تفاقم المعاناة بسبب الحرب على لبنان

فلسطينيو سوريا في لبنان: تهجير متكرر مع تأخر صرف معونات "أونروا" المالية

الثلاثاء 29 أكتوبر 2024

يعيش اللاجئون الفلسطينيون المهجرون من سوريا في لبنان أوضاعًا مأساوية متفاقمة، إثر تهجير قسري متكرر، من فلسطين إلى سوريا، ثم من سوريا إلى لبنان بسبب الحرب، وها هم الآن يواجهون نزوحًا جديدًا في ظل العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على لبنان، حيث يعانون أوضاع معيشية صعبة بسبب النزوح وتقصير وكالة "الأونروا"في تقديم المساعدات الملائمة، وتأخر صرفة المعونة المالية الدورية المخصصة لهم.

طالب حسن، مسؤول رابطة فلسطينيي سوريا في لبنان، أوضح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين معاناة فلسطيني سوريا المضاعفة؛ بسبب الحرب، وقال: نحن بسبب الحرب التي حصلت أصبح هناك حالة نزوح ثانية على الأراضي اللبنانية، فوضعنا الآن سيئ جداً، كان سابقاً قبل الحرب سيئاً والآن أصبح أسوأ بسبب النزوح، وللأسف حتى الآن لم تبدأ وكالة"أونروا" بصرف المساعدة الشهرية المخصصة لفلسطيني سوريا في لبنان.

وأضاف: عندما سألنا عن سبب التأخير أجابت الأونروا أنه هناك نقص في توفر الأموال، لافتاً أن على الوكالة إيجاد حلول عاجلة وتوفير الميزانية اللازمة عبر تدابير مؤقتة مثل استخدام موارد من بنود أخرى، لأن احتياجات النازحين تتطلب استجابة فورية".

وحول أوضاع المهجرين والنازحين في مراكز الإيواء، تزداد معاناة اللاجئين مع نقص المساعدات الأساسية، وهو ما يؤكده حسن، حيث أشار إلى أن الوضع الغذائي سيئ للغاية، حيث تُقدم وجبة رئيسية واحدة فقط يوميًا، هي وجبة الغداء، بينما يعتمد الإفطار والعشاء على تبرعات الأهالي وفاعلي الخير، ما يجعل الكثيرين دون طعام إذا لم تتوفر التبرعات.

وطالب حسن "الأونروا" بالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتأمين المساعدات الضرورية وتحسين ظروف الإيواء للنازحين في مراكز الإيواء. وتابع: "نطالب الأونروا كلاجئين فلسطينيين متواجدين على الأراضي اللبنانية، ونزحنا للمرة الثانية أن تجد حلولاً لمشكلتنا، مع العلم بأننا كلجنة رابطة فلسطينيي سوريا تواصلنا مع المفوضية، وأبلغتنا أنها على استعداد أن تتواصل مع الأونروا لحل مشاكلنا".

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، أعرب اللاجئون المهجرون من سوريا عن استيائهم من غياب السفارة الفلسطينية ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية عن تقديم أي مساعدة تذكر. وأكد حسن أن النازحين في المدارس أو المستأجرين بالمنازل لا يتلقون الدعم الكافي من الجهات المعنية.

أبو عمر غانم، أحد اللاجئين المهجرين من سوريا، وصف الأوضاع المعيشية بأنها "الأسوأ على الإطلاق"، موضحًا أن "أوضاع اللاجئين كانت سيئة قبل الحرب بسبب الغلاء، وتفاقمت الآن مع ارتفاع إيجارات المنازل وصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية".

 وأشار غانم إلى أن أبناء اللاجئين يواجهون مشاكل في التعليم والوثائق الثبوتية، حيث تُحرم ابنته من التسجيل بالجامعة لعدم امتلاكها إقامة، كما أن تكلفة إصدار جواز السفر تتجاوز إمكاناتهم المالية.

كما شدد على أن أوضاعهم مأساوية بسبب تأخر معونة "أونروا" المالية، معتبرا تأخير صرف المعونة المالية بحجة نقص التمويل عملية إذلال للاجئين. وأضاف: "أنا كلاجئ لا علاقة لي بهذه الحجج فأنا بحاجة إلى المساعدة على وقتها، وأن تكفي احتياجاتنا"، لافتا إلى ما تسببت به عملية النزوح للعائلات التي وضعها صعب مع طمع بعض الأشخاص واستغلال معاناة النازحين، ورفع إيجار المنازل في بعض المناطق اللبنانية.

إحدى النازحات في مدرسة بجبل طابور في مخيم نهر البارد، منى دخويش، تحدثت لنا عن الأوضاع الصعبة وقالت: "الحياة هنا مأساوية، لا يوجد طعام كافٍ، ويوم الأحد لا يُقدم أي طعام، وهو ما نسميه "عطلة بطن". ووصفت حياة اللاجئين في مراكز الإيواء بأنها "موت بطيء" في ظل غياب المساعدات الكافية.

وتصف أوضاع فلسطيني سوريا المهجرين في لبنان بـ"الصعبة جداً" وتضيف:"ما زاد الطين بلة هي الحرب على لبنان ونزوحنا من منطقة لأخرى، ونحن اليوم في مدرسة جبل طبور في مخيم نهر البارد، والوضع مأساوي جداً ولا يوجد لنا معيل".

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان نحو 23 ألفًا، يعاني 90% منهم من أوضاع معيشية قاسية، وفق تصريح مديرة شؤون الأونروا، "دوروثي كلاوس"، في أغسطس الماضي.

أما من الناحية القانونية، فإن حوالي 70% منهم يواجهون مشكلات تتعلق بتجديد الإقامات، حيث لم تصدر السلطات اللبنانية أي تسويات قانونية جديدة للاجئين الفلسطينيين السوريين منذ يوليو 2017. ويفاقم هذا الوضع معاناتهم في ظل العدوان الحالي، حيث لا يمتلكون خيارات للخروج من البلاد، كما أن كثيرين منهم لا يستطيعون العودة إلى سوريا، إما لأسباب أمنية أو خوفًا من الخدمة العسكرية، فضلاً عن تدمير منازلهم السابقة في مخيماتهم، وخاصة في مخيم اليرموك وغيره.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد