استقبل مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سوريا، نحو 16 عائلة فلسطينية ولبنانية نزحت من المناطق التي تتعرض للعدوان "الإسرائيلي" في لبنان في ظروف إنسانية صعبة أثناء رحلة النزوح.
وتعرضت العائلات خلال رحلة النزوح لجملة من الانتهاكات قبل أن يصلوا ليشاركوا أهالي المخيم بؤس العيش والعوز، وسط غياب الدعم سواء من الجهات الفلسطينية أم الأممية والحكومية على حد سواء، حسبما نقل مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
مع اشتداد وتيرة القصف واتساع نطاق الدمار في لبنان، وجدت هذه العائلات نفسها مضطرة إلى الفرار بحثاً عن الأمان، لتجد في مخيم درعا الذي يعاني ظروفاً إنسانية قاهرة، خياراً أفضل من بقائهم ضمن احتمالات الموت، فمعظم النازحين جاؤوا من مناطق الجنوب اللبناني، حيث كانوا يسكنون في المناطق الحدودية نتيجة لانخفاض تكاليف الإيجار، فيما نزحت عائلات أخرى من برج البراجنة، النبطية، وصور، وهي مناطق تعرضت للقصف بشكل مكثف.
مراسل بوابة اللاجئين نقل ما واجهته تلك العائلات في طريق النزوح، حيث قضى النازحون حوالي 12 ساعة في محاولة الخروج من بيروت بسبب الازدحام الشديد، ولم تكن معاناتهم قد انتهت بعد، فعند وصولهم إلى منطقة المصنع الحدودية، وجدوا أنفسهم في مواجهة ازدحام أشد استمر ليومين كاملين، وكان عليهم انتظار ختم أوراقهم وتصريف المبلغ الإلزامي من مئة دولار، مما زاد طول الرحلة وصعوبتها.
إهانات وتمييز عند حواجز النظام
وعند الحدود السورية، تعرض النازحون الفلسطينيون والسوريون لمعاملة سيئة على حواجز النظام السوري، حيث قسموا إلى صفين: صف للفلسطينيين والسوريين، وصف آخر للبنانيين الذين حظوا بمعاملة أفضل.
وفي المقابل، تعرض الفلسطينيون والسوريون للإهانات والشتم وحتى الضرب باستخدام الأنابيب المطاطية (النباريش)، بينما لم يكن هناك طعام أو ماء على الطرقات، مما زاد معاناتهم في ظل الخوف والانهيار الجسدي والنفسي، حيث كان همّهم الوحيد الهروب من أهوال الحرب.
وأشار مراسلنا نقلاً عن عائلات نازحة، أنّ قرار الحكومة السورية الأخير بإلغاء شرط تصريف الـ مئة دولار في تخفيف معاناة العائلات النازحة، حيث سهلت هذه الخطوة من الإجراءات، وخفضت من وقت الانتظار والتكدس على الحدود، ما شكل تحسناً طفيفاً مقارنة بما كانوا يعانونه سابقاً، فكانت معاناة العائلات التي نزحت بعد صدور القرار أقل وطأة.
وبعد وصولهم إلى مخيم درعا، لجأت معظم العائلات إلى أقاربها لعدم توفر مراكز إيواء رسمية، إذ لا تزال الأعداد ضمن القدرة الاستيعابية للأهالي، حسبما نقل مراسلنا، مشيراً إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لم تقدم أيّ دعم لتلك العائلات، في ظل غياب الدعم الحكومي للنازحين سواء من أبناء شعبها أم للفلسطينيين واللبنانيين.
في هذا السياق، وجهت العائلات النازحة مناشدات عاجلة لوكالة "أونروا" والمنظمات الإنسانية الأخرى لتقديم الدعم والمساعدات العاجلة للعائلات النازحة في مخيم درعا، حيث يعاني هؤلاء النازحون من نقص شديد في المواد الغذائية، الأغطية، والفرشات، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، ليس فقط بالنسبة لهم، بل أيضاً للعائلات المضيفة التي تواجه ظروفاً معيشية صعبة في المخيمات.
وذكر مراسلنا، أنّ سكان مخيم درعا تعاني غالبيتهم العظمى من عوز مادي شديد، وتعتمد بمعظمها على معونات وكالة "أونروا" الشحيحة، وزادت معاناتها مؤخراً، مع رفع الحكومة السورية أسعار المازوت المدّعم بنسبة 150%، ما أخرج المحروقات عن القدرة الشرائية للأهالي مع اقتراب فصل الشتاء، فضلاً عن ارتفاع الأسعار ارتباطاً بارتفاع أسعار الوقود.
يأتي ذلك، في وقت تتفاقم فيه أزمة النزوح في لبنان سواء داخل المناطق اللبنانية، أم إلى خارجها، وباتت سوريا وجهة للعديد من النازحين اللبنانيين، وكذلك من فلسطينيي سوريا ولبنان، في ظل تصاعد العدوان "الإسرائيلي" واتساع دائرة المناطق التي تتعرض للقصف، وسط مطالب متواصلة لوكالة "أونروا" بوضع خطط طوارئ تشمل وتغطي اللاجئين الفلسطينيين في أماكن النزوح والأزمات.