قللت أكبر مسؤولة في الأمم المتحدة تشرف على المساعدات وإعادة الإعمار في قطاع غزة "سيجريد كاغ" من أهمية الاتهامات "الإسرائيلية" لحركة حماس بعرقلة مسار توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وهي الاتهامات التي يستخدمها كيان الاحتلال "الإسرائيلي" لتبرير حرب التجويع ضد أهالي القطاع.
وحول تلك الاتهامات، أكدت "كاغ" في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) اليوم الاثنين 16 أيلول/ سبتمبر: "نسمع ذلك كثيرًا، لكن من الصعب جداً تأكيده" وأكدت أن تحقيقات الأمم المتحدة أثبتت نزاهة العمليات الإنسانية التي تتم في غزة.
ونوّهت "كاغ" بجهود الفرق العاملة في الميدان "التي تبذل جهوداً كبيرة لضمان توصيل المساعدات الإنسانية بشكل مباشر إلى مستحقيها، رغم الظروف الخطيرة التي تحيط بالعمليات"، لكنها أكدت أنّ المجتمع الدولي يفشل بشكل جماعي في تقديم المساعدة الضرورية للمدنيين الأبرياء في غزة، وأن الوضع هناك يمثل كارثة كبيرة، وذلك رغم الادعاءات "الإسرائيلية" حول أنّ المساعدات تصل بشكل كاف.
كما تطرقت "كاغ" إلى الاتهامات التي وجهها كيان الاحتلال إلى وكالة "أونروا"، مشيرة إلى أن الوكالة تجري تحقيقات مستمرة بشأن مزاعم تورط موظفيها في الهجمات التي شنتها حماس في تشرين/أكتوبر الماضي.
وأكدت على أهمية الوكالة في تقديم المساعدات الحيوية لسكان قطاع غزة، مشيرة إلى أن وكالة "أونروا" تمثل العمود الفقري لعمليات تقديم المساعدات.
كما أوضحت "كاغ" أن الأنظمة اللازمة لتقديم المساعدات، سواء عبر الطرق البرية أو البحرية، متوفرة حالياً، إلا أن العملية تظل معقدة بسبب التصعيد المستمر في المنطقة.
وقالت: إن غزة هي "المكان الأكثر خطورة في العالم للعمل"، مشيرة إلى أن العاملين في المجال الإنساني يخاطرون بحياتهم يوميًا لضمان وصول الإمدادات الضرورية.
وأكدت المسؤولة الأممية أن الجهود الإنسانية الحالية لا تفي بالاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة، وأن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يظل ضرورياً لتحسين الوضع.
وأعربت عن أسفها لأن الكثير من هذه الجهود ستظل محدودة حتى يتم التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وإطلاق سراح "الرهائن الإسرائيليين" المحتجزين في غزة.
وفي إطار مواصلة الجيش "الإسرائيلي" عرقلة إيصال المساعدات، تعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الفائت، إلى منع من قبل القوات "الإسرائيلية" أثناء توجهها إلى شمالي قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، استهدفت غارة جوية "إسرائيلية" مدرسة تابعة للأمم المتحدة كانت تعمل كملجأ، ما أسفر عن استشهاد 18 فلسطينياً، بينهم موظفون تابعون للمنظمة.
وأشار التقرير الذي نشرته (BBC) إلى أنّه على الرغم من الاتهامات "الإسرائيلية" بأن المدرسة كانت تستخدم كمركز قيادة لحماس، إلّا أنّ الأمم المتحدة نفت هذه المزاعم مؤكدةً على نزاهة عملياتها الإنسانية.
يذكر أن ما يقرب من 300 عامل إغاثة، معظمهم من موظفي الأمم المتحدة، قد استشهدوا منذ بدء الحرب في غزة، التي اقتربت من إتمام عامها الأول، ما يشير إلى استهداف متعمد للأطقم الإنسانية في إطار حرب التجويع التي يشنها الاحتلال على الأهالي.
وفي هذا السياق، شددت "كاغ" على ضرورة استمرار الجهود الدولية لتحسين الوضع الإنساني في القطاع، معبرة عن أسفها لأن التحديات المستمرة تعيق تحقيق تحسن ملموس على أرض الواقع.
وعبرت "كاغ" عن التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها لدعم سكان غزة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، وأكدت أنه لا يوجد تعويض عن الأرواح التي فقدت أو الصدمات التي تعرض لها المدنيون، لكنها شددت على أهمية العمل بجدية أكبر لتخفيف المعاناة وتحقيق تقدم ملموس على الأرض.