مع مرور أسبوع على هروب الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، تتواصل آمال أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين من ذوي المعتقلين، بالتبدد، وعجّت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بصور وأسماء لشهداء قررت عائلاتهم نعيهم، في تفجّر لذكريات قاسية عن أبنائهم المعتقلين الذين غيبهم النظام السوري المخلوع لسنوات، ولم يفضِ هروبه إلى تحررهم ولا حتى ظهور جثامين لهم.

الأسماء التي ظهرت خلال الأيام الماضية تكشف حجم المأساة التي تعرض لها المعتقلون الفلسطينيون، وتُعيد تسليط الضوء على حقبة مأساوية من التعذيب والقتل الممنهج في سجون النظام، والشراكة في الدم والمصير بين اللاجئ الفلسطيني في سوريا وشقيقه السوري.

بين الأسماء التي رُفعت في نعوات، يأتي اسم الشهيد معتصم محمد جمعة، الذي استشهد في المعتقلات بعد معاناة طويلة، فيما نعت عائلة العائدي ابنها إياد محمد العائدي، الذي قضى تحت التعذيب.

 كما نعت عائلة حمد وآل إبراهيم الشهيد محمد إبراهيم حمد، المولود عام 1995، والذي استشهد في مجزرة جديدة الفضل بريف دمشق في 17 أبريل 2013، ولم تجد جثمانه حتى اليوم، أما الشهيد مازن عمر مدردس، المعروف بـ"أبو جهاد"، كان أيضاً من بين ضحايا المعتقلات، إلى جانب حسان موفق عليان، الذي أعلنت عائلته نبأ استشهاده بعد سنوات من الألم.

عائلة غنام فقدت ابنها فراس حسني غنام داخل أقبية النظام، في حين ارتقى إسماعيل جميل شعبان، المولود عام 1973، شهيداً داخل المعتقلات السورية، كما نعت عائلة عريشة ابنها يزن عاطف عريشة.

ومن بين الشهداء أيضاً، محمد قاسم دواه، الذي وصفته عائلته بأنه "شهيد جميل على درب الحرية والثورة"، إلى جانب محمود ماجد جلبوط الذي استشهد نتيجة التعذيب، أما الشاب عبد الرحمن علي يحيى كان واحداً من الشهداء الذين خلّف رحيلهم جرحاً عميقاً في قلوب ذويهم.

وفي سياق المأساة ذاتها، برزت أسماء أخرى لفلسطينيين استشهدوا في سجون الشرطة العسكرية التابعة للنظام السوري بين عامي 2013 و2017. من بين هؤلاء الشهداء: محمد أحمد منصور، عمر عمار أبو راشد، ماجد أحمد نمر، وعماد أحمد أبو راشد. كما انضم إلى القائمة محمد خضر كعوش، حازم علي شهاب، ومحمد حكم حسين دواه، الذين قضوا جميعاً نتيجة التعذيب الممنهج.

كما استشهد نور الدين محمد غباري، صالح أحمد حمادة، وعبد الله فؤاد السيد، إلى جانب عدنان محمد حسين وسعود سعد محمد. كذلك ارتقى أحمد حكمت كنعان، إياد محمد قويدر، إسماعيل حسن أبو عيشة، وأيمن علي محمد في ظروف مشابهة. وشملت المأساة باسل يوسف عزيمة، معاذ رياض قاسم، ياسر عصام الناجي، وأيمن محمد عموري، الذين لم يُكتب لهم الخروج أحياء من أقبية النظام.

من بين الأسماء التي أضيفت إلى قائمة الشهداء: عماد علي شواف، خالد محمد ظاهر، وهيثم على شواف، الذين فُقدت أرواحهم في سجون الموت. واستشهد محمد عمار مصطفى قاسم، طارق أسامة شرقاوي، وسامر سعيد عمرين، تاركين وراءهم قصصاً من الألم والمعاناة.

وتُبرز قائمة الشهداء أسماء عزت مرسال، عبد الرحمن أحمد العمري، يونس محمد عموري، وطلال عدنان الخطيب، الذين اختطفهم التعذيب من بين أهاليهم. كما ارتقى أحمد عمر حسين، خالد محمد موسى، ومعتصم حسن حميد في المعتقلات، إلى جانب وسيم محي الدين الرملي وبسام عوض قدورة.

ومن بين من خسروا أرواحهم على يد النظام المجرم، بشار عبد الحليم القوتلي، علاء عمر الناجي، غياث محمود عمر، ومحمد وليد الشهابي. كما تضم القائمة شادي نور الدين غباري، رامز أحمد حمدان، ومصطفى مروان حسين، الذين طالتهم آلة القتل الوحشية.

وبحسب حملة الكشف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين، بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام السوري 3108 أشخاص، بينهم 333 مفقوداً و633 شهيداً تحت التعذيب. تشير التقديرات إلى أن النظام اعتقل ما بين 250 ألفاً إلى 300 ألف شخص من مختلف الجنسيات، ولا يزال مصير غالبيتهم مجهولاً.

وكان الناشط محمد أبو حامد، المتخصص في توثيق قضايا المعتقلين الفلسطينيين، وصف هذه الحقبة بالمأساوية قائلاً: "النظام مارس جرائم إبادة بحق المعتقلين، ولم يسلم أبناء المخيمات الفلسطينية من هذه الجرائم الوحشية. كانت المعتقلات السورية شاهدة على أبشع أنواع التعذيب والإعدامات الممنهجة".

ورغم تحرير 48 فلسطينياً من سجون النظام بعد دخول المعارضة إلى دمشق، إلا أن الكارثة التي طالت الفلسطينيين في سوريا، لا سيما أبناء مخيم اليرموك، تظل شاهدة على حجم الظلم والانتهاكات التي تحتاج إلى عدالة دولية ومحاسبة المسؤولين.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد