البحث عن "أونروا" والمصطلحات ذات الصلة على الرغم من ارتباطها بالحرب.
وبين الموظف أن شركة (GOOGLE) تشعر بالقلق من أن التطبيق الصارم للغاية ضد "إسرائيل" قد يهدد الأعمال التجارية المستقبلية مع البلاد.
وضمنت المجلة في تقريرها أنه في الأشهر الماضية من أيار/ مايو إلى تموز/ يوليو، استفسر المستخدمون عن أكثر من 300 مصطلح يتعلق بـ"أونروا"، إلا أنهم لاحظوا ظهور الإعلانات "الإسرائيلية" بنسبة 44% في الوقت الذي كانت فيه إعلاناتهم وإعلانات "أونروا" في الولايات المتحدة مؤهلة للظهور.
وذلك وفقًا لتحليلات من حساب إعلانات (GOOGLE) التابع لـ"أونروا" في الولايات المتحدة وفي الوقت نفسه ظهرت إعلانات "أونروا" في الولايات المتحدة الأمريكية في 34% فقط من الحالات المؤهلة وفقاً للمجلة.
واشتكى العديد من الأشخاص منهم مشاهير لمجلة (WIRED) ظهور إعلانات صادمة من الاحتلال تقاطع مشاهدتهم على (YouTube).
وأحد هذه الإعلانات كان باللغة العربية ويصف حماس بأن "لديها القدرة على إنهاء الحرب من خلال إطلاق سراح الرهائن والتنازل عن السيطرة على غزة".
وقالت المتحدثة باسم "أونروا" "جولييت توما" تعليقاً على الموضوع:" إن الإعلانات الإسرائيلية وحملتها الأوسع على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات أضرت بشدة بسمعة الوكالة.
وأضافت: "هذه الإعلانات مدمرة للناس".
ودعت المسؤولة الأممية إلى إيقاف هذه الإعلانات ومحاسبة المسؤولين عما وصفته بـ "التخريب" مشددة على أنه ينبغي أن يكون هناك الكثير من المتابعة مع شركات مثل (GOOGLE) بمجرد انتهاء الحرب" مضيفة أن هناك الكثير للإجابة عليه.