صعّد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على أهالي مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين شمال غربي الضفة الغربية، مساء اليوم الثلاثاء 10 أيلول/ سبتمبر، وأجبر عدداً كبيراً من سكان في المخيم على مغادرة منازلهم قسراً.
واقتحمت قوات كبيرة لجيش الاحتلال المخيم، مدعومة بالآليات العسكرية والجرافات والكلاب البوليسية، وفرضت تهجيراً جماعياً لمعظم سكان في المخيم، بدءاً من "حارة المقاطعة" في الجنوب وصولاً إلى "حارة المدارس" في الشمال.
ووصف رئيس اللجنة الشعبية في المخيم، فيصل سلامة، هذا الاقتحام لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأنه الموجة الأكثر قسوة في تاريخ المخيم، إذ أجبر معظم السكان على الخروج من منازلهم، بينما حوّلت قوات الاحتلال المنازل إلى ثكنات عسكرية ونقاط لقناصة جنودها، بعد أن استولت على أجهزة الهواتف النقالة للفلسطينيين.
ولم تتوقف الاعتداءات عند هذا الحد، فقد قامت القوات بإشعال النيران في بعض المنازل بعد إخلائها، وشرعت جرافات الاحتلال في هدم منازل أخرى وتدمير الشوارع والبنية التحتية، التي كانت قد تضررت بالفعل من اقتحامات سابقة، حسبما أكدت مصادر محلية وصحفية.
وامتدت أعمال التجريف والتدمير لتشمل العديد من حارات المخيم، مثل حارة "حمام" و"الشهداء" و"الربايعة" و"البلاونة"، في محاولة واضحة لجعل المخيم غير صالح للحياة.
واعتقلت قوات الاحتلال عدداً من الشبان واستخدمتهم كدروع بشرية في أزقة المخيم.
إلى جانب ذلك، واصل جيش الاحتلال حصار مستشفيي "الإسراء التخصصي" و"الشهيد ثابت ثابت" الحكومي، ما أعاق عمل الطواقم الطبية وتسبب في توقف حركة المرضى والمدنيين.
وفي وقت سابق من اليوم استشهد فلسطينيان في اقتحام الاحتلال للمخيم، وهما الشاب أحمد مجدوبة (24 عاماً) وشهيدة أخرى، جراء إصابتهما برصاص الاحتلال، فيما أصيب 10 آخرون بجروح متفاوتة، بينهم إصابة خطيرة.
اقرأ/ي الخبر: شهيدان جراء عدوان "إسرائيلي" جديد على مدينة ومخيم طولكرم
وفي إطار الاعتداءات المستمرة، داهمت قوات الاحتلال "مركز العودة" في المخيم واحتجزت طاقمه المؤلف من ستة أفراد، قبل أن تحوله إلى ثكنة عسكرية، إضافة إلى احتجاز عدد من الطالبات والمعلمات داخل مدرسة "طولكرم الأساسية"، في ظل انتشار مكثف للجنود في محيط المدرسة.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه مدينة طولكرم اقتحامات متكررة وحصاراً متواصلاً وسط استمرار الاحتلال في اعتقال الشباب وتدمير ممتلكات الفلسطينيين، ما دفع الجهات المحلية إلى فتح المساجد في المدينة وضواحيها لاستقبال من تقطعت بهم السبل.
بالتوازي مع هذا العدوان، اقتحم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مخيم نور شمس شرقي طولكرم واعتدى على اللاجئين الفلسطينيين فيه وفتش عدداً من المنازل، وجرّفت آلياته الشارع الرئيسي في المخيم، قبل أن تنسجب لتعود إلى مخيم طولكرم، وفق مصادر محلية.
وفجر 28 آب/ أغسطس الماضي بدأ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية طالت مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومدينة طوباس ومخيم الفارعة، ورغم انسحابه لاحقاً بعد عشرة أيام إلا أنه لم يعلن انتهاء العملية.
ويأتي استئناف العدوان العسكري على طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس، اليوم، بالتزامن مع تحريض متواصل من المستويين السياسي والعسكري "الإسرائيلي" لا سيما الوزيرين "بتسلئيل سموتريتش" وإيتمار بن غفير" بدعم من رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" وكذلك ما يسمى وزير الأمن "يوآف غالانت" الذين زعموا خلال جلسة لحكومتهم المصغرة الأخيرة، وفق ما قالت القناة (13) العبرية في تقرير أن "كمية الأسلحة المنتشرة في الضفة الغربية "هي الأكبر في تاريخ المنطقة" وأنهم متخوفون من اندلاع انتفاضة قد "تؤدي إلى مقتل المئات من الإسرائيليين" بحسب ادعاءاتهم.
موضوع ذو صلة: الأسبوع الأكثر دموية في طولكرم وجنين، الاحتلال يحاول تدفيع الفلسطينيين الثمن وتهجيرهم