انتهت الحرب "الإسرائيلية" على لبنان بإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، لتكشف عودة النازحين إلى ديارهم عن حجم الدمار الهائل الذي خلفته الصواريخ "الإسرائيلية" في القرى والبلدات الجنوبية.
ولم تكن المخيمات الفلسطينية في منطقة صور بمنأى عن هذا الاستهداف، حيث تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، مسجلة فصلاً جديداً من معاناة اللاجئين الفلسطينيين.
على مدار 65 يوماً من الحرب، تعرضت المخيمات الفلسطينية، ومنها الرشيدية، البص، والبرج الشمالي، بالإضافة إلى تجمعات فلسطينية أخرى مثل الشبريحا والقاسمية، للقصف "الإسرائيلي" المباشر.
ووفقاً لتصريحات الدكتور عماد الحلاق، مدير مستشفى تل الزعتر التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم الرشيدية، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أسفرت الهجمات "الإسرائيلية" عن استشهاد 23 فلسطينياً وإصابة 42 آخرين بجروح متفاوتة، إلى جانب خسائر كبيرة في الممتلكات.
شهادات من قلب الحدث
يروي اللاجئ الفلسطيني سامر عليان من مخيم الرشيدية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، اللحظات الأولى لقصف تعرض له مكان عمله قائلاً: "كنت أعمل في الكراج الخاص بي لإصلاح السيارات عندما وقع الانفجار، وفجأة، دفعتنا الموجة الانفجارية لأربعة أمتار، وتطايرت الشظايا التي أصابت ذراعي، وألحقت بي إصابة خطيرة".
وفي شهادة أخرى، تحدث علاء، صاحب محل مجاور لأحد مواقع الاستهداف، عن الأضرار المادية التي لحقت بمحله، قائلاً: "رغم حجم الأضرار، نتحملها في سبيل قضية فلسطين، فالتضحيات العظيمة جزء من نضالنا المشترك لتحقيق الحرية".
وأكد فؤاد الحسين، عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، على متانة العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني قائلاً: "وحدة الدم والمصير ليست وليدة هذه الحرب، بل هي مسيرة طويلة من الكفاح المشترك، عمدتها الدماء والأرواح التي قدمها الشعبان في مواجهة العدو الإسرائيلي المتوحش".
وتُعد منطقة صور موطناً لثلاثة مخيمات رئيسية، هي الرشيدية، البص، والبرج الشمالي، بالإضافة إلى تجمعات فلسطينية أخرى، يسكنها قرابة 56,000 لاجئ فلسطيني.
ووفقاً للدكتور الحلاق، فإن القصف طال كافة هذه المخيمات، حيث استهدف المباني السكنية والمحال التجارية، ما أسفر عن دمار واسع النطاق.
وختم الدكتور الحلاق تصريحه بالتأكيد على أن هذه الجرائم ليست جديدة على الاحتلال "الإسرائيلي"، قائلاً: "المجازر الإسرائيلية ليست بالأمر الجديد، كما أن التضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني ليست غريبة، فهي جزء من مسيرة نضال طويلة لتحرير كامل التراب الفلسطيني".
وعكس العدوان، الوجه البشع للعدو "الإسرائيلي"، وتجدد التأكيد على صمود الشعبين اللبناني والفلسطيني أمام التحديات، في وقت يطالب فيه الأهالي بضرورة تحرك دولي لحمايتهم من الاعتداءات المتكررة وضمان حقهم في الحياة بكرامة وأمان.