فور إعلان حزب الله اللبناني اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في غارة "إسرائيلية" على الضاحية الجنوبية لبيروت، خرجت مظاهرة غاضبة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، شارك فيها مئات الفلسطينيين من مختلف الأعمار، رجالاً ونساء، هاتفين "دمك يا أبو هادي الأمين.. دين برقبة فلسطين".
يعبر هؤلاء اللاجئون الفلسطينيون عن حزنهم على فقدان حليف للفلسطينيين خاض من خلال حزبه المواجهة مع الاحتلال "الإسرائيلي" منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، حيث تصاعدت هذه المواجهة تدريجياً لتصل إلى اغتيال عدد من قادة الحزب، واستشهاد عدد كبير من المواطنيين اللبنانيين، خلال الشهور الأولى من الحرب على غزة، ومن ثم استشهاد العشرات وإصابة الآلاف في حادثة تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي، ليصل العدد إلى أكثر من 1640 شهيداً و8408 جرحى منذ بدء الهجمات "الإسرائيلية" على لبنان يوم الاثنين في 23 أيلول/ سبتمبر .
وفي المسيرة التي انطلقت من محطة سرحان مساء أمس السبت 28 أيلول/ سبتمبر وجابت أزقة وشوارع مخيم البداوي، ردد المشاركون هتاف " بتلبقلك الشهادة يا ناصر أرض بلادي".
وقال فؤاد البنا أحد الناشطين في المخيم لموقعنا: "يفجعنا ما حصل لسماحة السيد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ولكن هذا هو الدرب الذي اختاره، درب الشهادة"، فيما قالت مشاركة في المظاهرة: "إن حزب الله هو الوحيد الذي وقف مع الفلسطينيين وخاض معركة عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي من أجل قطاع غزة".
وعلق اللاجئ الفلسطيني نصر رميح بالقول: "نحن اليوم خسرنا خسارة كبيرة، وهي خسارة السيد حسن نصر الله"، مستغرباً من الصمت العربي تجاه القضيتين الفلسطينية واللبنانية وما يعيشه الشعبان من "ذل وتشريد"، جراء العدوان "الإسرائيلي"، مضيفاً "لطالما كان الدم الفلسطيني واللبناني واحداً".
وفي نهاية المظاهرة، أقيمت صلاة الغائب على روح نصر الله في ساحة لفظ الجلالة، فيما نعت مساجد المخيم الأمين العام لحزب الله وأعلنت الحداد ثلاثة أيام بعد اغتياله.
وكانت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في منطقة الشمال نعت إلى الشعب الفلسطيني "استشهاد القائد المقاوم الكبير سماحة السيد حسن نصر الله الذي التحق بكوكبة من الشهداء على طريق القدس"، معلنة في بيان لها الحداد العام ثلاثة أيام ترفع خلالها الرايات السوداء والأعلام الفلسطينية في أرجاء مخيمات الشمال.