اعتصم حشد من أهالي مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، صباح اليوم الثلاثاء 17 كانون الأول/ديسمبر، أمام المركز الصحي التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في خطوة جاءت استجابة لدعوة من نشطاء المجتمع المحلي للمطالبة بتحسين الخدمات الصحية وتطوير البرامج الإغاثية.
ركز المعتصمون على ضرورة إنشاء مركز لغسيل الكلى لتلبية احتياجات مرضى الفشل الكلوي الذين يعانون ارتفاع تكاليف الجلسات في المستشفيات الخاصة، بسبب غياب البدائل المجانية وضعف القطاع الصحي الحكومي. كما عبّروا عن استيائهم من الأوضاع الراهنة، مطالبين بتطوير الخدمات الصحية والخدمية ووقف سياسة تقليص المساعدات.
وخلال الاعتصام، قُدمت ورقة مطالب رسمية تضمّنت الدعوة لتحسين معاملة الكادر الصحي بعد تسجيل تجاوزات سابقة، بالإضافة إلى تعزيز برامج الدعم الإغاثي.
وطالب المحتجون بتوحيد المعونات الإغاثية بين جميع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، منتقدين تصنيفهم إلى حالات "عادية" وأخرى "أكثر ضعفاً"، حيث أكدوا أن جميع اللاجئين يعانون ظروفاً إنسانية متردية، وشددوا أيضاً على ضرورة زيادة قيمة المعونات المقدمة لتتناسب مع الواقع المعيشي المتدهور.
يُذكر أن هذا الاعتصام يُعد الأول من نوعه في مخيم جرمانا منذ سقوط نظام بشار الأسد، إذ كانت الاحتجاجات المطلبية محظورة سابقاً بفعل سيطرة الأجهزة الأمنية وتنظيمات مثل "الصاعقة" والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، التي طالما تحكمت بعلاقة اللاجئين مع وكالة "أونروا"، وسط اتهامات بالفساد وغياب الشفافية. هذا التحرك يشكّل بداية جديدة في تعبير اللاجئين الفلسطينيين عن معاناتهم والمطالبة بحقوقهم.
ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في سوريا أوضاعاً معيشية مأساوية، حيث تجاوزت نسبة الفقر المطلق 90% بسبب الانهيار الاقتصادي المتواصل منذ سنوات.
وجاءت السياسات الحكومية التابعة للنظام البائد مثل رفع الدعم عن السلع الأساسية والمحروقات لتزيد معاناتهم، مما دفع أهالي المخيم إلى الخروج عن صمتهم والمطالبة بتحسين الظروف الصحية والإنسانية.