يواصل طيران الاحتلال "الإسرائيلي" شن غارات مكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مركّزاً هجماته على المناطق الوسطى والشمالية التي تعاني حصاراً مشدداً منذ أكثر من شهر، في ظل تصاعد عمليات الإبادة الجماعية واستمرار التهديدات الإنسانية التي تواجه القطاع.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، اليوم، أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكبت 7 مجازر جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، أسفرت عن وصول 55 شهيداً و192 مصاباً إلى المستشفيات، بينما لا تزال فرق الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات في الوصول إلى عدد من الضحايا العالقين تحت الركام وفي الطرقات.
وأوضحت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ 393 على التوالي على قطاع غزة ارتفعت منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 43,314 شهيداً و102,019 إصابة، مع توقعات بارتفاع العدد في ظل الظروف الميدانية الصعبة.
ومع دخول حرب الإبادة يومها 393 ركز الاحتلال غاراته على مخيم النصيرات وسط القطاع، حيث شهد المخيم في الأيام الماضية مجازر أسفرت عن عشرات الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال.
وأسفرت غارات الاحتلال عن استشهاد 5 فلسطينيين في استهداف طال أحد المنازل كما استشهد 3 فلسطينيين نتيجة قصف "إسرائيلي" استهدف تجمعاً للأهالي، ومنذ صباح اليوم، عمد الاحتلال على نسف منازل الفلسطينيين السكنية في مناطق شمال مخيم النصيرات كما .
استشهد 15 فلسطينياً بقصف لمنازل عائلتي "نوفل" و"العصار" في النصيرات وسط قطاع غزة ونتيجة لغارات الاحتلال المكثفة على مخيم النصيرات، ارتقى الصحفي براء دغيش حيث شيعه زملاؤه وأقاربه، وقاموا بالصلاة عليه.
ومن جهته، أدان مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) قتل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الصحفيين براء علي دغيش وبلال محمد رجب خلال أقل من 24 ساعة في قطاع غزة.
واعتبر أن استهداف وقتل جيش الاحتلال للصحفيين في غزة وصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية ويمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
وأكد أن استمرار هذه الجرائم والانتهاكات وعدم محاسبة مرتكبيها يدل على أن حكومة الاحتلال تحظى بدعم خارجي يسمح لها بالتصرف بهذه الطريقة المروعة وغير الإنسانية.
وبيّن أن القتل أصبح السلاح الرئيسي لإسكات صوت الصحفيين في غزة، في ظل استمرار الصمت الدولي على مقتلة الصحفيين الفلسطينيين على يد جيش الاحتلال للعام الثاني على التوالي.
وفي شمال قطاع غزة لا يزال الاحتلال "الإسرائيلي" يفرض حصاراً مشدداً على أهالي تلك المناطق في إطار حملة التطهير العرقي التي يمارسها منذ ما يقارب الشهر وسط ارتكاب مجازر مروعة راح ضحيتها عائلات بأكملها مسحت من السجل المدني.
وآخر هذه المجازر ما ارتكبته طائرات الاحتلال بحق بقصف عمارات سكنية بأكملها لعائلتي شلايل والغندور شمال قطاع غزة يقطنها أكثر من 170 مدنياً راح ضحية المجزرتين 84 شهيداً بينهم أكثر من 50 طفلاً وعشرات المفقودين والمصابين.
وبدوره، أدان المكتب الإعلامي الحكومي ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" لهذه المذابح والإبادة ضد المدنيين والأطفال والنساء، وطالب كل دول العالم بإدانة هذه المذابح المروِّعة ضد النازحين وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء.
وحمل بيان الإعلام الحكومي الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن استمرار حرب التطهير العرقي وحرب الاستئصال وجريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة، وخاصة في محافظة شمال قطاع غزة.
وعلاوة على ذلك، أكد ناجون قلة من عائلة "أبو نصر" من القصف "الإسرائيلي" على مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة قبل أيام أن جيش الاحتلال دمر المبنى السكني من دون سابق إنذار.
وأوضح بيان العائلة أنهم قد دفنوا حوالي 126 شخصا من العائلة "أبو نصر" وهناك نحو 125 آخرين مصيرهم مجهول تحت الأنقاض.
وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 93 فلسطينيا استشهدوا وفقد أكثر من 40، وأصيب العشرات في قصف للاحتلال استهدف مبنى سكنيا في مشروع بيت لاهيا.
وفي السياق ذاته، أكد مدير مستشفى العودة شمال قطاع غزة محمد صالحة، أنهم يعملون بإمكانات محدودة جدا وبطبيب جراحة واحد، محذرا من نفاد الوقود غدا الأحد؛ مما يلقي بظلال سلبية تفاقم الوضع "الصحي المروع" في المحافظة التي تتعرض لحملة إبادة وتطهير عرقي ترتكبها إسرائيل منذ 29 يوما.
وأضاف صالحة، في تصريحات صحفية أن مستشفى العودة هو الوحيد حاليًا في شمال غزة، والذي يضم طبيبا في الجراحة العامة، في وقت ترتفع فيه أعداد الإصابات التي تتطلب تدخلات جراحية عاجلة في المخ والأعصاب والأوعية الدموية والعيون والعظام.
وأوضح في هذا السياق أن أكثر من 70% من الإصابات التي يستقبلها المستشفى تحتاج إلى تدخلات جراحية عاجلة.
كما أعرب صالحة عن قلقه البالغ حيال الوضع المتدهور بشكل غير مسبوق في المستشفى والمرافق الطبية الأخرى في الشمال.
ووصف الوضع في المحافظة بالمروع خاصة في ظل النقص الحاد بالكوادر الطبية والمستلزمات الضرورية والاستهداف "الإسرائيلي" المتعمد للمستشفيات.