عاد مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب إلى حركته الطبيعية بعد يومين من دخول فصائل المعارضة السورية إلى المخيم دون أي مواجهات عسكرية، فيما يتخوف اللاجئون الفلسطينيون في المخيم من عمليات القصف الجوي التي بدأ يشنها النظام السوري على بعض أحياء المدينة.

وأسفرت إحدى الغارات التي شنها طيران النظام على ساحة المدينة الجامعية في مدينة حلب يوم أمس الأحد، عن قضاء عدد من المدنيين بينهم اللاجئ الفلسطيني مصطفى هواش من أبناء مخيم النيرب، وهو من أبناء المخيم القاطنين في مدينة حلب.

اللاجئ الفلسطيني مصطفى هواش الذي قضى في الغارة

وأفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" صباح اليوم الاثنين 2 كانون الأول/ ديسمبر، أن المحال التجارية بدأت تعيد فتح أبوابها تدريجياً، فيما استأنفت أفران الخبز عملها بعد توقف دام ثلاثة أيام.

في تطور جديد، استكملت فصائل المعارضة دخولها إلى منطقة النيرب ومخيمها ليل السبت دون قتال، بعد انسحاب كامل لميليشيا "لواء القدس" الموالية للنظام السوري.

ووفقاً للمصادر، جاء ذلك بناءً على اتفاقيات أبرمت بين وجهاء المخيم وفصائل المعارضة، التي تضمنت ضمان سلامة السكان وعدم تعريضهم لأي تهديد.

وفي صباح الأحد، بثت فصائل المعارضة العسكرية، التي تضمنت في صفوفها مقاتلين فلسطينيين، بيانات عبر مكبرات الصوت في مسجد فلسطين وسط المخيم. وأكدت هذه البيانات على الأمان الكامل لسكان المخيم، داعية العناصر المتبقية من ميليشيا "لواء القدس" إلى تسليم أسلحتهم والامتناع عن أي مظاهر مسلحة لضمان أمن الجميع.

ومن أبرز ما ورد في النداءات:"جئناكم إخوةً لا أعداء، جئناكم متواضعين لا متكبرين، جئناكم لنطوي صفحة الماضي، ونفتح صفحة جديدة. كما نطلب منكم عدم التجوال من الساعة الثامنة مساء وحتى أذان الفجر، حرصًا على سلامتكم".

ومنذ عام 2016، كان مخيم النيرب تحت سيطرة ميليشيا "لواء القدس" التي تُعرف بولائها للنظام السوري ودعمها من قِبَل روسيا، والتي تمكنت من حسم المعارك في منطقة النيرب لصالح النظام بدعم روسي مكثف.

وخلال تلك الفترة، استغلت الميليشيا نفوذها لتجنيد شبان فلسطينيين للقتال إلى جانب قوات النظام، وسط تنافس بين روسيا وإيران لكسب ولاء الميليشيا.

ويأتي دخول المعارضة السورية إلى المخيم ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقتها قبل أيام، حيث تمكنت من السيطرة على مناطق استراتيجية في مدينة حلب وريفها، إضافة إلى مناطق واسعة في ريف إدلب.

العملية شهدت تراجعاً كبيراً لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المتحالفة معه، مما جعل مخيم النيرب يشهد هذه التغيرات، دون أن يكون مسرحاً لأي مواجهات مباشرة، حتى هذه اللحظة.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد