ظروف صعبة للغاية يعيشها عشرون بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة الملاصق لضاحية بيروت الجنوبية، وهم من بقوا داخل المخيم بعد نزوح معظم سكانه جراء القصف "الإسرائيلي"، خاصة بعد أن أغلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مركزها الصحي الوحيد في المخيم وسحبت كل موظفيها وتركت اللاجئين الفلسطينيين لمصير مجهول.
والحال هذه، أطلق أهالي مخيم برج البراجنة نداء عاجلاً لوكالة "أونروا" يطالبها بإعادة خدماتها إلى المخيم والاستجابة للاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من أمراض مزمنة وهم بحاجة إلى أـدوية شهرية وخدمات اجتماعية ومساعدات عينية.
استغراب من انسحاب "أونروا"
يقول الناشط السياسي أحمد سخنيني أحد مطلقي هذا النداء: "نحن في مخيم برج البراجنة صدمنا كفلسطينيين من أداء وكالة الأونروا منذ اشتداد العدوان على لبنان، بما ينسف كل ادعاءاتها السابقة بأنها الأكفأ في الاستجابة لسيناريوهات أي حرب".
يرى سخنيني أن انسحاب وكالة "أونروا" من جميع المخيمات الواقعة في مناطق يستهدفها الاحتلال "الإسرائيلي" منذ بداية العدوان "سابقة خطيرة"، مضيفاً: أنه في أوقات الحروب تشتد الحاجة لمنظمات الإغاثة خاصة الدولية مثل "أونروا"، ولاستنفار كل الطاقات والكوادر وليس "التهرب والتنصل من المسؤولية، خاصة أن (أونروا) قادرة بحكم تفويضها وقدراتها وإمكانياتها أن تتكيف مع كل الظروف التي من الممكن أن تنشأ".
ويضيف: "نعتبر أن ما أقدمت عليه "أونروا" بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة هو استهداف لحق العودة وهو تساوق مع الاستهداف الصهيو-أمريكي للوكالة الذي يسعى إلى تكريس الحصار المالي والسياسي للوكالة بهدف نزع كل الخدمات التي تقدمها للاجئين، وبالتالي تصبح بلا معنى ويصير اللاجء الفلسطيني غير مكترث لوجودها".
فيديو ذو صلة .. انقر هنا
وعبّر سخنيني أن تداعيات إبقاء مراكز وكالة "أونروا" مغلقة في جنوب بيروت وجنوبي لبنان هي سياسية قبل أن تكون خدماتية، مشيراً إلى أن الفلسطينيين الذين صمدوا ولم ينزحوا من المخيمات التي يتعرض محيطها للقصف "الإسرائيلي" فقدوا كل المساعدات والخدمات التي تقدمها الوكالة.
وذكًر بأن وكالة "اونروا" لم تقدم مساعداتها المالية الدورية خلال فترة العدوان على لبنان، لا للاجئين الفلسطينيين في لبنان أو الفلسطينيين السورييين المهجرين إليه.
من بيروت إلى صيدا تحت القصف للحصول على دواء
بدوره، يقول مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة عيسى الغضبان: إن اللاجئين داخل المخيم وضعهم صعب جداً وهم متروكون ليواجهو مصيرهم وحدهم بعد أن تخلت "أونروا" عنهم وسحبت موظفيها من المخيم.
ويجدد الغضبان استغرابه من أن خطة الطوارئ التي وضعتها "أونروا" للتعامل مع سيناريو الحرب لم تُطبق، وترك اللاجئون الفلسطينيون خاصة المرضى منهم لمواجهة مصيرهم والتعرض للخطر من أجل تأمين ادويتهم التي كانت تؤمنها لهم الوكالة قبل بدء العدوان.
ويشير الغضبان إلى أنه خلال الحرب على لبنان وتحت مخاطر القصف "الإسرائيلي" يضطر المرضى من اللاجئين خاصة مرضى السرطان إلى مكابدة مخاطر اجتياز الطريث إلى مدينة صيدا من أجل الحصول على الدواء من (صيدلية مرجان) بطلب من وكالة "أونروا" نفسها، ناهيك عن مرضى غسيل الكلى الذين يضطرون للذهاب رغم الخطر إلى مستشفى الهمشري في صيدا، وكذلك بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة الذين ترسلهم الوكالة إلى (وطى المصيطبة) في بيروت للحصول على الدواء، "بما يشكل خطورة على حيواتهم مع استمرار القصف الإسرائيلي واحتمالية ضربه أي منطقة في لبنان دون سابق إنذار".
ووفقاً لذلك يطالب رئيس اللجنة الشعبية في مخيم برج البرجنة وكالة "أونروا" بتنفيذ خطة طوارئ كاملة تعمل على مساعدة الناس "وتنظر لأوضاعهم وتسمع صوتهم وأوجاعهم" وتعيد فتح مؤسساتها داخل المخيم، مشيراً إلى أن هذه المطالبات وجهت للوكتاة خلال اجتماع اليوم الأربعاء 30 تشرين الأول/ أكتوبر في اجتماع عقد بين "قيادات" فلسطينية واللجان الشعبية في المخيمات مع مديرة الوكالة في لبنان "دوروثي كلاوس".
اعتماد الوكالة على مؤسسات محلية للعب دورها
وفي السياق يوجه الناشط السياسي أحمد سخنيني مع بقية أهالي المخيم ذات المطالبات للوكالة من أجل تشجيع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى المخيم والحفاظ على المخيم والنسيج الاجتماعي فيه، موضحاً ان اللاجئين الفلسطينيين لمسوا من خلال "تعمّد الوكالة تنفيذ خطة طوارئ مجتزأة وغير متكاملة نية لديها بالاعتماد على المؤسسات المحلية ومنظمات المجتمع المدني للعب دور (أونروا) في مؤشر ذوي دلالات سياسية خطيرة، ناهيك عن عدم قدرة أي مؤسسة او المؤسسات مجتمعة لعب دور وكالة تابعة للأمم المتحدة".
موضوع ذو صلة: "أونروا" تعلن عن شراكات محلية لتقديم الخدمات في مراكز إيواء النازحين بصيدا
وفي خضم كل ذلك، عبر سخنيني عن تساؤلات اللاجئين الفلسطينيين حول دور منظمة التحرير الفلسطينية "الغائب" في ظل هذه الظروف باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".