في مشهد طبع وجه المخيمات الفلسطينية في سوريا كما كل المدن والقرى والبلدات في ذلك البلد، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وتبدد الآمال في خروج المعتقلين أحياء، نعى أهالي مخيم خان الشيح أسماء أبنائهم الذين ارتقوا شهداء تحت التعذيب في سجون النظام السوري البائد، بعد أن تبددت آمالهم في رؤيتهم أحياء مع سقوط النظام، في ظل حرمانهم من دفن أجسادهم التي ما تزال مفقودة مع الآلاف المؤلفة من ضحايا السجون والمقابر الجماعية التي خلفها النظام المقبور.
الناشط في توثيق المعتقلين والشهداء من أبناء مخيم خان الشيح محمد أبو حامد، قال في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "إنّه حتى عصر اليوم الاثنين 16 كانون الثاني/ ديسمبر جرى توثيق بين 45 إلى 50 نعي، بعد ان فقد ذويهم الأمل في خروجهم أحياء، بينما بيانات النعي تزداد".
وأشار أبو حامد، إلى أنّ أعداد المعتقلين في المخيم تتجاوز 300 معتقل، على عكس ما كان معلوما في السابق، نظراً لكون هناك أهالي بدأوا بالإعلان عن وجود معتقلين لهم، كانوا يخشون التصريح عنهم سابقاً، ما سيعني المزيد من بيانات النعي للشهداء في الأيام المقبلة.
ولفت إلى أنّه حتى الآن، وبعد أسبوع من خلع النظام، لا بوادر على وجود أحياء، مشيراً إلى أنّ شخصاً واحداً خرج من أبناء مخيم خان الشيح حياً حتى هذه اللحظة، اسمه فراس صالح الدريبي، ولم يرد أي أسماء أخرى عن معتقلين أفرج عنهم، فيما يواصل أهالي المخيم فتح بيوت عزاء لأبنائهم.
من بين الشهداء الذين ودّعتهم العائلات في المخيم الذي تعرض خلال حكم النظام للقصف والحصار، كان عمر عبد السلام صالح، المعتقل منذ عام 2013 وهو من مواليد 1996، والذي أعلن عن استشهاده تحت التعذيب. كذلك، انضم عبد القادر علي إبراهيم حسين "أبو الرائد" إلى قائمة الشهداء الذين قضوا في الزنازين.
في المخيم ذاته، نعَت عائلة فؤاد غازي يوسف ابنها الذي لقي حتفه في سجون النظام، فيما انضم الشهيدان الناشطان بشار تيسير مصلح وعلي عبد الكريم مصلح إلى قافلة الشهداء بعد اعتقالهما في يناير 2013. كما استشهد الناشط الفلسطيني معاوية حسان رجا الذي اعتقل في عام 2018.
ومن عائلة آل عرسان، التي عانت ملاحقات النظام السوري قبل الثورة وخلالها، استُشهد أربعة من أبنائها: الحاج محمد عرسان عبدالله "أبو كفاح"، الطبيب أحمد عبدالله عرسان عبدالله، إسلام عبدالله عرسان عبدالله، وجعفر علي عرسان عبدالله.
شهداء آخرون من أبناء خان الشيح ينضمون إلى قائمة النعي، بينهم الشاب وديع راجي إبراهيم شاكوش، المعتقل منذ نوفمبر 2015، وخالد صالح شمسي، وفايز خالد نايف، وزياد حسن المصلح. كما نعَت عائلات المعتقلين محمد محمود جمعة، وسام مصطفى السخلة، وأحمد محمود النادر، وخالد طارق الدالي أبناءها الذين قضوا في السجون.
وفي مأساة عائلة يحيى الشهابي، فقدت العائلة ثلاثة من أبنائها: أسامة، ومحمد، وصالح في المصير ذاته، فيما ارتقى الشقيقان عبد المنعم ووائل سليمان الأغا، بينما فقدت عائلة الخطيب ابنها ثائر محي الدين الخطيب.
أما أبناء المرحوم علي أبو ريا، فقد ودّعوا شقيقهم وليد علي أبو ريا، بينما انضمت أسماء أخرى إلى القافلة، منهم أحمد مجبل الخالدي، وأحمد إسماعيل نوفل، ومحمد عمر إبراهيم "أبو زعور الدالي"، وأحمد عيسى حمادة الذي استشهد في سجن صيدنايا سيئ السمعة.
مأساة عائلة ظاهر الفلسطينية
فيما يستذكر أبناء المخيم شهداء عائلاتهم، برزت أسماء من عائلة ظاهر التي امتدت مأساتها في مختلف المخيمات السورية، إذ تضمنت القائمة: إيهاب عقل ظاهر، ومحمد فايز ظاهر أبو لؤي وابنه لؤي، ونزيه صالح ظاهر، وخالد محمد ظاهر، وباسم محمد ظاهر، وعلي محمد ظاهر، وعلاء ماجد ظاهر، وشادي عدنان ظاهر، وحسن حسين ظاهر، ونبيل ظاهر ظاهر، وفادي ظاهر ظاهر، وإبراهيم نواف ظاهر، وخالد حسن ظاهر، ومحمد إبراهيم ظاهر، ويامن عادل ظاهر.
اقرأ/ي أيضاً: أهالي مخيم اليرموك يواصلون نعي شهدائهم المعتقلين في سجون النظام السوري
وسط هذا الحزن والغضب من إجرام النظام المخلوع، طالبت العائلات، المؤسسات الحقوقية الدولية بالكشف عن مصير جثامين الشهداء وإعادتها لدفنها بما يليق بكرامتهم. كما وجهت دعوات لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق هؤلاء الأبرياء، واعتبارها جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
ختاماً، يواصل أهالي خان الشيح، ومعهم الفلسطينيون في كافة المخيمات السورية، رفع أصواتهم لتكريم ذكرى الشهداء، وتأكيد حقهم في العدالة، ورفض نسيان التضحيات التي بذلوها من أجل حرية وكرامة سوريا.