شارك اليوم الاثنين 29 تشرين الأول/أكتوبر، عدد كبير من أهالي كفر قاسم وجماهير من المجتمع العربي، إلى جانب رئيس وأعضاء بلدية كفر قاسم، واللجنة الشعبية، وقيادات من الأحزاب والحركات السياسية، وعدد من الناشطين السياسيين والمجتمعيين، في المسيرة السنوية لإحياء الذكرى الـ68 لشهداء مجزرة كفر قاسم.
انطلقت المسيرة من ميدان مسجد أبو بكر الصديق، وجابت شوارع مدينة كفر قاسم، لتنتهي في موقع النصب التذكاري لشهداء المجزرة.
وألقى المتحدثون كلماتٍ أكدت الالتزام بإحياء ذكرى المجزرة مشيرين إلى أن إحياء الذكرى هو جزء من النضال ضد محاولات محو الذاكرة الفلسطينية. وطالب المتحدثون المجتمع الدولي بتحقيق العدالة لشهداء كفر قاسم وإدانة الجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين.
وارتدى المشاركون خلال المسيرة القمصان السوداء التي كُتب عليها "الذكرى الـ68 لمجزرة كفر قاسم، ثمانية وستون عامًا والجرح لا يزال نازفًا"، في إشارة إلى الجرح العميق الذي تتركه هذه المجزرة في الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني.
ووقعت مجزرة كفر قاسم يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر 1956، عندما فرض جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حظر تجوال مفاجئ على القرى العربية في منطقة المثلث عشية العدوان الثلاثي على مصر. وبحسب الأوامر العسكرية، تم منع الفلسطينيين من دخول قراهم أو الخروج منها بعد الساعة الخامسة مساءً، دون أن يتم إبلاغ السكان المحليين.
وبينما كانوا عائدين من عملهم في الحقول والمصانع، تعرض أهالي كفر قاسم لنيران جنود الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد 49 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في واحدة من أفظع المجازر التي استهدفت مدنيين عزّل.
وقد أثارت المجزرة غضبًا واسعًا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها، ورغم مرور 68 عامًا، ما زالت الذكرى تؤرق الذاكرة الجماعية لشعب كفر قاسم، إذ يعتبرونها جريمة مستمرة تتجدد مع كل انتهاك يرتكبه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.