دعا كلّ من اتحاد المعلمين الفلسطينيين في لبنان، وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، إلى تنظيم وقفات رمزية يوم غد الثلاثاء 17 أيلول/ سبتمبر، عند الساعة 11 صباحاً، في جميع مدارس وكالة "أونروا"، وكذلك وقفة أمام مقر الوكالة في بيروت، وذلك بالتزامن مع زيارة المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني" إلى لبنان.
تأتي هذه الدعوة للتأكيد على "رفض القرارات العقابية ضد المعلمين الفلسطينيين المتعلقة بتعبيرهم عن انتمائهم الوطني، وعلى رأسها قضية توقيف رئيس الاتحاد، فتح الشريف".
وفي بيان أصدره اتحاد المعلمين، أوضح أن قضية الشريف تمثل "مسألة وطنية كبرى"، بعدما تم توقيفه منذ ستة أشهر بدون راتب على خلفية دفاعه عن حقوق الفلسطينيين، ودعمه لأهالي قطاع غزة الذين يواجهون حرب إبادة ما تزال مستمرة.
وأشار الاتحاد إلى أنّه قد جمّد تحركاته النقابية في قضيّة التّوقيف "الباطل" بحقّ رئيس الاتحاد الأستاذ فتح الشريف بدون راتب، معبّراً أن التوقيف جاء بناءً على ضغوط سياسية تمارسها جهات معادية للشعب الفلسطيني.
ورحب الاتحاد بالوساطة التي تبنتها الدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية، والتي تمخضت عن تشكيل لجنة تحقيق داخلية في "أونروا" أفضت إلى تجميد الاتحاد لحراكه، موضحاً بأن التحقيق لم يسفر عن إدانة الشريف بأي تهمة تستدعي إيقافه عن العمل، مشيراً إلى أن هذه القضية صارت تمثل اختباراً لاستقلالية وشفافية الوكالة في تعاملها مع موظفيها الفلسطينيين.
ودعا الاتحاد إدارة "أونروا" إلى اتخاذ قرارات عادلة وشفافة تنصف رئيسه، محذراً من أن أي قرارات سلبية مبنية على خلفيات سياسية تهدف إلى قمع العمل النقابي المستقل ستواجه برد فعل قوي من قبل المعلمين الفلسطينيين.
من جانبها، أصدرت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان بياناً طالبت فيه وكالة "أونروا" بالالتزام بتعهداتها التي قطعتها خلال الحوار مع الجهات اللبنانية الرسمية بشأن الحفاظ على حقوق الموظفين الفلسطينيين، خصوصاً فيما يتعلق بملف الانتماء الوطني.
وشددت الهيئة على أن لجنة التحقيقات أنهت عملها وقدمت تقريرها النهائي، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي قرار منصف يغلق هذا الملف.
ودعت الهيئة إلى المشاركة في الوقفات الجماهيرية السلمية غداً الثلاثاء الساعة 10 صباحاً أمام المقر الرئيسي للوكالة في بيروت ومكاتب مدراء المناطق، للتعبير عن رفض القرارات العقابية التي تطال المعلمين الفلسطينيين، والمطالبة بتحسين خدمات الوكالة في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة، كما أعربت الهيئة عن ثقتها بقدرة الجهات الرسمية اللبنانية على لعب دور إيجابي في حل هذه الأزمة.
وكانت "أونروا" قد أقرت إجراءات عقابية بحق رئيس اتحاد العاملين في الوكالة ومدير ثانوية دير ياسين فتح الشريف، أواخر شباط/ فبراير الفائت، وأحالته للتحقيق، على خلفية تنظيم حملة تبرعات لإغاثة أهالي قطاع غزة، وهو ما اعتبرته الوكالة "خرقاً للحيادية"، وأثار سلوكها موجة غضب في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وشهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على مدى أسابيع، تحركات احتجاجية غاضبة، على خلفية الإجراءات العقابية بحق المعلمين على خلفية تعبيرهم عن انتمائهم الوطني، وتصاعد الصراع بين القوى النقابية ووكالة "أونروا" بإعلان الاتحاد مقاطعته للوكالة في نيسان/ إبريل الفائت.