قمعت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية معتصمين في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية طالبوا بفك الحصار الذي تفرضه السلطة لليوم السادس عشر على التوالي وسط تجدد الاشتباكات مع مقاتلي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس في إطار العملية التي وصفت بـ "الأمنية" وتنفذها السلطة في المخيم تحت عنوان "حماية وطن" والتي تسعى لنزع سلاح المقاومة.
ولا يزال التوتر يخيم على سكان مخيم جنين مع استمرار الحصار الذي تفرضه الأجهزة الأمنية، ما يزيد من تعقيد الأوضاع داخل المخيم لاسيما مع مداهمة عناصر من السلطة العشرات من منازل الفلسطينيين وتحويلها لثكنات عسكرية وطرد سكانها منها، ونشر قناصة عليها، وفق ما قالت مصادر محلية.
وفي تلك الأثناء تواصلت الاشتباكات بين مقاومين وعناصر أمن السلطة في محيط المخيم، حيث سُمع دوي انفجارات ناجمة عن عبوات ناسفة محلية الصنع.
وانطلقت ظهر اليوم الجمعة 20 كانون الأول/ ديسمبر دعوات في مخيم جنين للتجمع في ساحته للمطالبة بوقف الاشتباكات، عقب تجددها بين أجهزة أمن السلطة ومقاومين من كتيبة جنين.
وعلى إثر هذه الدعوات شارك أهالي من مخيم جنين أمام مسجد المخيم الذي يتعرض لحصار منذ أكثر من أسبوعين وبالمقابل قامت عناصر أمن السلطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المعتصمين الذين طالبوا برفع الحصار المفروض على المخيم من قبل السلطة الفلسطينية.
وبدوره، قال القائد العام لكتيبة جنين لقناة الجزيرة: "أرسلنا للأجهزة الأمنية شخصيات للحل، لكنهم ردوا بعنجهية، مؤكداً أن أجهزة الأمن طلبت نزع السلاح، وقالت: إنها "لن تسمح بقتال إسرائيل، وأضاف "نحن بادرنا بالحل مسبقا، والأجهزة الأمنية رفضت ذلك".
وتصاعدت حدة توتر الأوضاع في مخيم جنين على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة في الخامس من الشهر الجاري على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة.
و أعقب ذلك عودة اعتقال ناشطين وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصار قوات أمن السلطة للمخيم وإغلاق مداخله، فيما أدت الأحداث حتى الآن إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص أمن السلطة الفلسطينية بينهم شاب وطفل، وقائد كتيبة جنين يزيد جعايصة، علاوة على وقوع إصابات بين الطرفين.
وفي على صعيد آخر، أعلن قسم الصحة عن جدول عمل عيادات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قرى مدينة جنين، بعد إغلاق عيادات المخيم، لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية لجميع المرضى والمراجعين، حيث تستقبل عيادة بلدة قباطية المرضى طوال أيام الأسبوع ما عدا الأحد والجمعة.
بينما في عيادة بلدة يعبد يتم استقبال المرضى يوم الإثنين، وفي عيادة بلدة السيلة الحارثية يجري العمل يوم الأربعاء في حين تعمل عيادة بلدة سيلة الظهر يوم الخميس و تعمل عيادة بلدة رمانة يوم السبت.
وأشارت وكالة "أونروا" إلى المرضى بإمكانية مراجعة أي من العيادات المذكورة أعلاه لاستلام العلاج، بغض النظر عن عيادتهم المسجلين بها.