كشفت وسائل إعلام عبرية النقاب عن استعانة جامعات أميركية وكندية بشركات أمن "إسرائيلية" تلقى عناصرها تدريبات في "إسرائيل" لقمع الاحتجاجات المناهضة للحرب على قطاع غزة والمؤيدة لفلسطين داخلها.
وأوردت صحيفة يديعوت أحرنوت أن الرئيس الأميركي المنتخب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية وعد بتغريم المؤسسات الأكاديمية التي لا تحارب ما وصفته ب"المجانين وأنصار حماس".
وقالت الصحيفة العبرية: "في أعقاب ذلك، لجأت العديد من الجامعات في الولايات المتحدة وكندا مؤخرًا إلى شركات الأمن الإسرائيلية، أو تلك التي لها علاقات بإسرائيل، للتعامل مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات".
وأكدت الصحيفة أن جامعة مدينة نيويورك (CUNY) وافقت أحد مراكز الاحتجاج الرئيسية في العام الماضي، مؤخرًا على عقد أمني بقيمة 4 ملايين دولار مع شركة "Strategy Security Corp".
وتابعت: "الشركة مملوكة لضابط الشرطة السابق في نيويورك الأمريكية يوسف سوردي، الذي يفتخر بأنه خضع لتدريب احترافي في إسرائيل، ويفتخر موقع شركته أيضًا بأن مديري الأمن التابعين له يتلقون "تدريبًا رسميًا" في إسرائيل".
وبرز تورط شركات أمنية تابعة لـ "إسرائيل" في قمع الطلاب المحتجين على استمرار الحرب على غزة التي وقعت في أيار/ مايو الماضي في حرم جامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجلوس.
وأفاد الطلاب المحتجون آنذاك أن حراس أمن شركة "ماغين عام"، الذين لديهم خلفية عسكرية "إسرائيلية"، اعتدوا عليهم بشكل عدواني.
واعترفت الجامعة الحكومية بأن الشركة عملت بالتعاون مع الشرطة المحلية، للتعامل مع المظاهرات، وحصلت مقابل هذه الخدمة على مليون دولار من أموال البلدية.
كما تم التعاقد مع شركة الأمن الأمريكية "Contemporary Services Corporation"، التي لديها فرع حصري في "إسرائيل"، للعمل في الحرم الجامعي وفي مراكز الاحتجاج في جميع أنحاء المدينة الأمريكية، وفق ذات المصدر.
وفي كندا استعانت جامعة "كونكورديا" بشركتي أمن "إسرائيليتين"، هما شركة "بيرسيبتاج إنترناشيونال"، بقيادة "آدم كوهين" رئيس الأمن السابق للمحكمة المركزية "الإسرائيلية" في القدس، وشركة "موشاف" للاستشارات الأمنية، التي يديرها "إيال فيلدمان"، القائد السابق بقوات الاحتياط بالجيش "الإسرائيلي" والذي عمل سابقًا كمستشار خاص لوزارة الحرب "الإسرائيلية"، بحسب لصحيفة العبرية
وقالت الصحيفة: "إن سوق الأمن الخاص في الولايات المتحدة يتغذى أيضًا إلى حد كبير من السمعة التي اكتسبتها إسرائيل في المجال الأمني".
وأشارت إلى أن العديد من الشركات توظف محترفين من المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية"، بما في ذلك خريجو وحدات الاستخبارات والجيش "الإسرائيلي" وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وتعتبر خبرتهم التشغيلية في "إسرائيل" مصدر قوة للجامعات التي تبحث الآن عن حلول سريعة للتعامل مع الاحتجاجات.
وفي 18 نيسان/إبريل الماضي، بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة، اعتصاماً بحرم جامعة "كولومبيا" في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات "الإسرائيلية" وسحب استثماراتها من شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل الشرطة واعتقال عشرات المحتجين بالجامعات الأمريكية، توسعت حالة الغضب لتمتد إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها الأمريكية، ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود "إسرائيل" بالأسلحة.