في تصعيد جديد ضمن الحرب "الإسرائيلية" على لبنان، استهدفت طائرات الاحتلال بعد منتصف ليل أمس الأربعاء وفجر اليوم الخميس، منزلاً في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوب لبنان، وأسفر القصف عن استشهاد الشاب الفلسطيني عمران حامد، بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى، فيما أنذر جيش الاحتلال صباحاً مخيم برج الشمالي وتجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين، ما أدى إلى حالة نزوح جماعية وسط انعدام بدائل الإيواء.
فرق الإطفاء الفلسطينية نفذت عمليات إنقاذ واسعة داخل المخيم، حيث تمكنت من انتشال جثمان الشهيد عمران حامد من تحت الأنقاض، وأجرت مسحاً شاملاً لضمان عدم وجود ضحايا إضافيين.
هذا الهجوم هو الثاني من نوعه على مخيم البص منذ بدء الحرب "الإسرائيلية" على لبنان، في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، استهدفت غارة منزل النقابي الفلسطيني فتح الشريف، ما أدى إلى استشهاده مع زوجته أمية إبراهيم عبد الحميد وولديه أمين ووفاء.
تهديدات إخلاء ونزوح جماعي
في سياق التصعيد، أصدر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم إنذارات بإخلاء مخيم برج الشمالي وتجمع المعشوق في مدينة صور، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة من المخيمات.
اللاجئون الفلسطينيون، الذين يعيشون حالة من الهلع، يواجهون شحّاً في خيارات النزوح، وسط غياب بدائل آمنة.
وعملت فرق الدفاع المدني على إطلاق نداءات في الشوارع وتسهيل حركة عبور النازحين إلى خارج المخيم. كما شهد تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين حالات نزوح مماثلة بعد شمله بالتهديدات التي نشرها المتحدث باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي"، وذلك من ضمن عدة مناطق في صور.
"أبو محمد خروب"، أحد سكان مخيم برج الشمالي، وصف المشهد لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قائلاً: "ما حدث كان متوقعاً، الجميع كان يهيئ نفسه لهذه اللحظة، لكن المشكلة هي في خيارات النزوح".
وأضاف اللاجئ: أنّ "مدينة صور بأكملها مستهدفة، ولا توجد أماكن آمنة، وحتى وسائل النقل غير متوفرة لنقل الأهالي إلى صيدا، التي باتت هي الأخرى خياراً مكلفاً للغاية".
ويعاني الأهالي من صعوبة الوصول إلى مناطق أكثر أماناً، فيما يتخوف من لديهم أقارب بعضهم إلى أقاربهم في مخيمات أخرى في المدينة كالرشيدية والبص، من التوجه إليهم خوفاً من استهدافها من قبل الاحتلال، حسبما أوضح اللاجئ لموقعنا.
ويتخوف الأهالي من ارتكاب الاحتلال لمجازر واسعة، وإطلاق المزيد من التهديدات، إذ باتت المخيمات الفلسطينية هدفاً للاحتلال، مع انعدام البدائل الآمنة وصعوبة الحركة في ظل التهديدات المتواصلة.