يشهد مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في مدينة طرابلس شمالي لبنان، نشاطاً أهلياً حثيثاً لاستقبال النازحين، في ظل تصاعد العدوان "الإسرائيلي" على مناطق جنوبي لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وسط دعوات إلى توسيع المبادرات الشعبية لإغاثة النازحين المتدفقين إلى الشمال اللبناني.
تأتي هذه المبادرات، في ظل انتقادات لأداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لعدم اعتمادها مركز إيواء في المخيم، واقتصار تجهيز مراكز الايواء في الشمال على مركز واحد في مخيم نهر البارد، فيما تشير معطيات إلى أنّ واقع النزوح يتطلب فتح مدارس "أونروا" في مخيم البداوي لإيواء النازحين.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على المناطق اللبنانية منذ صباح الاثنين 23 أيلول/ سبتمبر، وسط استمرار موجات النزوح من مناطق الجنوب والبقاع.
أهالي المخيم متحمسون لاستقبال أهالي الجنوب
واستقبل مخيم البداوي عدداً من العائلات النازحة، سواء من المخيمات الفلسطينية في الجنوب أو من أهالي قرى وبلدات جنوب لبنان، الذين وجدوا في البداوي ملاذاً آمناً بعد فرارهم من مناطق النزاع، حسبما أشار رامي خليل أحد أبناء المخيم الناشطين في المبادرات الأهلية في استقبال النازحين.
وقال خليل لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ "أهالي المخيم متحمسون لمساندة أهالي جنوب لبنان وتعزيز صمودهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي"، معبّراً أن التضامن الشعبي من المخيم "يُعد مساهمة حيوية في مقاومة العدوان ومحاولة كسره، ويعزز من روح الصمود في وجه الاحتلال الصهيوني".
ورغم الجهود المبذولة، أعرب خليل عن استياء الأهالي من غياب خطة رسمية لاحتواء النازحين الذين يتدفقون إلى مناطق الشمال، مما يجعلهم عرضة للاستغلال من تجار الأزمات الذين يستغلون ارتفاع الطلب على المنازل لرفع الأسعار بشكل غير مبرر.
وتثير مسالة استغلال النازحين من بعض تجار الأزمات وأصحاب العقارات، استياء أهالي المخيم، الذين وجدوا أنّ فتح وكالة "أونروا" المدارس لاستقبال النازحين، حلاً مناسب لحمايتهم من الاستغلال.
إمكانيات ضعيفة
"أبو ناصر" من أبناء المخيم، أشار لموقعنا إلى أنّ الكثير من العائلات التي جاءت، جرى استقبالها في شقق فارغة في المخيم، الّا أنّ الإمكانيات ضعيفة، والبعض لا يجدون مكاناً فيضطرون للبحث في أماكن أخرى.
وأضاف "أبو ناصر" إلى أنّ فتح وكالة "أونروا" للمدارس، وتنظيم توزيع مستلزمات الإغاثة، سيحل الكثير من الازمات، ولفت إلى أنّ معظم النازحين الذين يقصدون المخيم، هم لبنانيون وسوريون من الجنوب والبقاع.
في سياق متصل، أطلق "النادي الثقافي الفلسطيني العربي" في مخيم البداوي نداءً عاجلاً إلى أهالي المخيم والمناطق المجاورة، لحثهم على تقديم المساعدة للنازحين المتضررين جراء توسع العدوان "الإسرائيلي". وطالب النادي من كل من يستطيع استقبال نازحين في منزله أو تأجير بيوت أو تقديم أي شكل من أشكال الدعم بالتواصل مع الجهات المسؤولة لتنسيق الجهود.
ما يشهده مخيم البداوي في هذا السياق، ينسحب على معظم المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث تشهد المخيمات حالة استنفار على المستوي الأهلي والرسمي، مع استمرار العدوان "الإسرائيلي" على البلاد وتصاعده.
واضاء بوابة اللاجئين الفلسطينيين يوم أمس، على جهود المجتمع الأهلي اللجان الشعبية لاستقبال النازحين اللبنانيين والسوريين داخل المخيمات، ولا سيما مخيمي برج البراجنة وبرج الشمالي، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وأعلنت عن إجراءات تنظيمية لاستقبالهم في المخيمات.
موضوع ذو صلة: المخيمات الفلسطينية في لبنان بحالة طوارئ واستعدادات لاستقبال النازحين جراء العدوان