شهد مخيم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت عصر اليوم الثلاثاء 10 أيلول/ سبتمبر، احتجاجاً غاضباً بعد اختطاف عدد من الشبان الذين كانوا يحاولون الهجرة، حيث جرى خداعهم وخطفهم من قبل سماسرة قاموا باختطافهم وتعذيبهم والضغط على أهاليهم لدفع فدية مالية ضخمة، وفق ما يقول الأهالي.

وذكر أهالي المخطوفين، أن عشرة فلسطينيين من المخيم تعرضوا للاختطاف من قبل عصابة سماسرة استدرجتهم بحجة تهريبهم إلى أوروبا عبر مدينة طرابلس شمالي لبنان، ومن بين المخطوفين عائلة تضم امرأة وأطفال.

صور بعض المخطوفين الفلسطينيين في لبنان.jpg
صور بعض المخطوفين

وقالت والدة غازي الشافعي أحد الشبان المختطفين: "إنّ الشبان كانوا في طريقهم لمغادرة لبنان باتفاق مع مهربين، لكن تم اختطافهم بعد وصولهم إلى منطقة السفارة الكويتية جنوب بيروت"

ووفق معلومات وردت إلى موقعنا، كان من المقرر نقل اللاجئين الفلسطينيين العشرة بالحافلات إلى مدينة طرابلس، ومن هناك إلى إيطاليا، إلا أن الاتصال بهم انقطع فور وصولهم إلى منطقة السفارة الكويتية، و"يُعتقد أنهم نُقلوا إلى منطقة وادي خالد على الحدود اللبنانية-السورية".

أهالي المخطوفين والمتضامنون معهم من أبناء المخيم، خرجوا في اعتصام غاضب داخل المخيم، وساروا باتجاه طريق مطار بيروت الدولي، حيث قاموا بقطع الطريق احتجاجاً على اختطاف أبنائهم.

قطع طريق المطار في بيروت 1.jpg

ورفعوا شعارات تطالب الجهات اللبنانية الرسمية، والأحزاب السياسية، وعلى رأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالتدخل الفوري للكشف عن مصير المخطوفين والعمل على الإفراج عنهم، نظراً لأن أبناءهم اختطفوا داخل الأراضي اللبنانية.

هنادي، إحدى المشاركات في الاعتصام، قالت بغضب: "نريد أولادنا. سافروا بعدما باعوا منازلهم، هرباً من الفقر والبطالة، وهؤلاء طلاب جامعيون عاطلون عمل، ونطالب الدولة اللبنانية بالتحرك، فهم خُطفوا داخل الحدود اللبنانية".

والد أحد المخطوفين، بادي دغيم قال: إنّ الخاطفين الذين تواصلوا مع الأهالي، قاموا بإرسال مقاطع تعذيب للضغط من أجل دفع مبالغ مالية باهظة، مشيراً إلى أنّ الأهالي قدموا شكوى لدى النبالة العامة اللبنانية.

وأشار دغيم، إلى انّ هوية الخاطفين وجنسياتهم ما تزال مجهولة حتى اللحظة، ولا تأكيدات حول ما جرى تداوله عن أن الخاطفين هم من الجنسية السورية، فيما تشير معطيات الى أنّ بعضهم من منطقة البقاع، بحسب والد أحد المخطوفين.

وتقوم العصابة الخاطفة، بإرسال مقاطع فيديو تظهر التعذيب الذي يتعرض له المختطفون، في محاولة لابتزاز ذويهم ودفع فدية تبلغ 20 ألف دولار عن كل شخص.

ودعا أهالي المخيم إلى ضرورة التحرك العاجل من قبل السلطات اللبنانية والمنظمات الدولية لمنع استمرار هذه الانتهاكات والإفراج عن المخطوفين، مؤكدين أن هؤلاء الشباب لم يكن أمامهم خيار سوى الهجرة بحثاً عن حياة كريمة بعيداً عن البطالة والفقر المتفشي في المخيمات، مطالبين كافة أهالي المخيمات بالتضامن معهم والضغط على المعنيين للتحرك.

وتشهد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، موجات من الهجرة عبر طرق التهريب ومراكب الهجرة غير النظامية والطرق المتعددة، هرباً من واقع الفقر والبطالة الذي يكابده 93% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحسب أرقام وكالة "أونروا".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد