أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الاثنين 2 أيلول/ سبتمبر، عن ارتفاع ضحايا الاجتياح "الإسرائيلي" المتواصل منذ ستة أيام لأحياء ومخيمات شمالي الضفة الغربية إلى 29 شهيدًا و121 جريحاً.
وأوضحت الوزارة أن أعداد شهداء العدوان "الإسرائيلي" موزعة على محافظات الضفة الغربية بهذا الشكل: 18 شهيداً في جنين ومخيمها و4 شهداء في مخيم الفارعة بمدينة طوباس و4 شهداء في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم و3 شهداء في الخليل، وأشارت إلى أن من بين الشهداء خمسة أطفال ومسنين اثنين.
وفي سياق استمرار عمليات الاحتلال العسكرية على مخيمات ومدن شمالي الضفة الغربية في كل من طولكرم وجنين، يواصل جيش الاحتلال اجتياح مدينة ومخيم جنين، شمالي الضفة، تزامنا مع عمليات هدم وتجريف للمنازل والبنية التحتية، وكذلك تفجير لبعض منازل اللاجئين الفلسطينيين وسط مخيم جنين وحارة الدمج.
استهداف الصحفيين وعرقلة عمل الهلال الأحمر في جنين
ويواصل الاحتلال حصاره للمدينة ومخيمها وسط استمرار اعتداءاته على ممتلكات الفلسطينيين ومنازلهم يرافقه عمليات تدمير ممنهجة لكل مظاهر الحياة.
وفي هذه الأثناء يواجه الصحفيون استهدافاً مباشراً من آليات الاحتلال التي حاولت دهس عدد منهم وأطلقت الرصاص الحي على البعض الآخر، قرب دوار السينما وسط مدينة جنين بشكل مباشر.
وصوب الاحتلال نيرانه نحو الصحفيين ما أدى إلى إصابات في صفوفهم طالت الصحفية شذى حنايشة، ومدير الوكالة الفرنسية للأنباء بشظايا الرصاص الحي، فيما حاولت آلياتها دهس مجموعة منهم أثناء تأدية عملهم، كما هددت الطواقم الصحفية بإطلاق النار، في حال استمر وجودها في المكان.
وجرفت آليات الاحتلال حي دوار السينما وسط المدينة بشكل كامل، والشوارع المؤدية إليه، كما جرفت الأرصفة والبسطات أمام المحلات التجارية في شارع نابلس.
ومن جهة أخرى، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن تقليص الاحتلال المساحة الإنسانية للجمعية على مدار 6 أيام من العدوان عرقل خلالها جنود الاحتلال عمل الطواقم الطبية ومنع سيارات الإسعاف من الوصول للمصابين والمرضى.
كما حظر الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المتضررين، في الوقت الذي استهدف بشكل مباشر سيارات الإسعاف التابعة للجمعية، وأطلق النار عليها، لمنعها من الاستجابة للنداءات الإنسانية، ما أسفر عن إصابة مسعفين اثنين من الطواقم الطبية وطبيب متطوع أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني.
وجددت الجمعية دعوتها للمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والتدخل، لضمان التزام الاحتلال بمسؤولياته بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، التي تُلزم "دولة" الاحتلال مسؤولية ضمان حصول المدنيين على الرعاية الطبية داخل الأراضي التي تحتلها.
وطالبت الجمعية المجتمع الدولي بالتحرك لوقف انتهاكات الاحتلال بشكل فوري، وحذرت من العواقب الإنسانية الكارثية المحتملة جراء العدوان واسع النطاق على جميع مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة.
اقتحام مخيم طولكرم وحصار يطال المستشفيات
وفي مدينة طولكرم، أعادت آليات ومدرعات الاحتلال اقتحام المدينة والمخيم مرة أخرى بعد انسحابه منها قبل عدة أيام، وتوغلت جرافات "إسرائيلية" داخل أحياء وشوارع المدينة وجابت شوارع وسط ميدان جمال عبد الناصر، وشارع العليمي، وشارع المقبرة الغربية، والحي الشرقي، وشارع المقاطعة.
جرافات الاحتلال شرعت أيضاُ بعمليات تجريف في محيط دوار العليمي المدمر جراء الاقتحامات السابقة، وأعاقت حركة مرور المركبات والفلسطينيين في المكان.
كما دفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات إلى جهة بوابة "نتساني عوز" غرب المدينة، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
وأكدت مصادر محلية أكدت محاصرة آليات الاحتلال مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي، والإسراء التخصصي، وسط مواجهات اندلعت في شارع باريس بالمدينة.
إغلاق مداخل مدينة الخليل وبلداتها بالكامل
وفي مدينة الخليل، أغلقت قوات الاحتلال مداخل مدينة الخليل وبلداتها وقراها بالسواتر الترابية، والبوابات الحديدية، والحواجز العسكرية، والمكعبات الإسمنتية.
وجلب جنود الاحتلال بآلياتهم الثقيلة مكعبات إسمنتية وبوابات حديدية، وأغلقوا بها كل الطرق الرئيسية لمدينة الخليل، وفرش الهوى، والفحص، ورأس الجورة، وجسري حلحول وبيت كاحل.
كما أغلقوا مدخل بلدة حلحول "الحواور"، ومداخل بيت أمر، وبيت عينون، وسعير، وبني نعيم، وترقوميا، وبيت عوا، ودير سامت، والكوم، وإذنا، ودورا، ويطا، والسموع، والظاهرية، وكرمة، ومخيمي الفوار، والعروب.
وأصيب عدة فلسطينيين بحالات اختناق، جراء استنشاق الغاز السام، وجرت معالجتهم ميدانيا عند مدخل مخيم الفوار بفعل إطلاق الاحتلال قنابل للغاز السام.
وشهد مخيم الفوار اعتداءات من جنود الاحتلال على عدد من الفلسطينيين منهم شاب ووالدته كما احتجز شاباً فلسطينياً عند مدخل الكرمل - التوانة بمسافر يطا، لمدة ساعتين تقريبا.