افتتحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أمس الأحد 9 أيلول/ سبتمبر، مدرسة الزيب للتعليم الأساسي في مخيم عين التل (حندرات) بمدينة حلب شمال سوريا، بعد إعادة تأهيلها بتمويل من حكومة اليابان، عقب 12 عاماً على إغلاقها بعد تعرضها لتدمير جزئي خلال سنوات الحرب السوريّة.
وحضر الافتتاح، مدير شؤون وكالة "أونروا" في سوريا "أمانيا مايكل- إيبي"، ومحافظ حلب حسين دياب، إلى جانب ممثلة عن السفارة اليابانية وعدد من الشخصيات الحكومية.
وشكر مدير شؤون "أونروا" في كلمة له خلال الافتتاح، حكومة اليابان على الدعم المالي المقدم. كما أكد التزام وكالة "أونروا" والمجتمع الدولي بمواصلة العمل لتحسين الظروف المعيشية في المخيم، مشيراً إلى مشاريع مستقبلية تهدف إلى إصلاح البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.
ممثلة السفارة اليابانية أكدت بدورها أن إعادة تأهيل المدرسة هي جزء من مشروع أوسع تقدمه اليابان لدعم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، مشددة على أن التعليم يمثل ركيزة أساسية في بناء مستقبل مشرق وتحقيق الاستقرار للمجتمعات المتضررة، مشيرةً إلى أن الحكومة اليابانية ترى في التعليم وسيلة أساسية لتحقيق السلام والازدهار.
وتخلل الحفل عروض فنية قدمها طلاب مدارس "أونروا"، احتفاءً بافتتاح المدرسة، كما تم توزيع حقائب مدرسية على طلاب الصف الأول الابتدائي، الذين بدأوا دوامهم الدراسي للعام 2024/ 2025 الجاري.
وتعرض مخيم حندرات (عين التل) للاجئين الفلسطينيين شمال سوريا منذ عام 2016 إلى دمار هائل، حيث بلغ حجم الدمار نحو 70% من بنيته العمرانية، مما أدى إلى تهجير شبه كامل لسكانه الذين كانوا يقدرون بـ 8 آلاف نسمة قبل اندلاع الثورة السورية والحرب التي شنها النظام على المدن والمخيمات الفلسطينية، بما في ذلك حندرات.
ورغم استعادة النظام السيطرة على المخيم، لا تزال العائلات الفلسطينية تعيش حالة تهجير مستمرة بسبب غياب أي جهد جدي لإعادة الإعمار، فيما عادت نحو 120 عائلة من أهالي المخيم إلى المناطق الأقل ضرراً.
وفي حزيران/ يونيو من العام الجاري، طالب أهالي مخيم حندرات وكالة "أونروا" بإعادة إعمار المخيم وتأهيل بنيته التحتية والخدمية، بما في ذلك المنشآت التعليمية والصحية. جاء ذلك خلال لقاء جمع ممثلين عن الأهالي بوفد من الأونروا، برئاسة مدير شؤونها في سوريا، أمانيا مايكل إيبي.
وفي آب/ أغسطس الفائت، أعلن مدير شؤون "أونروا" عن افتتاح أول نادي صيفي في مخيم حندرات منذ 12 عاماً داخل مدرسة الجليل التابعة للوكالة، وناقش إيبي، مع لجنة التنمية المحلية الأولويات الأساسية للمجتمع والحلول وإعادة الخدمات الأساسية للمخيم، بما يسهم في تحسين حياة السكان وإعادة بناء مجتمعهم المتضرر.
وأحدث ضعف إعادة الإعمار في مخيم حندرات، حالة من اليأس بين أبناء المخيم المهجّرين إلى مناطق حلب واللاذقية وغيرها من المناطق السوريّة، فيما يطالب الأهالي وكالة "أونروا" بدعم عمليات ترميم المنازل واستعادة البنى التحتية الخدمية في المخيم.
موضوع ذو صلة: أهالي مخيم حندرات يعرضون مطالبهم على "أونروا" خلال زيارة وفد للوكالة