هدمت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" منازل وقاعة "مناسبات" داخل قرى عدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بحجة "البناء دون ترخيص" في إطار تصاعد عمليات الهدم لمنازل ومنشآت وممتلكات الفلسطينيين.
وفي مدينة أم الفحم، هدم الاحتلال منزلاً في حي أم الدب يعود للفلسطيني صادق حلوق إغبارية، والذي سبق أن تلقى أمراً بهدم المنزل صباح اليوم الثلاثاء 3 كانون الأول/ ديسمبر، بزعم البناء دون ترخيص وذلك عقب مداهمة الحي وسط حماية قوات معززة من الشرطة والوحدات الخاصة التابعة لها.
وبدورها، أدانت بلدية أم الفحم في بيان لها "الهدم الجائر الذي قامت به الوحدة القطرية التابعة للجنة التنظيم والبناء، صباح اليوم الثلاثاء الموافق 3.12.2024 في منطقة أم الدب، والذي طال أحد منازل أهالي المدينة بحجة البناء غير المرخص".
وقالت البلدية في بيانها: "إننا في بلدية أم الفحم نعتبر هذا الإجراء استمرارًا للسياسات التعسفية والظالمة التي تستهدف وجودنا وحقوقنا المشروعة في أرضنا، حيث تتفاقم هذه الممارسات في ظل غياب التخطيط المناسب ورفض السلطات المصادقة على توسيع الخرائط الهيكلية التي تلبي احتياجاتنا كمجتمع عربي في هذه البلاد".
وأكدت البلدية أن سياسة الهدم التي تتبعها السلطات بدلاً من إيجاد الحلول المناسبة تعمّق الأزمة وتزيد من معاناة أبناء مجتمعنا".
كما ناشدت البلدية "السلطات المختصة بتحمل مسؤولياتها وإيجاد حلول جذرية لأزمة السكن والبناء في مجتمعنا العربي، بعيدًا عن لغة الهدم والقمع، وإتاحة الفرصة لتطوير بلداتنا وتوسيع مسطحات البناء بما يتلاءم مع نمو السكان واحتياجاتهم".
وشهدت بلدات عرعرة المثلث وحي عرب القبسي شمال غرب بلدة نحف في منطقة الشاغور أمس الاثنين اقتحاماً من قبل الشرطة "الإسرائيلية" وجرافاتها التي نفذت عملية هدم لقاعة أفراح ومنزلين بحجة البناء دون تراخيص.
وفي عرعرة المثلث، هدمت جرافات السلطات "الإسرائيلية" بحماية قوات معززة من الشرطة قاعة "نيلم" للأفراح، وذلك للمرة الثالثة خلال عام ونصف كما منعت قوات الشرطة الأهالي من الاقتراب من مكان عملية الهدم حتى الانتهاء من العملية.
وذكرت مصادر محلية أن القاعة ليست مغلقة ولا يوجد بها أي سقف أو بناء، إنما عبارة عن ساحة فيها عشب اصطناعي، ولكن السلطات "الإسرائيلية" بهدمها بحجة البناء دون ترخيص.
وفي بلدة عرب القبسي، حاصرت قوات الشرطة المنزلين ومنعت الأهالي من الاقتراب منهما وأغلقت الشارع المؤدي إلى الحي، وهدمت الجرافات المنزلين وأبقت ساكنيهما من دون مأوى.
وقال صالح سواعد صاحب أحد المنزلين، لـموقع "عرب 48": "إن القوات داهمت منازلنا من دون إخطار أو تحذير بالهدم، وأخرجتنا منها وأبعدتنا عنها، وبدأت عملية الهدم للمنزلين البالغ مساحتهما قرابة 300 متر، ولم يمنحونا فرصة حتى لإخراج أغراضنا منهما".
وأضاف: " أن عائلتي وعائلة شقيقي المكونتين من 10 أفراد تسكنان في المنزلين. لا أعرف ماذا سيحل بنا في الأيام القادمة وكيف سنتصرف، فقد هدموا منازلنا الوحيدة التي تأوينا منذ عشرات السنوات".
ويقطن نحو 400 فلسطيني في أراضيهم بعرب القبسي منذ سنوات طويلة، في حين أن السلطات "الإسرائيلية" لا تعترف بها كمنطقة سكنية ولا تقوم بإصدار تراخيص بناء للسكان، سيما وأنهم يفتقدون لأبسط الخدمات مثل الكهرباء والمياه وما إلى ذلك.
وتشهد البلدات الفلسطينية المحتلة في الآونة الأخيرة تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص لا سيما في في المناطق المسماة "ج"، أو عمليات الهدم التي تأتي في إطار العقاب الجماعي في مناطق "ب" و"أ" والتي تسهدف منازل عائلات الشهداء والمعتقلين كما سجلت الإخطارات بالهدم أرقاما غير مسبوقة.
ومؤخراً نفذ الاحتلال عمليات هدم في العديد من البلدات بمناطق الشمال والمثلث والساحل والنقب وفي مقدمتها قرية أم الحيران والعراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، جنوبي البلاد، والتي هدمتها السلطات "الإسرائيلية" للمرة الـ232 على التوالي.