مبادرات فردية ومطالبات لـ"أونروا" بفتح مراكز إيواء في البداوي

تحت شعار "لن نترك من نصر غزة"..مخيما البداوي ونهر البارد شمالي لبنان يستقبلان النازحين

السبت 28 سبتمبر 2024

خمسة أيام مضت منذ بدء نزوح الأهالي من جنوبي لبنان وشرقه إضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية، هرباً من القصف "الإسرائيلي" العنيف، حيث وصل الآلاف منهم إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، وهناك فتح الفلسطينيون بيوتهم واستقبلوهم "فنحن أخوة وليس لنا إلا بعضنا" بحسب ما يقول أحد أبناء مخيم البداوي الذي استقبل عدداً كبيراً من النازحين، ارتفع ليلة السبت مع تصاعد القصف على ضاحية بيروت الجنوبية.

مبادرات فردية

قبل هذا الاستهداف "الإسرائيلي" العنيف ليلة السبت على الضاحية الجنوبية، كان قد أطلق في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين مبادرة لإغاثة النازحين اعتمدت على جمع تبرعات عينية من أغطية وفرشات ومخدات وملابس إضافة إلى تبرعات مالية.

وجابت سيارات في شوارع المخيم مطالبة الأهالي بمد يد العون للنازحين من المناطق المستهدف تحت شعار "لن نترك من بذلوا الدماء وقدموا البيوت والأبناء نصرة لفلسطين وغزة".

وبالرغم من الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان منذ سنوات إلا أن المبادرة التي تأتي كخطوة أولى ضرورية لمساعدة الأسر المتضررة في هذه الظروف الحرجة وقدلاقت إقبالاً كبيراً، وتبرع اللاجئون الفلسطينيون بما يستطيعون.

وتأتي هذه المبادرة في ظل انتقادات لأداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لعدم اعتمادها مركز إيواء في المخيم، واقتصار تجهيز مراكز الايواء في الشمال على مركز واحد في مخيم نهر البارد، زادتها اليوم السبت مع حركة الكثيفة الليلة من بيروت وافتتحت مراكز إضافية في الشمال، فيما تشير معطيات إلى أنّ واقع النزوح يتطلب فتح مدارس "أونروا" في مخيم البداوي لإيواء النازحين.

وكان فلسطينيون قد اضطروا إلى كسر أقفال مدرسة الناصرة في المخيم في وقت مبكر من فجر اليوم لاستقبال الأعداد الهائلة من النازحين القادمين من جنوب بيروت بينهم نازحون من مخيمي برج البراجنة وشاتيلا المحاذيين للضاحية الجنوبية، حيث أفادت مراسلتنا أن المخيم عجّ بالنازحين.

"رد الجميل"

"نحن معكم في مخيمات الشمال" هذا ما قاله محمد ميعاري أحد المتطوعين في المبادرة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين بعد توجيه التحية لأهالي الجنوب اللبناني.

وأضاف ميعاري: إن هذه الحملة هي لإغاثة النازحين من الجنوب من خلال جمع تبرعات عينية من أهالي المخيم لسد ثغرة في هذا الوضع الصعب، مطالباً وكالة "أونروا" بتحمل مسؤولياتها والعمل على إغاثة أالنازحين، وعدم ترك ذلك للشباب "الذين يقدمون ما يستطيعون من خلال مبادرات فردية لأن هناك عائلات نازحة استأجرت منازل لا يوجد بها أي نوع من الأثاث، وهم بحاجة إلى العديد من الأمور الضرورية للحياة" لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني من واجبه الوقوف إلى جانب النازحين والشعور بهم، لأن الفلسطينيين عايشوا هذه اللحظات العصيبة.

وفي سياق متصل، أحد الشبان المتطوعين للإغاثة في مخيم البداوي عبد قدورة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنه يؤمن المنازل للنازحين "منازل للإيجار أو المكوث مع عائلات بالمخيم في منازلهم، وتأمين منازل مقدمة من أهالي في المخيم"، إضافة إلى تأمين فرشات وأغطية ومستلزمات تحتاجها العائلات النازحة.

ولفت قدورة إلى أن "معركة الإسناد التي دخلتها المقاومة في لبنان نصرة لأهلنا في قطاع غزة توجب علينا الوقوف إلى جانب أهلنا النازحين واحتضانهم، لأن سبب نزوحهم هو ضريبة دعمهم وإسنادهم لأهل فلسطين ورفضهم جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني، وما نقوم به نحن الآن هو رد الجميل لهم" بحسب وصفه. 

إلى ذلك، لفتت الناشطة سناء شعبان المتطوعة لإغاثة النازحين إلى الإقبال الكثيف من أهالي المخيم لمساعدة النازحين.

وقالت شعبان: إن معظم من يقدمون التبرعات أو البيوت لإقامة النازحين يطلبون عدم ذكر أسمائهم ويؤكدون أن ما يقدمونه "هو جزء من واجب التضامن والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني خاصة هؤلاء النازحين الذين هجروا من بيوتهم بسبب دعمهم لقطاع غزة والفلسطينيين" بحسب تعبيرها. 

وشددت شعبان على أن مبادرتهم فردية وأنهم لم ينسقوا مع أي فصيل فلسطيني أو أي مؤسسة أخرى.

شاهد/ي الفيديو

مبادرات طبية

فذ هذا الوقت، تواصل وحدات الإسعاف والطوارئ التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني جهودها لتقديم الرعاية الطبية والإسعافية للنازحين، وتوفير الخدمات التمريضية والإسعافية اللازمة في مراكز الإيواء والمناطق المحيطة في المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وفي هذا السياق، أعلنت وحدة الإسعاف والطوارئ في مخيم البداوي عن استعدادها الكامل لتقديم العناية التمريضية والإسعافية للنازحين في كل مناطق مخيم البداوي وضواحيه.

وتشمل الخدمات المقدمة الانتقال إلى مكان النازحين عند الطلب أو الاستدعاء، وتقديم الرعاية مثل تغيير الجروح، إجراء الفحوصات العامة، ونقل المرضى إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم"، وخصصت الوحدة الأرقام التالية للتواصل:

(76519456، 76430196، 70506284، 76410787 )

ودعت لجان خدمة النازحين في مخيم البداوي النازحين لتسجيل بياناتهم وذلك لتسهيل تنظيم الأمور الإدارية ومعرفة أماكن سكن العائلات.

وأطلق "النادي الثقافي الفلسطيني العربي" في مخيم البداوي منذ اليوم الأول لبدء النزوح نداء عاجلا إلى أهالي المخيم والمناطق المجاورة، لحثهم على تقديم المساعدة للنازحين المتضررين، مطالباً كل من يستطيع استقبال نازحين في منزله أو تأجير بيوت أو تقديم أي شكل من أشكال الدعم بالتواصل مع الجهات المسؤولة لتنسيق الجهود.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" افتتاحها مراكز جديدة لإيواء النازحين في لبنان، وذلك في إطار خطة الاستجابة الطارئة التي أطلقتها "أونروا" في 24 أيلول/سبتمبر الجاري، وفي ظل تصعيد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على لبنان وتوسعته ليشمل مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت، ونزوح الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين.

وفقًا للقائمة المحّدثة، تم افتتاح مراكز إيواء جديدة في مختلف مناطق لبنان، بما في ذلك مدارس ومراكز تدريب في صيدا، بيروت، البقاع، ومخيم نهر البارد في الشمال.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد