أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن الأمن الغذائي في قطاع غزة ينهار تاركا الناس في حالة من اليأس المطلق، لا سيما بعد الحادث المأساوي الذي توفيت فيه فتاتان وامرأة في محافظة دير البلح عندما اجتاحت الحشود مخبزا يقدم المساعدات الغذائية في صراع محموم على الإمدادات الغذائية الشحيحة.

وذكرت "أونروا" خلال تقرير لها صدر الخميس 5 كانون الأول/ ديسمبر يغطي الوضع الإنساني خلال الفترة الواقعة بين 26 تشرين الثاني – 3 كانون الأول 2024 وحتى يوم 3 كانون الأول 2024، إن الشهر الماضي، تم نهب 90% من شاحنات المساعدات في كرم أبو سالم، أي 98 شاحنة من أصل 109 شاحنات.

وأشارت إلى أن حوادث نهب المساعدات دفعت الوكالة الأممية إلى إيقاف إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الرئيسي للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بسبب الانهيار التام للقانون والنظام.

945 ألف شخص معرضين لخطر التعرض للبرد هذا الشتاء

وأوضح تقرير "أونروا" إلى أنه لم يتم تلبية سوى 23% فقط من احتياجات حماية النازحين في قطاع غزة من الأمطار والطقس البارد، ما يترك 945 ألف شخص معرضين لخطر التعرض للبرد هذا الشتاء.

وسلط التقرير الأممي الضوء على ما تعانيه محافظة شمال قطاع غزة الذي تخضع فيه بعض المناطق لحصار مشدد منذ 60 يوما؛ حيث أشار التقرير إلى أنه لا تزال إمكانية الوصول إلى هذه المناطق المحاصرة صعبة للغاية، ولا تزال محاولات الشركاء المستمرة لإيصال المساعدات إلى هذه المناطق المحاصرة متعثرة إلى حد كبير.

وأكد التقرير أن هناك نحو ما بين 65 ألفاً إلى 75 ألف شخص دون الحصول على الغذاء أو الماء أو الكهرباء أو الرعاية الصحية الموثوقة، مع استمرار وقوع إصابات جماعية مع تواصل العمليات العسكرية المكثفة وسط انعدام شبه تام للمساعدات الإنسانية التي تدخل للمنطقة، بالإضافة إلى انقطاع شديد في الاتصالات والإنترنت.

وسجل التقرير الأممي حتى 18 تشرين الثاني من الشهر الماضي، ما بين 100 ألف إلى 131 ألف شخص نزحوا منذ 6 تشرين الأول 2024 من محافظة شمال غزة إلى مدينة غزة موضحاً أن هذا التدفق أدى إلى ارتفاع عدد السكان في محافظة غزة من نحو 250 ألف نسمة حسب التقديرات حتى نهاية أيلول 2024 إلى نحو 375 ألف نسمة.

إمدادات المياه في قطاع غزة محدودة

وأورد التقرير إفادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية حول إمدادات المياه في قطاع غزة التي لا تزال محدودة، وتعتمد على إمدادات الوقود حيث انخفض إجمالي إنتاج المياه الذي أبلغت عنه سلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه بلديات الساحل بنسبة 9% خلال شهر تشرين الثاني.

كما ذكر أن أدى النقص الحاد في الوقود أدى إلى انخفاض إنتاج المياه من آبار المياه الجوفية بنسبة 43%، بينما لا تزال إمدادات الوقود لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي في محافظة شمال غزة متوقفة منذ 1 تشرين الأول 2024.

ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ذكرت سلطة المياه الفلسطينية في يوم 3 كانون الأول أن الأضرار التي لحقت بقطاع المياه في غزة تجاوزت 80%، ما ألحق الضرر بالآبار ومحطات الضخ ومحطات التحلية وشبكات التوزيع ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي.

80% من سكان قطاع غزة يتعرضون إلى أوامر إخلاء قسرية

وذكرت وكالة "أونروا" وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 80% من قطاع غزة يخضعون لأوامر إخلاء سارية المفعول أصدرتها سلطات الاحتلال حتى يوم 3 كانون الأول.

وكان جيش الاحتلال قد أصدر في 2 كانون الأول أمر إخلاء شمل نحو ثلاثة كيلومترات مربعة في شمال محافظة خان يونس وأجزاء من دير البلح التي سبق أن خضعت للإخلاء في أربع مناسبات بين كانون الأول 2023 وآب 2024.

وفقا للأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن 1,9 مليون شخص - أو حوالي 90% من السكان في جميع أنحاء قطاع غزة نازحين وقد تعرض العديد منهم للنزوح مرارا وتكرارا، بعضهم 10 مرات أو أكثر.

وأفاد التقرير بأنه حتى تاريخ 3 كانون الأول 2024، تم تسجيل حوالي 380 ألف نازح يحتمون في أكثر من 100 مبنى مدرسي تابع للأونروا في قطاع غزة.

"جائحة إعاقات" و 12 ألف مريض في غزة بحاجة للإجلاء

وفي سياق الأزمات التي عاناها سكان قطاع غزة عرج التقرير على تصريحات المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، التي قال فيها" إن 1 من كل 4 أشخاص أصيبوا في حرب غزة يحتاجون إلى خدمات إعادة تأهيل بما فيها الرعاية بعد بتر الأطراف وإصابات الحبل الشوكي".

وأضاف:"أن أعلى نسبة أطفال مبتوري الأطراف في العالم موجودون بغزة، وأن كثيرا منهم خضعوا لعمليات جراحية دون تخدير".

وأعلن ما أسماها "جائحة إعاقات" في غزة لما تسببت به حرب الإبادة "الإسرائيلية" من "وباء إصابات فظيعة" بين الفلسطينيين مع غياب خدمات إعادة التأهيل.

فيما أورد التقرير الأممي بيانات لصندوق الأمم المتحدة للسكان يسلط الضوء على أن الشباب في قطاع غزة عانوا صدمة غير مسبوقة، حيث فقدوا أسرهم وأصدقاءهم ومنازلهم وإمكانية حصولهم على التعليم. وبالإضافة إلى الدمار المادي، فقد تدهورت الصحة النفسية لشباب غزة بشكل حاد، حيث يعاني الكثير منهم من اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب.

ووفقا لليونيسف، وحسبما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإنه "بالمعدل الحالي لعمليات الإجلاء الطبي، فإن الأمر سيستغرق سبع سنوات لإنقاذ 2,500 طفل بحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي"، وقد توفي بعض الأطفال بالفعل أثناء انتظار الموافقات.

ويأتي ذلك فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إجلاء 8 مرضى من قطاع غزة من أصل 12 ألف مريض على الأقل بحاجة إلى الإجلاء في ظل استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية"

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد