بعد شهرين من العدوان “الإسرائيلي” على لبنان، عاد أطفال المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان إلى مقاعد الدراسة بفرحة ممزوجة بالحزن. ورغم صغر سنهم، يحمل هؤلاء الأطفال روح التضامن الفلسطيني مع أقرانهم في غزة، الذين حُرموا من التعليم لأكثر من عام وشهرين نتيجة حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة.
رسائل تضامن من أطفال لبنان إلى غزة
في مشهد يفيض بالبراءة والقوة، عبّر أطفال المخيمات من أمام مدارسهم برسائل أمل ودعم لأطفال غزة، مؤكدين أن التعليم حق أساسي يجب أن يتمتع به كل أبناء فلسطين رغم معاناة اللجوء والتهجير.
قالت إحدى الطالبات أمام مدرستها: “نحن نعود اليوم إلى المدرسة، ولكن قلوبنا مع أطفال غزة الذين يعانون بلا مدارس ولا كتب، وبعضهم يموت تحت القصف. فرحتنا بالعودة لن تكتمل إلا بعودتهم إلى مدارسهم”.
عام دراسي جديد وسط ذكريات الحرب
مع انطلاق العام الدراسي الجديد، بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى طبيعتها في المخيمات الفلسطينية التي تأثرت بشكل كبير بالعدوان. وعلى الرغم من تحويل معظم المدارس الحكومية إلى مراكز إيواء للنازحين خلال الحرب، أصر القائمون على العملية التعليمية على استئناف الدراسة حرصًا على مستقبل الطلاب.
إحدى المعلمات أعربت عن تأثرها بالوضع قائلة:"نحن اليوم نبدأ عامًا دراسيًا جديدًا بعد 66 يومًا من الحرب. عشنا ظروفًا صعبة نفسيًا وجسديًا، وشعرنا بقليل مما يعيشه أهل غزة يوميًا. أطفالنا كانوا يتطلعون للعودة إلى المدرسة، لكن فرحتهم تبقى ناقصة، وهم يفكرون بأطفال غزة الذين حُرموا من التعليم”.
فرحة منقوصة وحلم بمستقبل أفضل
تحدث أحد الطلاب عن تأثير الحرب على تضامنه مع أهل غزة، قائلاً: “معلمونا دائمًا يشجعوننا على الوقوف مع غزة. نتمنى أن تنتهي الحرب هناك ليعودوا إلى مدارسهم. أطفال غزة عباقرة وأذكياء، ومن حقهم أن يتعلموا مثلنا”.
لحظات من الحماس بدت على طالب آخر عند عودته إلى المدرسة، لكنه لم يستطع تجاهل مشاعر الحزن حين تذكر أقرانه في غزة، متمنيًا لهم العودة إلى التعلم واستعادة الحياة الطبيعية.
وفي قطاع غزة، لا تزال أكثر من 200 مدرسة تابعة لوكالة الغوث “أونروا” تعاني من آثار القصف المستمر، بينما للعام الثاني على التوالي، يُحرم أكثر من 600 ألف طالب من حقهم في التعليم. المقاعد الدراسية فارغة إلا من النازحين الذين لجأوا إلى المدارس كمراكز إيواء، والتي لم تسلم بدورها من استهداف الاحتلال "الإسرائيلي" وارتكاب المجازر.
رغم الظروف الصعبة، تجمع رسائل أطفال المخيمات في لبنان وغزة روح الأمل والإصرار على تجاوز المحن. التعليم يبقى رمزًا للصمود الفلسطيني وأداة لتحدي محاولات الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ليظل الأمل حيًا بمستقبل أفضل لكل أطفال فلسطين.
شاهد/ي التقرير