كشف انتهاء الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على لبنان، عقب اتفاق وقف إطلاق نار، عن خسائر بشرية ومادية جسيمة، طالت المخيمات والتجمعات الفلسطينية بمدينة صور جنوبي لبنان، والتي كانت ضمن دائرة استهداف جيش الاحتلال "الإسرائيلي".
ومنذ بدء العدوان "الإسرائيلي" في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي وحتى إعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ارتقى 23 لاجئاَ فلسطينياً من أبناء مخيمات وتجمعات منطقة صور، نتيجة القصف العنيف الذي طالها والمناطق المحيطة، وهم من بين 38 شهيداً فلسطينياً ارتقوا جراء القصف "الإسرائيلي" فقط في عموم لبنان وفق ما وثقت جمعية الخدمات الطبية الفلسطينية في لبنان، التي قالت في منشور لها عبر فيسبوك أيضاً أن عدد الجرحى الفلسطينيين في لبنان جراء العدوان بلغ 232 جريحاً.
ففي مخيم البص استهدفت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" منزل الأستاذ فتح الشريف رئيس اتحاد المعلمين السابق لدى وكالة "أونروا" في لبنان، ما أدى إلى استشهاده مع زوجته واثنين من أبنائه، وفي وقت لاحق ارتقى الشاب عمران الحاج جراء قصف "إسرائيلي" استهدف منزله، ليبلغ إجمالي عدد الشهداء في المخيم خمسة.
وكذلك في مخيم الرشيدية الذي دفع الفاتورة الأكبر، ارتقى فيه 12 شهيداً، ثلاثة منهم قضوا إثر استهدافهم بطائرة مسيرة أثناء محاولتهم كسب قوت يومهم، وسبعة نتيجة قصف مركز شبابي، كما استشهدت أم وطفلها أثناء نزوحهما من المخيم إلى أحد مراكز الإيواء.
شاهد/ي أيضاً: مخيم الرشيدية وهو يودع شهداءه.. حزنٌ وألم وإصرار على الصمود
تغطية صحفية|| #مخيم_الرشيدية وهو يودع شـــ..ــهـــداءه
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) November 27, 2024
حزنُ وألم وإصرار على الصمود والتضحية من أجل #فلسطين
هذا ما قالوه اليوم في المخيم pic.twitter.com/MJ5DTBBksD
أما مخيم برج الشمالي فقد استشهد اثنان من أبناء المخيم، وارتقت سيدة فلسطينية في تجمع الشبريحا للاجئين الفلسطينيين في صور جراء قصف طال التجمع.
الدكتور خليل نصار، أمين سر اللجان الشعبية في منطقة صور، أشار لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن الحرب "الإسرائيلية" على لبنان طالت مخيمات البص والرشيدية، وتجمعات الشبريحا والقاسمية، موضحاً أن هذه الحرب "تركت أثراً مدمراً على الفلسطينيين".
ارتقاء الشهداء في المخيمات كما في قطاع غزة في سبيل تحرير فلسطين
وقال نصار: "استشهد 23 فلسطينياً من أبناء المخيمات والتجمعات في منطقة صور، وهذه التضحيات التي قدمها لبنان بآلاف الشهداء والدمار الكبير الذي خلفته الحرب ما هي إلا حلقة في طريق تحرير فلسطين كاملة، وإن دماء الشهداء سوف تزهر نصرًا وعزاً وكرامة حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله".
من جهته، تحدث محمود زيدان، وهو لاجئ فلسطيني من مخيم الرشيدية، عن فقدانه زوجته ونجله إثر غارة "إسرائيلية" استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في منطقة الوردانية.
وقال: "ارتقاء الشهداء في المخيمات كما في قطاع غزة هو في سبيل تحرير فلسطين التي تستحق أن نبذل الغالي والنفيس لأجلها، دأبنا على تنشئة أجيال متلاحقة على حب فلسطين، فكان لابد لنا أن نقدم في سبيلها بعضًا من أرواحنا".
عبد المجيد العوض، المسؤول السياسي لحركة حماس في منطقة صور، عبّر لموقعنا أن "تضحيات أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان خلال الحرب تُضاف إلى قوافل الشهداء الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى"
وقال العوض: "دماء الشهداء من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان هي امتداد للتضحيات التي قدمها شعبنا الفلسطيني خلال معركة طوفان الأقصى، وللتضحيات الجسيمة التي بذلها الشعب اللبناني الشقيق في كل ربوع الوطن".
وأضاف: "إنها رسالة عُبّدت بالدّم على أننا شعب واحد نقاتل العدو الصهيوني، الذي يسعى إلى الانتقاص من سيادتنا والقضاء على مقدرات الأمة العربية والإسلامية".
وتابع عوض: "نجدد وقوف حركة حماس والشعب الفلسطيني في الداخل والشتات إلى جانب المقاومة والشعب اللبناني الشقيق، ونثني على الدور المحوري للمقاومة في لبنان وإسنادها للقضية الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى".
الحرب "الإسرائيلية" على لبنان التي استمرت ثلاثة أشهر، أجبرت آلاف اللاجئين الفلسطينيين على النزوح من مخيماتهم في جنوبي لبنان وجنوب بيروت، لكنها لم تكسر إرادة الصمود لديهم، حيث يعبر معظم اللاجئين رغم ما عانوه خلال العدوان عن تمسكهم بحلم العودة وحق التحرير.
الحياة تعود تدريجياً إلى #مخيم_برج_البراجنة جنوب #بيروت بعد وقف إطلاق النار والنازحون يعودون إلى بيوتهم ولكن في القلب غصة كبيرة على #غزة pic.twitter.com/mGBSoRimUA
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) November 28, 2024