قلق في أوساط اللاجئين الفلسطينيين على مصيرهم مع طول أمد الحرب على لبنان

الخميس 10 أكتوبر 2024
غارة "إسرائيلية" على مخيم عين الحلوة مطلع تشرين الأول/ أكتوبر
غارة "إسرائيلية" على مخيم عين الحلوة مطلع تشرين الأول/ أكتوبر

مرّت الذكرى السنوية الأولى لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2023 الفائت، فيما دخل العدوان "الإسرائيلي" على لبنان يومه الـ 17 بعد سلسلة من الاعتداءات المحدودة والمحصورة في مناطق الشريط الحدودي منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وسط مخاوف واسعة من قبل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من أن يطول أمد الحرب، في ظل هشاشة معيشية وإيوائية، بدأت أولى مأساتها تتكشف خلال أيام العدوان الموسع الذي بدأ منذ 23 أيلول/ سبتمبر الفائت.

وتزايدت مخاوف اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان من تداعيات استمرار هذا العدوان، حسبما رصد بوابة اللاجئين الفلسطينيين خلال جولة لفريق الموقع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان، والذي مازال صامداً، بعدما صارت مخيمات بيروت وصور ومخيم الجليل في بعلبك شبه فارغة من سكانها، جراء تعرض محيطها القريب جداً للقصف "الإسرائيلي"

عدم تعويل على وكالة "أونروا"

آراء اللاجئين، أجمعت على المخاوف التي يثيرها ما وصف بـ "تقصير" وكالة "أونروا" في إدارة الاستجابة الطارئة، والتي تسببت في أن تفضل نسبة من الأهالي الذين غادروا مخيماتهم، العودة إليها رغم المخاطر، جراء سوء واقع الإيواء في المراكز التي افتتحتها الوكالة، والنقص الذي طال كل شيء أساسي لكرامتهم الإنسانية.

اقرأ/ي التقرير: المخيمات الفلسطينية في لبنان بين نزوح خارجها وآخر عكسي جراء "تقصير أونروا"

أبو فيصل مبارك، لاجئ فلسطيني في مخيم عين الحلوة، أكد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن "خطة الطوارئ التي وضعتها أونروا غير كافية، بل مشبوهة"، ووصل إلى هذه القناعة، لشعوره بأن اللاجئين الفلسطنيين ظهروا كمجردين عن أيّة حماية معيشية واجتماعية وحتى قانونية، بعد أنّ تخلت الوكالة عن مركز "دير القاسي" في صيدا، وأنزلت عنه علم الأمم المتحدة.

وأشار مبارك، إلى حادثة مدرسة دير القاسي، حيث تم إبلاغ النازحين بضرورة إخلائها والانتقال شمالاً، معتبراً ذلك "دليلاً على وجود خطة لتفريغ المخيمات الفلسطينية في الجنوب" حسب قوله.

اقرأ/ي ايضاً: غضب بعد انسحاب "أونروا" من مركز "دير القاسي" لإيواء النازحين الفلسطينيين في صيدا

في السياق نفسه، تحدث اللاجئ الفلسطيني لؤي عوض عن صعوبة الوضع المعيشي في مخيم عين الحلوة، حيث تعاني الأسر من شح البضائع وارتفاع الأسعار.

وقال: "إذا توسع العدوان، فإن من لديهم أطفال وكبار في السن ومرضى سيفكرون في النزوح إلى مكان آمن، ولكن السؤال المطروح: هل هناك مكان آمن في لبنان؟"

تخوفات من التهجير القسري

وطرح أبو باسل شبايطة مخاوفه من إمكانية منع "أونروا" للاجئين من العودة إلى مخيماتهم في حال نشوب حرب جديدة، وطالب الفصائل الفلسطينية بضرورة وضع خطة طوارئ شاملة، تحسباً لأي طارئ قد يحدث في المستقبل.

أما اللاجئ أبو يامن سرية، تساءل عن إمكانية الصمود في أماكن النزوح، قائلاً: "هل سيكون هناك دعم لأهلها، ولو لقمة العيش كحد أدنى؟" وأضاف: "مع وجود مليون نازح في لبنان، سيؤدي إضافة نازحي المخيمات إلى تفاقم الأزمة، والخوف الآن هو من فقدان أطفالنا بسبب الجوع والمرض، وليس من قصف الطائرات."

وعبر سرية عن مخاوف أهالي المخيمات جراء عدم وضع خطط حماية وطوارئ من قبل القيادات الفلسطينية والفصائل في لبنان.

بدوره، عبر محمد طحيبش عن عدم إمكانية النزوح إلى المدارس كمراكز إيواء، مشيراً إلى أن ذلك يعد "عملية ممنهجة للإبادة الجماعية". وأكد أن تجربة غزة خير دليل على ذلك، حيث تعرضت المدارس للقصف وارتقى العديد من الشهداء.

من جهتها، أكدت اللاجئة "أم رياض القيم" لموقعنا أنها لن تترك المخيم إلا في حال اشتدت الأزمة بشكل غير مسبوق، مشددة على أن العودة إلى فلسطين هي الخيار الوحيد المتاح.

مع استمرار القلق من التصعيد، تتصاعد المخاوف بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من فقدان المنازل والعودة إلى حياة اللجوء، مما يستدعي ضرورة التحرك العاجل لتوفير الحماية والدعم للاجئين في هذه الأوقات الحرجة، وهي مسؤولية تتحملها قيادة منظمة التحرير ووكالة "أونروا" حسبما يجمع اللاجئون الفلسطينيون.

شاهد/ ي التقرير

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد