شهدت مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت ومحيطها، ليل أمس الاثنين وفجر اليوم الثلاثاء 22 تشرين الأول/ اكتوبر، عمليات قصف "إسرائيلية" مكثّفة، تسببت بحالة من الرعب والفوضى في العاصمة اللبنانية، وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين القريبة من مناطق القصف، وهما مخيمي برج البراجنة وشاتيلا.

وأدت الغارات التي طالت مناطق واسعة ومكتظّة في الضاحية الجنوبية ومحيطها، ولا سيما منطقة الجناج والأوزاعي، ومحيط مستشفى رفيق الحريري الحكومي، إلى نزوح كبير للسكان الذين فروا إلى مناطق أكثر أماناً، مثل كورنيش بيروت البحري والرملة البيضاء، هرباً من القصف العنيف وغياب الملاذات الآمنة.

نزوح وتشرد: معاناة مضاعفة في مخيم برج البراجنة

في مخيم برج البراجنة، الذي يقع في قلب الضاحية الجنوبية، تحدث مسؤول اللجنة الشعبية عيسى الغضبان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، عن الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان المخيم، مؤكداً أن القصف "الإسرائيلي" العنيف أجبر 80% من سكان المخيم على النزوح منذ بدايته، بينما بقي 20% منهم صامدين رغم الظروف الصعبة.

وأوضح الغضبان أن اللاجئين الفلسطينيين الذين بقوا في المخيم يعيشون حالة من انعدام الأمان الشامل، إذ يضطر الأهالي لمغادرة المخيم ليلاً إلى المناطق المفتوحة عند اشتداد القصف، دون أن تتوفر لديهم مستلزمات الحماية من البرد أو أي دعم من الجهات المعنية، بما في ذلك وكالة "أونروا".

وأشار الغضبان إلى استمرار تقصير "أونروا" في توفير الدعم اللازم للأهالي الصامدين في المخيم، موضحاً أن الوكالة لم تقدم أي مساعدات إغاثية أو صحية، ولا تزال العيادات مغلقة، كما أن خدمات وكالة "أونروا" البيئية متوقفة.

وأكد أن تراكم النفايات في أزقة المخيم صار يشكل خطراً على صحة السكان، نتيجة انتشار الحشرات والجرذان، في ظل عمليات رش المبيدات التي وصفها بأنها غير كافية.

وطالب الغضبان بضرورة تحرك "أونروا" وتفعيل خطة طوارئ لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات خلال هذه الفترة الصعبة، مشيداً في الوقت ذاته بجهود المؤسسات المحلية التي تعمل على تقديم وجبات طعام للأهالي رغم إمكانياتها المحدودة.

مخيم شاتيلا: رعب ونزوح وسط غياب الملاذات الآمنة

وفي مخيم شاتيلا، الذي يقع بالقرب من الضاحية الجنوبية، بدا المشهد مشابهاً لما يجري في برج البراجنة، حيث يعيش الأهالي حالة من الرعب المستمر، مع تزايد حالات النزوح خوفاً من الاستهدافات القريبة والانهيارات المحتملة للمباني الهشة بسبب القصف العنيف.

مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في شاتيلا وصف الأوضاع بأنها مأساوية، مشيراً إلى أن سكان المخيم يعانون من انعدام الملاذات الآمنة، مما يدفع العديد منهم إلى مغادرة المخيم ليلاً، خاصة العائلات التي لديها أطفال أو حالات مرضية، واللجوء إلى الشوارع والمناطق الأكثر أمناً في وسط بيروت أو على الواجهة البحرية.

أحد اللاجئين في المخيم، "أبو زكي"، تحدث لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن معاناة عائلته خلال القصف، موضحاً أنه اضطر مع زوجته وأبنائه الأربعة للهرب إلى منطقة الكورنيش البحري، حيث قضوا الليل حتى ساعات الصباح الأولى في العراء خوفاً من القصف.

وعبّر "أبو زكي" عن غضبه الشديد تجاه تقصير "أونروا" في توفير ملاذات آمنة بعيدة عن مناطق القصف ومجهزة بالاحتياجات الضرورية، مشيراً إلى أن هذه الظروف تجعله يفضل البقاء في المخيم والخروج عند اشتداد القصف، بدلاً من اللجوء إلى مراكز النزوح التي تفتقر إلى مقومات الإقامة الكريمة.

يأتي ذلك، في وقت يصعّد الاحتلال " الإسرائيلي" من عدوانه الوحي على لبنان، ومواصلة استهدافه الأحياء السكنية، وسط مخاوف مما ستؤول اليه الأوضاع في المستقبل القريب، فيما تتعالى فيه الأصوات المطالبة بتحرك عاجل من "أونروا" والمؤسسات الإنسانية لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة للأهالي، وتوفير ملاجئ وملاذات آمنة للاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً في المخيمات الواقعة في قلب ومحاذاة المناطق التي تتعرض للعدوان.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد