في ظل أزمة النزوح التي تسببت بها الحرب "الإسرائيلية" المتواصلة على لبنان، شدد مسؤولون فلسطينيون على أهمية الدور الذي تلعبه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تقديم المساعدات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، مؤكدين أنه لا توجد جهة أخرى يمكن أن تلبي احتياجاتهم كما تفعل الوكالة، ورغم ذلك، وجهوا انتقادات حادة للوكالة بشأن إدارة خطة الطوارئ الخاصة باللاجئين والمخيمات الفلسطينية.

عبد أبو صلاح: الأونروا يجب أن تتولى مسؤولياتها

عبد أبو صلاح، مسؤول اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة صيدا، أشار إلى أن "الأونروا لم تقم حتى الآن بإحصاء النازحين في المخيمات كمخيم المية ومية وعين الحلوة"، لافتاً إلى أن اللجان الشعبية لديها إحصائيات دقيقة حول النازحين في المخيمات، وأن هناك أعداداً كبيرة لم تُقدم لهم المساعدات الأساسية.

وقال في حديث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "نحن كفصائل ولجان نرفض رفضاً قاطعاً أن تأخذ المؤسسات دور "أونرو" وعلى الوكالة أن تتولى الشأن الفلسطيني وتأخذ دورها الطبيعي في مساعدة اللاجئين".

 وأضاف: "الموضوع مربوط سياسياً، طالما يوجد لاجئون، يجب أن تكون هناك أونروا".

كما أوضح أبو صلاح أن هناك الكثير من اللاجئين في مخيمات الجنوب الذين لم يتلقوا أي دعم من "أونروا" رغم الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، قائلاً: "تخلت الوكالة عنهم".

محمود أبو حنفي: لا بديل عن الأونروا في دعم الفلسطينيين

من جهته، أشار محمود أبو حنفي، مدير مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان، إلى نقص الخدمات الأساسية في مراكز الإيواء وغياب الإحصائيات الدقيقة حول عدد النازحين، سواء داخل هذه المراكز أو من نزحوا إلى بيوت أقاربهم. وأكد أن "الشعب الفلسطيني شعب حي، لكنه لا يستطيع أن يوازي خدمات الأونروا".

وأضاف أبو حنفي: "لا أعتقد أن هناك جهة يمكن أن تغطي احتياجات الفلسطينيين كالأونروا". وانتقد تأخير الوكالة في توفير الوقود وإزالة النفايات، مشيراً إلى أن "الوكالة تقدّم إجابات غير مقبولة، مثل الحاجة إلى التنسيق مع إسرائيل لإدخال الوقود إلى منطقة صور. وربط ذلك بالموافقة الإسرائيلية أمر غريب". 

وطالب الوكالة بأن تصدر بياناً عالمياً يؤكد المخاطر التي يتعرض لها موظفوها، مضيفاً: "على الأونروا ألا تكون حيادية حين تستهدف هي نفسها".

فؤاد عثمان: تخوف من نقل النازحين شمالاً

بدوره، حذّر فؤاد عثمان، مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من أزمة حقيقية قد تواجه اللاجئين الفلسطينيين إذا توسعت المعارك.

وأوضح أن "الشريحة الأكبر من النازحين، والذين يمثلون 60%، لم تستفد من الحد الأدنى من مساعدات الأونروا، رغم نزوحهم من مخيمات الجنوب".

وتساءل عثمان: "أين هي خطة الطوارئ التي تعد بها الوكالة، وهي ما زالت تدرس إمكانية تقديم المساعدات من عدمه؟".

كما أبدى عثمان تخوفه من أن تتخذ إدارة الأونروا، برئاسة المديرة العامة دوروثي كلاوس، قراراً بنقل النازحين الفلسطينيين من مخيمات الجنوب إلى مناطق شمال صيدا، بعد نهر الأولي، ما يزيد تفاقم الأزمة.

دعوات لمراجعة خطة الطوارئ

تأتي هذه التصريحات لتضاف إلى سلسلة من التحركات والاحتجاجات التي نفذها اللاجئون الفلسطينيون، لتؤكد مطالب ملحة بضرورة مراجعة "أونروا" لخططها الطارئة، وضمان تقديم الدعم اللازم للاجئين الفلسطينيين الذين يواجهون ظروفاً قاسية، والتأكيد على أن الوكالة تبقى الجهة الوحيدة القادرة على تقديم المساعدة في ظل غياب أي بدائل حقيقية.

شاهد/ي تقرير فصائل فلسطينية ومؤسسات حقوقية ينتقدون أداء وكالة الأونروا خلال الحرب على لبنان

 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد