واصل الفلسطينيون ساعات ليلة السبت الماضية بالنهار حفراً بأظافرهم وأياديهم العارية في محاولات لإخراج جثامين عائلة ممتدة من الأجداد وحتى الأحفاد ارتقت وظلت تحت أنقاض منزلها بفعل غارة "إسرائيلية" على أحد المربعات السكنية داخل مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.
استمرت طويلاً عمليات البحث عن مفقودين من قبل الجيران والأقارب لإخراج أفراد العائلة من تحت ركام ثلاثة طوابق هدمت على رؤوس ساكنيها الأبرياء فمنهم من أحاله القصف "الإسرائيلي" إلى أشلاء ومنهم من اختفى تماماً.
وفي منتصف ليلة السبت، فوجئ أهالي مخيم المغازي بغارة "إسرائيلية" عنيفة انقضت على بناء مكون من ثلاثة طوابق يعود لعائلة شناعة دونما سابق إنذار داخل المخيم المكتظ، حيث سوت به الأرض وحولت ساكنيه إلى شهداء وأشلاء ومفقودين.
شاهد عيان روى تفاصيل القصف "الإسرائيلي" قائلاً:" سمعنا قصف جيراننا أبو حسن شناعة والبيت مليء بالأطفال ونساء، استشهد منهم ستة أطفال وشابتان وأم حسن وهي عجوز فوق 60 عاماً، كما ارتقى أبناؤها وزوجاتهم، ظللنا طوال الليل نبحث بإيدبنا تحت الركام لاستخراجهم، حيث لا معدات لدى الدفاع المدني".
وبعد مرور عام على حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، يؤكد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة أنه يعمل بأقصى طاقته التي لا تتجاوز 20 بالمئة من قدرته الأساسية، بسبب تعمّد الاحتلال استهداف مقارّ ومركبات الدفاع المدني واستهداف الكوادر أثناء القيام بواجبهم، موضحاً أن طواقمه لم تتمكن من الاستجابة لكثير من النداءات بسبب نقص الوقود وعدم توفر كثير من معدات وأجهزة الدفاع المدني، وكذلك تعمّد قوات الاحتلال منع وعرقلة وصول الطواقم في المناطق التي يتوغل فيها من خلال إغلاق شوارعها ومنافذها.
يضيف شاهد العيان الذي كان يعمل مع الجيران على محاولة انتشال الضحايا: "البيوت في المخيم قريبة من بعضها ما ضاعف عدد الضحايا كما تضرر عدد كبير منها، أخرجنا منذ قليل طفلة عمرها 7 سنوات بعد ساعات من الحفر بإيدينا".
يؤكد شاهد عيان آخر وهو من سكان المبنى المستهدف أن كلّ الموجودين في المبنى كانوا مدنيين وجلهم نساء وأطفال، ويقول: "كنا جالسين في الليل حوالي الساعة الثانية عشر، وكان أبنائي يجلسون بإحدى الغرف، وهذا البناء مكون من 3 طوابق ويوجد به 12 شخصاً، خلعت الأبواب والشبابيك والاحتلال قصف مدنيين لا أحد منهم يحمل بندقية".
وأضاف: "الحارة مكتظة بالسكان والاحتلال لا يكترث بذلك، أخرجنا 9 شهداء حتى الآن وهناك مفقودين، وبالأمس أخرجنا أشلاء السيدة أم حسن ونبحث عن طفل صغير كان برفقتها دائما".
"كلهم مدنيون.. نبحث عن أشلائهم"
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 19, 2024
فلسطيني يتحدث عن قصف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لمجموعة منازل في #مخيم_المغازي وسط قطاع غزة pic.twitter.com/Swu6K8RW4I
ويؤكد ابن أخ رب الأسرة التي استهدف منزلها الاحتلال أنهم قد تفاجؤوا بقصف طائرات استطلاع لمنزل عمه وهو مع أولاده وزوجاتهم بمنطقة مكتظة بالسكان حيث انتشلوا ما لا يقل عن 13 شهيداً إلى الآن فيما يحاولون استخراج البقية.
يقع مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وقد شهد منذ بداية حرب الإبادة "الإسرائيلية" عشرات المجازر المروّعة وتعرض وما يزال لقصف جوي ومدفعي متكرر، وقد واجه سكانه أوامر إخلاء ونزحوا لمرات متكررة كما باقي مدن ومخيمات القطاع.
وتستمر حرب الإبادة على غزة منذ 399 يوماً وقد خلفت فقط بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الأحد 20 تشرين الأول/ أكتوبر 42 ألفاً و603 شهداء و99 ألفاً و795 جريحاً وعشرات آلاف المفقودين جلهم من الأطفال والنساء.