حذرت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة " تالينغ موفوكينج" من خطورة الأوضاع الصحية في قطاع غزة، مُنذرة بحدوث كوارث إنسانية لا يمكن السيطرة عليها، وتفشي الأمراض نتيجة ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" التي تحرم القطاع الصحي من المياه النقية وتواصل قتل الأطباء والعالمين في المجال الصحي.
ويواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تصعيد هجماته واعتداءاته على المستشفيات في قطاع غزة، خاصة شمالي القطاع الذي يواجه عمليات إبادة غير مسبوقة منذ 22 يوماً.
وأفادت الأنباء اليوم أن أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل استهداف المستشفيات والكوادر الطبية، وبأن قوات الاحتلال "أجبرت النازحين الذكور في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة على خلع ملابسهم قبل اعتقال بعضهم"، كما قامت بتجميع الكوادر الطبية واحتجازهم في غرفة واحدة، مع استدعاء عدد من هذه الكوادر وعلى رأسهم مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية إلى حيث توجد قوات الاحتلال في ساحة المستشفى".
وقال رئيس التمريض في المستشفى: إن "الكوادر الطبية ما زالت موجودة في المستشفى مع الجرحى والمصابين والمرضى، بعد إخراج المرافقين وبعض النازحين من النساء والأطفال".
وقالت المتحدثة الأممية المعنية بالحق في الصحة "تالينغ موفوكينج" في حديث صحفي اليوم السبت 26 تشرين الأول/ أكتوبر،: "إن اسرائيل تواصل قتل الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، ولا تستجيب للنداءات الدولية التي تدعو لوقف هذه الجرائم".
وشددت على أن استمرار منع إدخال المساعدات الطبية والإنسانية ينذر بحدوث كوارث إنسانية، لا يمكن السيطرة عليها، إن لم يتم وقف الجرائم "الإسرائيلية" ضدهم.
وأضافت موفوكينج: " اسرائيل تقوم بانتهاك واضح للقانون الانساني الدولي وقانون حقوق الانسان، وهي مستمرة في تجاهل كافة المعايير الدولية وقوانين العدالة، وقرارات محكمة العدل الدولية، وترتكب الإبادة الجماعية عن قصد في فلسطين".
المقررة الأممية أكدت أيضاً على ضرورة استمرار العمل الانساني بأمان ووقف التدمير الذي يتعرض له القطاع الصحي، مؤكدة على استمرار تقديم الخدمات للفلسطينيين من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" رغم صعوبة تنفيذ ذلك نتيجة تدمير البنية التحتية وعرقلة إدخال المساعدات من قبل "إسرائيل".
ولفتت إلى عدم التمكن من إدخال المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، أو إخراج الجرحى الذين هم بحاجة للعلاج بالخارج، ما يكرس عملية الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين مشيرة إلى تدهور الصحة النفسية بين الفلسطينيين.
وحذرت "موفوكينج" من خطورة انتشار الأمراض بين الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة مرض "شلل الأطفال"، والأمراض الجلدية، والأمراض المتعلقة بالعيون، ومرض الجرب المعدي المنتشر في القطاع، لافتة إلى أن الاحتلال يتجاهل كل المناشدات الأممية التي توجه لها كي تسمح بإدخال المساعدات الطبية إلى قطاع غزة.
وقالت: "رفض إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية والطبية يعتبر بينة دامغة أمام المحكمة"، مشددة على ضرورة إعادة النظر في عضوية "اسرائيل" في الأمم المتحدة، وعدم تأخير هذه الخطوة، إضافة إلى اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وحول استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " أونروا" من قبل حكومة الاحتلال قالت: "ما يحدث للزملاء في الوكالة هو أمر غير مسبوق، وإذا نجحت اسرائيل في وقف عمل الوكالة لإنهاء قضية اللاجئين هذا يعني فشل نظام الأمم المتحدة".
وأضافت: "نحن بحاجة إلى العمل، وعدم الاكتفاء بالمطالبة بتشكيل اللجان والتحقيقات، من أجل تثبيت الوكالة في أداء مهامها، وتقديم خدماتها".
وفي السياق ذاته، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة "يونيسف": إن معدل إجلاء الأطفال من قطاع غزة لأسباب طبية تراجع من 296 إلى 22 طفلاً شهرياً، وذلك عقب سيطرة "إسرائيل" على معبر رفح الحدودي في 7 أيار/ مايو الماضي.
وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية "جيمس إلدر"، خلال مؤتمر صحفي، عقد بمكتب الأمم المتحدة في "جنيف"، يوم أمس: "إن معدل إجلاء الأطفال من غزة في الوقت الحالي، يبلغ أقل من طفل واحد يومياً".
وأضاف: "إذا استمرت هذه الوتيرة البطيئة القاتلة، فإن إجلاء 2500 طفل بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة سيستغرق أكثر من 7 سنوات".
وأكد المسؤول الأممي أن الأطفال في غزة لا يموتون بسبب القنابل والرصاص فقط، بل بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة.