أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بأنه حتى تاريخ 13 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تواصلت 481 عائلة، تضم حوالي 2,400 فرد من اللاجئين الفلسطينيين النازحين من لبنان إلى سوريا، مع مكاتبها في سوريا، مشيرةً إلى مساعيها للتنسيق مع السلطات المحلية في سوريا لتقييم احتياجات اللاجئين الفلسطينيين الذين يقيمون في مراكز الاستضافة وتقديم الاستجابة المناسبة لها، في ظل تزايد عدد العائلات التي تتواصل مع الوكالة بشكل مباشر أو عبر السلطات المحلية.
وأضافت "أونروا" أنها تحاول تقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين القادمين حديثاً من لبنان، من خلال إجراء زيارات منزلية بالتعاون مع الحكومة السورية، وإنها طورت استبياناً شاملاً يتم تنفيذه على مستوى القطر لرصد احتياجات تلك العائلات، حيث أجريت مقابلات مع جميع اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سوريا لتقييم احتياجاتهم وتحديد نواياهم. بحسب ما أعلنت الوكالة.
وأظهرت البيانات أن 98% من هؤلاء بحاجة ماسة إلى مواد غير غذائية مثل الفرشات والبطانيات والملابس، و98% يحتاجون إلى الطعام، و91% إلى مواد النظافة الصحية، و79% إلى الملابس، و36% إلى مستلزمات للأطفال.
وحول تحديات الدخول إلى سوريا، نقلت الوكالة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن سلطات الهجرة السورية تواصل استقبال النازحين بمرونة، لكن إعادة السلطات اللبنانية العمل ببروتوكول ختم الخروج قد تؤدي إلى بطء عملية معالجة أوضاع النازحين على الحدود، أو تثنيهم عن استخدام المعابر الرسمية.
في الوقت ذاته، شهدت نقاط العبور الحدودية السورية اللبنانية تصاعداً في الهجمات، حيث تم تسجيل ثماني هجمات نفذتها القوات "الإسرائيلية"، أثرت بشكل كبير على القدرة على الوصول إلى الأراضي السورية، كان آخرها هجوماً بطائرة مسيرة على محيط بلدة حوش السيد علي في ريف حمص الجنوبي في 12 تشرين الأول، الذي أسفر عن تدمير جسر غير رسمي يستخدم كمعبر حدودي. حسبما أشارت الوكالة.
وقالت "أونروا" إنّ وحدة الحماية لديها تعمل على معالجة القضايا المتعلقة بالحماية، مثل توثيق الحالات ومراقبة التحركات الثانوية للنازحين، في ظل زيادة عدد الوافدين إلى شمال شرق سوريا، حيث وصل ما لا يقل عن 21,000 نازح، كما أشارت المفوضية السامية إلى أن أكثر من 7,200 شخص من النازحين عبروا من سوريا إلى الأردن.
وأضافت الوكالة، أنها تواصل توعية اللاجئين النازحين من لبنان بأهمية المساواة في الحصول على الخدمات، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والدعم النفسي والاجتماعي. وتبذل الوكالة جهودًا مستمرة لتوزيع المواد غير الغذائية ومستلزمات النظافة الصحية.
وأشارت إلى أنّه في تاريخ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، زار نائب مدير شؤون الأونروا في سوريا لشؤون العمليات مخيم سبينة في ريف دمشق، حيث التقى عائلات اللاجئين الفلسطينيين النازحين من لبنان والمقيمين الآن لدى أفراد عائلاتهم وأصدقائهم، فيما تحدثت العائلات عن تجربتها في الفرار من لبنان والظروف القاسية التي أجبرتهم على العيش فيها، وأكدوا حاجتهم الماسة لدعم الأونروا لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
ويعتمد حوالي 90% من النازحين الذين تمت مقابلتهم على أفراد الأسرة الممتدة أو الأصدقاء في توفير السكن والاحتياجات الأساسية، إلا أنّ هذا النظام ليس مستداماً، ومن المرجح أن يلجأ هؤلاء إلى "أونروا" للحصول على الدعم مستقبلاً.
وحول الرعاية الصحية وتحديات التمويل، قالت "أونروا" إنّه رغم الجهود المبذولة، لا يسمح الوضع التمويلي الحالي لها بتوفير دعم طارئ كافٍ في مجالات مثل إعانات الإيجار وغيرها من أشكال الدعم الضرورية، مما يزيد مخاطر اللجوء إلى آليات تكيف ضارة.
وحتى تاريخ 13 تشرين الأول، تلقى 315 لاجئاً فلسطينياً من النازحين من لبنان خدمات الرعاية الصحية في عيادات "أونروا" في سوريا، بما في ذلك الإحالة إلى المستشفيات عند الحاجة.
من جهة أخرى، سجل 152 طفلاً من أطفال اللاجئين النازحين من لبنان للصفوف من الأول إلى التاسع في مدارس الوكالة بسوريا، فيما تستمر “أونروا" في تقديم الكتب المدرسية والقرطاسية لهؤلاء الطلاب، فضلاً عن الدعم النفسي والاجتماعي الذي يوفره المرشدون المدرسيون.
وكان بوابة اللاجئين الفلسطينيين، قد أضاء في تقرير نشره بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، على أوضاع نحو 16 عائلة فلسطينية بين فلسطينيين سوريين وفلسطينيين لبنانيين، نزحوا إلى مخيم درعا، يعانون أوضاعا صعبة، وعرض مراسلنا ما تعرضوا له خلال رحلة نزوحهم، إضافة إلى حالة البؤس التي يتشاركونها مع أهالي المخيم الذين استضافوهم، في ظل غياب وكالة "أونروا" والدعم الحكومي.
اقرأ/ي التقرير: نازحون من لبنان إلى مخيم درعا: طريق محفوف بالانتهاكات ووصول إلى بؤس جديد